اخبار محليةصحيفة 4 مايو

تحرير الضالع الانطلاقة الأولى للانتصارات العسكرية والسياسية والدبلوماسية بالجنوب

4 مايو / استطلاع: مريم بارحمة

الذكرى التاسعة لتحرير محافظة الضالع من مليشيات الحوثي واتباع عفاش، بقيادة الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي والقائد الأعلى للقوات المسلحة الجنوبية ونائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، والتي سطر فيها أبطال الجنوب أروع ملاحم البطولة والدفاع عن الوطن ووحدة الصف الجنوبي والتضامن لمواجهة التحديات. فالضالع كانت السباقة في تحقيق أول انتصار جنوبي ضد مليشيات الحوثي الإيرانية فكان لتحرير الضالع الدافع القوي لانطلاق المعارك وتحرير باقي محافظات الجنوب وأولها العاصمة عدن . كما أن المقاومة الجنوبية هي امتداد لحركات الكفاح المسلح مثل حركة حتم بقيادة المناضل الرئيس عيدروس الزُبيدي.
وتُعد هذه الانتصارات من أعظم الإنجازات العسكرية ولحظة تحول حاسمة في الحرب ضد المليشيات الحوثية العفاشية، وستظل محفورة في ذاكرة الجنوب فهذا الإنجاز العظيم سيكون إلهاماً لبقية محافظات الجنوب، وستذكر سجلات التاريخ بطولات وتضحيات ابطال القوات المسلحة الجنوبية في تحرير كل محافظات الجنوب وستظل تلك المعارك البطولية ومآثرهم نبراسا للأجيال القادمة.  

فكيف يقرأ شعب الجنوب الانتصارات الجنوبية وتحرير الضالع بقيادة الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي؟ وماذا يمثل لأبناء شعب الجنوب تحرير الضالع وما أهمية تحرير الضالع من مليشيات الحوثي الارهابية واتباع عفاش لأمن واستقرار الجنوب؟ وما دلالات التكاتف العظيم حين هب ابناء الجنوب صفاً واحداً إلى جانب أبناء الضالع لمواجهة قوى صنعاء (مليشيات الحوثي واتباع عفاش) التي حاولت ان تتكالب على الضالع لاحتلاله ؟ وكيف تُقرأ انتصارات ابناء الجنوب ضد مليشيات الحوثي رغم شحة الامكانيات وقلة السلاح بينما كانت مليشيات الحوثي وعفاش كانت تمتلك كافة انواع الاسلحة المتطورة والحديثة؟ وما دلالات اهتمام الرئيس القايد الزُبيدي بالقوات المسلحة الجنوبية منذ سنوات؟ للإجابة على هذه التساؤلات التقينا بنخب سياسية وإعلامية واجتماعية من شعب الجنوب وخرجنا بهذه الحصيلة:

-النواة الأولى للقوات المسلحة

الأستاذة إمتثال إبراهيم بيربهاي جمال، نائب رئيس لجنة المرأة والطفل بالجمعية الوطنية، تقول:” لم يكن انتصار الضالع بالشيء الجديد، فالضالع منذ العام 1994م وهي المنطقة الوحيدة التي كانت تقاوم وكانت هي منبر للنصر المؤزر الذي ما لبث أن انتشر في كل رقعة على أرض جنوبنا الحبيب. الضالع قاومت حين استسلم الجميع تقريبا قد يكون لأن نصيب هذا الجزء من أرض الجنوب مجاور لأراضي العربية اليمنية، وقد يكون لأن الانهزام لم يكن يسكن في قلب قائدنا المغوار حفظه الله فبعد خروجه من عدن بعد حرب صيف 1994م إلى جيبوتي ومنها إلى أديس أبابا ثم مصر وسوريا ثم عودته إلى أرض الوطن ثم الحكم عليه بالإعدام في 1998م لم يكن ليهزمه شيء فبات يدرب أبناء الضالع؛ ليكوِّنوا المقاومة الجنوبية التي كانت هي النواة الأولى لإنشاء قواتنا المسلحة الجنوبية والتي ما إن تلقت دعم الأشقاء في دولة الإمارات العربية المتحدة حتى امتزجت بشجاعة المقاتل الجنوبي، فكانت النتيجة أن تحررت الضالع وتحررت العاصمة عدن ثم كل محافظات الجنوب الأبية. ولازلنا نتذكر تلك اللحظات السعيدة التي أكرمنا الله فيها بنصرنا على اعدائنا وفي ذكراها تتساقط من مقلنا دموع الفرح بالنصر والحزن على فراق الأحبة من شهدائنا.
 ولازالت الضالع تذود عن حياض الوطن وتقدم في كل يوم شهيد؛ لتثبت للعالم بأسره أن الجنوب ليس وطن نعيش عليه بل وطن يعيش في داخل كل جنوبي شريف، وأننا نجدد العهد والوعد لقائدنا ورئيسنا اللواء عيدروس الزُبيدي أننا معه وإلى جانبه حتى استعادة دولتنا كاملة السيادة بإذن الله”.

-جرعة الأمل والحياة

ويوضح الإعلامي والناشط عزالدين الشعيبي، عضو في المجلس استشاري بالمجلس الانتقالي الجنوبي، أهمية تحرير الضالع من مليشيات الحوثي الإرهابية واتباع عفاش لأمن واستقرار الجنوب قائلاً:” تكتسب معركة تحرير محافظة الضالع بقيادة الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي الأهمية العسكرية التي قلبت موازين ومعادلة المعارك في الجنوب ضد مليشيات الحوثي الغازية حيث كانت بمثابة جرعة الأمل والحياة التي أسعدت شعب الجنوب، وأسقطت قوات الاحتلال والإرهاب اليمنية التي انهارت توالياً على الأراضي الجنوبية. فكلنا نستذكر بفخر واعتزاز ذلك الانتصار العظيم، الذي أشعل شرارة النصر، وأعطى رسائل للعالم أن شعبنا الجنوبي قادرا على تحرير أراضيه من المد الفارسي الكهنوتي وتحقق ذلك فقد كان تحرير محافظة الضالع شرارة الانطلاق لتحرير الجنوب كاملاً، وبالتالي إرساء الأمن والاستقرار الدائمين في كل ربوع الجنوب”.

-الجنوبيون جسد واحد

بدوره المهندس عبدالجبار السقطري، عضو في المجلس الاستشاري بالمجلس الانتقالي الجنوبي يتحدث عن دلالات ومعاني التكاتف العظيم حين هب ابناء الجنوب صفا واحدا إلى جانب أبناء الضالع لمواجهة قوى صنعاء قائلاً: ” ذكرى تحرير الضالع في 25 مايو 2015م يجسد التكاتف العظيم الذي سطره ابناء الجنوب بوقوفهم صفاً واحداً إلى جانب أُسود محافظة الضالع لمواجهة قوى صنعاء ومليشيات الحوثي وعفاش، وهذا يؤكد أن الجنوب العربي رسخت عندهم قناعة كبيرة جداً بان الجنوبين لابد ان يكونوا كالجسد الواحد حتى يتمكنوا من دحر قوى الشر والإرهاب، واعطاء رسالة للمجتمع الدولي والاقليمي بان الجنوب كتلة واحدة أمام كل من تسول له نفسه بان يعبث بأمن واستقرار الجنوب”، مضيفا:” لتحرير الضالع دلالة وطنية تبرهن للأعداء بان عزيمة الجنوبيين واصرارهم على دحر القوى الظلامية الإرهابية مستمرة بقيادة الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي وكل الشرفاء والمخلصين من أبناء الجنوب”.

-الامتداد الفدائي النضالي

فيما الصحفي والناشط السياسي الجنوبي الأستاذ يحيى أحمد، يتحدث عن انتصارات ابناء الجنوب ضد مليشيات الحوثي وعفاش رغم شحة الامكانيات وقلة السلاح بينما كانت مليشيات الحوثي وعفاش كانت تمتلك كافة انواع الاسلحة المتطورة والحديثة، قائلاً:” النصر الجنوبي في تحرير الضالع من آخر احتلال بإذن الله في 25 مايو 2015م لم يكن وليد اللحظة التاريخية، وإن كانت معركة التحرير الأخيرة هي الأشد بأساً وضراوة والأكثر تكلفة في تضحياتها التي استخلصتها من كل أبناء الجنوب مادياً وبشرياً، إلا أن هذه المعركة الذروة تمثل الامتداد الفدائي النضالي المتطور لسلسلة طويلة من المعارك الخشنة والناعمة الذي خاضها شعبنا الجنوبي وفي الطليعة ابناء الضالع والتي شكلت منذ الاحتلال الشمالي للجنوب في عام 1994م أحد مسارح المواجهة والحرب اليومية المفتوحة للشعب الجنوبي مع قوى الاحتلال”.

-رؤية ثاقبة وموضوعية

ويكشف الدكتور يحيى شائف ناشر الجوبعي، باحث وأكاديمي ومحلل سياسي، عن دلالات الاهتمام المبكر للرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي قائلا:” لم يكن اهتمام الأخ الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي بالقوات المسلحة الجنوبية ناتج عن رغبة ذاتية عابرة بل كان نتاج تجربة عميقة وإدراك واع ورؤية ثاقبة تفرد بها عن غيره من أبناء جيله. هذا التفرد المبكر الذي تميز به الأخ الرئيس القائد جعله يعتمد في بناء استراتيجيته العسكرية على أسس ومبادئ تحررية ثابتة بثبات الجبال التي انطلق منها. ولعل هذه الرؤية الثاقبة للأخ الرئيس القائد في رسم سياسته المبكرة تجاه بناء القوات المسلحة الجنوبية قد مهدت له الطريق في رسم معالم الغد قائمة على فلسفة القوة النابعة من مبادئ الحق”، مضيفاً:” وبفعل هذه الرؤية الموضوعية للتعامل مع الواقع المغاير الذي تشكل على الأرض الجنوبية بفعل الاحتلال  اليمني للجنوب في عام 1994م، التحق الأخ الرئيس القائد ورفاقه في الصفوف الأولى للمقاومة الجنوبية وما يميزه أنه استمر ولم يستسلم حتى تمكن من تشكيل أول إطار سياسي عسكري لمقاومة الاحتلال اليمني في العام 1996م عرف  ب( حركة حتم المسلحة لتقرير مصير الجنوب) منطلقا من جبال الضالع الشماء؛ اذ عمل جاهداً على تأسيس هذه الحركة المسلحة وإخراجها إلى النور رغم الحصار الخانق والامكانيات المتواضعة حينها ليكبد الاحتلال اليمني خسائر فادحة وجسيمة.
     لهذا استمر في تفعيل وتعزيز هذه الحركة الصاعدة لتكن الدرع الحصين لحماية الانطلاقة المباركة الثائرة للجان الشعبية ضد الاحتلال اليمني التي تجسدت فاعليتها بشكل بارز في العام 1998م حين انتشرت على طول وعرض الجنوب كله ؛ إذ كان يدرك الأخ الرئيس القائد ومنذ وقت مبكر بأن التعامل مع الاحتلال اليمني لا يمكن له النجاح أن لم تكن هناك قوة عسكرية تحمي ذلك التحرك الواعي المنظم. إلا أن مثل هذا الخيار الصعب وفي ظروف غاية في التعقيد كلفه ورفاقه الكثير من التضحيات ومع ذلك استمر في صيانة وتحصين تلك الحركة المسلحة الصامدة لتكن السلاح الواقي لكل أشكال التمرد الجنوبي السياسي منها والاجتماعي وغيره”.
     ويردف د. الجوبعي :” وهو الأمر الذي كان يحسب له الاحتلال اليمني ألف حساب قبل أن يقدم على أي خطوة لمهاجمة أي منطقة أو مضايقة أي شخصية وطنية جنوبية ثائرة أو أي تيار سياسي جنوبي رافض للاحتلال اليمني نحو بروز حركة تاج الجنوبية المطالبة بتحرير الجنوب العربي من الاحتلال اليمني .
   وهو الأمر الذي جعل الأخ الرئيس يعول وبقوة على ضرورة تطوير هذه القوة العسكرية المتصاعدة وبأساليب وآليات تكفل لها حق البقاء والاستمرارية؛ مما جعلها تثمر واقعاً مجسداً على الأرض حين صنعت من الجنوبيين أمة خالدة بخلود مشروع التصالح والتسامح الجنوبي في عصرنا الحديث المعاصر عام 2006م  لتتوالد منه الدلالات السياسية تباعاً، وتتفجر من بين ثناياه ثورة سلمية لتحرير الجنوب عطلت كل قوى الاحتلال اليمني البرية منها والبحرية والجوية وما تجبر منها كان يضع للقوات المسلحة الجنوبية المتماهية بين مفاصل الإنسان والمكان والزمان الجنوبي الف حساب وحساب”، مضيفا:” هذه السياسة الاحترافية العميقة والنابعة من استراتيجية بعيدة المدى للأخ الرئيس القائد في الاعتماد على التعزيز والتفعيل المستمر للقوات المسلحة الجنوبية منذ وقت مبكر مكنته من أن يلعب الدور الرئيسي في معركة تحرير الجنوب من قوى الاحتلال اليمني الإرهابية الحوثية منها والإخوانية ابتدأ بتحرير مدينة الضالع عام 2015م كأول منطقة تتحرر من المشروع الإيراني على مستوى الوطن العربي برمته للتوالي، دلالات المنجز في تمكين شعب الجنوب الثائر من امتلاك قوة عسكرية ضاربة تحقق الانتصار الثاني على مستوى الكثير من محافظات الجنوب من خلال هزيمتها لقوى الإرهاب الإخواني اليمني وحلفاؤه في المنطقة والعالم؛ لتنتج ولأول مرة منذ اندلاع ثورة الجنوب السلمية حاملاً سياسياً لقضية شعب الجنوب الثائر تجسد بتشكيل المجلس الانتقالي الجنوبي برئاسة الأخ الرئيس القائد. لتتوالى الانتصارات بفعل تعزيز الأخ الرئيس القائد لبنية القوات المسلحة الجنوبية وتفعيلها بشكل منهجي منظم ومدروس وصولاً إلى تحقيق الخطوات الأولى لتمكين الجنوبيين من إدارة الجنوب بأنفسهم والدفاع عنه بالقوات المسلحة الجنوبية في كل الجبهات الجنوبية الثائرة”.

المصدر

جوجل نيوز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى