اخبار محليةصوت المقاومة

قيادة وشعب .. الجنوب يرفض سياسة افعتال الأزمات على أرضه (تقرير)

عادت مجدداً ومع قدوم الصيف الساخن لعامنا الجاري 2024، أزمة كهرباء العاصمة عدن وبقية محافظات الجنوب لتلقي بظلال تأثيرها على الجميع في واحدة من صور المعاناة المتكررة التي يكتوي بها المواطنون كل عام.

وتعيش العاصمة ومحافظات الجنوب الساحلية والمجاورة، وبسببها تعرقل عمل الكثير من المستشفيات والمرافق الصحية وخرجت العديد من المؤسسات الخدمية عن الجاهزية، وتوقفت الحياة وشلت الحركة وسط صمت حكومي مريب وذرائع وحجج واهية منها عدم تصدير النفط.

ويرى مراقبون، بان ما تتعرض له عدن ومحافظات الجنوب مع ارتفاع حرارة الصيف هذا العام وكل عام، ليس سوى جزء من حرب الخدمات المفتعلة والممنهجه التي يتعرض شعب الجنوب مع جهة الأعداء بهدف تهييج الشارع ضد المجلس الانتقالي الجنوبي وإلقاء اللائمة عليه وتحميله المسؤولية.

وأكد المراقبون، على أهمية أن يظل شعب الجنوب صامداً في مواجهة هذه المؤامرات، وان يتمسك بقيادته وأهدافه حتى تحقيق مطلبه الأول والمتمثل باستعادة دولته كاملة السيادة، وهو الهدف السامي الذي ناضل وضحى من أجله النشامى والأبطال، ورسم طريقه المجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة الرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزبيدي.

وبرزت أزمة كهرباء العاصمة عدن مؤخراً، وألقت بظلالها على صور وأشكال حياة المواطنين، حيث عمت الاحتجاجات مدن الجنوب في موجة سخط عارمة لاتقل حرارة عن حرارة الطقس فألهبت حماس القيادة التي خرجت عن صمتها ودبلوماسيتها لتعلن عن قرارات مرتقبة لتحسين الخدمات ومنها الكهرباء.

“حلول جزئية”

وكانت مؤسسة كهرباء عدن، قبل يوم أمس الأول عن توفير ثلاث ناقلات ديزل لمحطة الرئيس بترومسيلة، مما يضمن استمرارية توليد 65 ميجاواط من الطاقة دون انقطاع وتستعد لاستقبال 800 طن من الديزل المخصص لمحطات التوليد، مع توقعات ببدء وصول الوقود وإعادة تشغيل المحطات في القريب العاجل، وهذا ما أكده المتحدث الإعلامي للمؤسسة، والذي أكد التوصل إلى تفاهمات بين الجهات المعنية لضخ الوقود لخزانات المصافي، وتوقع أن تصل سفينة المازوت إلى المكلا خلال يومين، حيث سيتم تفريغ جزء من الكمية لتشغيل محطات الكهرباء قبل التوجه إلى عدن، وتم التأكيد على عدم تكرار المشكلة المالية التي واجهت شحنة الديزل السابقة، وبموجب الاتفاق مع محافظ حضرموت، سيتم السماح بنقل النفط الخام لمحطة الرئيس بعدن بعد وصول المازوت لمحطات حضرموت.

“صرخات استغاثة بإنقاذ مرضى المستشفيات الحكومية”

في غضون ذلك، أكد نشطاء جنوبيون، بان العاصمة عدن تودع الكهرباء بشكل نهائي والمدينة في ليالي حالكة وظلام دامس، ووجهت أبرز مستشفياتها كالجمهورية والصداقة وباصهيب بنداء إنساني عاجل طالبت فيه جميع الجهات المعنية وذات العلاقة إسعافها ومدها بكميات الوقود الكافية لإنقاذ حياة المرضى قبل خروجها الكلي عن الخدمة.

“أمن عدن: ندعم مطالب الشعب المشروعة ونحذر من الاعتداء على المصالح العامة والخاصة”

وفي هذا السياق قالت قيادة إدارة أمن العاصمة عدن بأنها تقدر حالة الغضب الشعبي لأبناء العاصمة، وذلك بسبب الانقطاع المتواصل للتيار الكهربائي الناتج عن نفاد الوقود المشغل لمحطات التوليد.

وأعلنت بيان صادر عن أمن العاصمة عدن مساندتها لمطالب المواطنين المشروعة، ووقوفه بجانب حرية التعبير والاحتجاج المكفولة وفقا للقانون بالطرق السلمية دون الاعتداء على مصالح المواطنين وممتلكاتهم أو السماح لأي طرف استغلال الغضب الشعبي من أجل القيام بالتخريب والإضرار بالمنشآت العامة أو الخاصة.

وأكدت في البيان وقوفها إلى جانب مطالب المواطنين المشروعة.. محذرًة في الوقت نفسه كل من يقوم بالاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة، داعيًا المواطنين إلى الالتزام بأقصى درجات ضبط النفس والتنبيه لأي محاولات تستغل حالة الغضب الشعبي بهدف تنفيذ أعمال تخريبية في العاصمة عدن.

ونوهت قيادة أمن العاصمة عدن أن هناك جهود حثيثة تسعى إلى اعادة التيار الكهربائي من خلال توفير مادتي الديزل والمازوت لتزويد محطات الكهرباء وإعادة الخدمة إلى وضعها السابق.

“الانتقالي يساند الشعب بانتزاع حقوقهم ويحذر من افتعال الأزمات”

استعرضت الهيئة الإدارية للجمعية الوطنية، في اجتماعها اليوم الأربعاء، برئاسة علي الكثيري رئيس الجمعية، مستجدات الأوضاع على الساحة المحلية، وما تشهده العاصمة عدن والمحافظات، وتداعيات تدهور الخدمات والغضب الشعبي.

وجددت، بمشاركة عصام عبده علي نائب رئيس الجمعية، رفضها لحرب الخدمات الممنهجة التي تصاعدت بشكل ملحوظ مؤخرًا، معبرة عن وقوفها الكامل إلى جانب الشعب ومطالبه بتوفير الخدمات.

وشددت على مضاعفة ممثلو المجلس الانتقالي الجنوبي في الحكومة وكافة الهيئات، جهودهم لتفعيل الحلول الجذرية للأزمات التي تهدف لخدمة أهداف قوى معادية لشعب الجنوب ترمي لكسر إرادته، مؤكدة حق المواطنين في الاحتجاج السلمي.

واطلعت على تقرير لجنة الشؤون الخارجية بالجمعية الوطنية، حول وضع العلاقات الخارجية للمجلس الانتقالي مع الأطراف الدولية والإقليمية، ورؤى للدور المستقبلي للمجلس خارجيا لاستعادة دولة الجنوب.

وتطرقت إلى ملف الفساد في وزارة الخارجية، المتراكم خلال السنوات الماضية، ليطال الملحقيات الفنية والسلك الدبلوماسي والقنصلي، مشددة على دعم جهود وزير الخارجية شائع الزنداني، لإنجاز الإصلاحات المطلوبة.

ونددت الهيئة الإدارية في اجتماعها، بالاستهداف المباشر للكوادر الجنوبية في وزارة الصحة، عبر النقل والإبعاد، محذّرة من نهج يهدف لتمكين أعضاء حزب سياسي مُعيّن من معظم الإدارات في الوزارة.

وفي السياق ذاته عقدت الهيئة السياسية المساعدة لهيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، اليوم الأربعاء، بالعاصمة عدن، برئاسة الدكتور ناصر الخُبجي رئيس الهيئة، رئيس وحدة شؤون المفاوضات، اجتماعها الدوري للنصف الأول من شهر مايو للعام 2024م، استعرض فيه أهم مستجدات العملية السياسية المرتبطة بقضية شعب الجنوب.

ووقف الاجتماع أمام مستجدات الأوضاع الإنسانية المحلية في عموم محافظات الجنوب، في ظل التردي المتواصل للوضع الاقتصادي المتدهور، والخدمات الأساسية، وعلى وجه الخصوص خدمة “الكهرباء” في العاصمة عدن ومدن الجنوب..

حيث حملت الهيئة السياسية في اجتماعها الحكومة مسؤولية ايجاد البدائل وضرورة المعالجات العاجلة والجذرية لضمان عدم تدهور خدمة الكهرباء مجددًا، مؤكدة وقوف المجلس الانتقالي وقيادته إلى جانب شعب الجنوب في هذه الظروف السيئة التي تضاعف من معاناته جراء تدهور الخدمات العامة.

وفي هذا الصدد أكدت الهيئة السياسية وقوف المجلس الانتقالي مع مطالب أبناء العاصمة عدن وجموع شعب الجنوب وحقه في التعبير عن مطالبه بالطرق السلمية في ظل معاناته وحرمانه من الخدمات، وفي صدارتها خدمة الكهرباء، محذرة في الوقت ذاته من الانجرار خلف دعوات الشغب والتخريب التي قد تطال المصالح العامة والخاصة.

ودعت الهيئة المجتمع الدولي إلى أهمية تضافر الجهود لدعم الاستقرار في المناطق المحررة، وبما يحقق توفير الخدمات والتنمية المستدامة، نحو تحقيق الأمن والسلام الشامل والمستدام، وفي مقدمتها العاصمة عدن، كما جددت الهيئة التأكيد على أهمية تفعيل الفريق التفاوضي المشترك الذي من شأنه إدارة ملف العملية السياسية، ودراسة الأزمة اليمنية بكل جذورها وأبعادها، ووضع الحلول الناجعة للوصول للحل الشامل والمستدام، الذي يحقق الأمن والسلام للمنطقة والعالم.



المصدر

جوجل نيوز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى