اخبار محليةصحيفة 4 مايو

الذكاء الاصطناعي بين الأمل بمستقبل مشرق والحذر من القادم

4 مايو/ استطلاع / مريم بارحمة

التطور العلمي والتكنولوجي المتسارع والثورة المعلوماتية نتج عنها الذكاء الاصطناعي وهو الذكاء الذي تبديه الآلات والبرامج بما يحاكي القدرات الذهنية البشرية وأنماط عملها، مثل القدرة على التعلم والاستنتاج ورد الفعل على أوضاع لم تبرمج في الآلة، كما أنه اسم لحقل أكاديمي يعنى بكيفية صنع حواسيب وبرامج قادرة على اتخاذ سلوك ذكي. وتعمل تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي على تحسين أداء المؤسسات وإنتاجيتها عن طريق أتمتة العمليات أو المهام التي كانت تتطلب القوة البشرية فيما مضى. كما يمكن للذكاء الاصطناعي فهم البيانات على نطاق واسع لا يمكن لأي إنسان تحقيقه. وهذه القدرة يمكن أن تعود بمزايا كبيرة على الأعمال.

ومع كل هذا التقدم العلمي إلا أن “جيفري هينتون”، الملقب بـ “الأب الروحي للذكاء الاصطناعي”، قال:” إنه غادر جوجل حتى يتمكن من التحدث بحرية عن مخاطر الذكاء الاصطناعي”.
فالذكاء الاصطناعي سلاح ذو حدين.. فهل سيسبب الذكاء الاصطناعي الاستغناء عن خدمات الانسان وسوف يقلل من عدد الموظفين بشركات التكنولوجيا وبمختلف الاعمال وبالتالي يؤدي إلى البطالة ويغزو ويهدد السلام بالعالم؟ وكيف يمكن للذكاء الاصطناعي ان يحد من امكانيات وحدود العقل البشري؟ وهل الذكاء الاصطناعي تدمير للبشرية والعقل البشري؟ وكيف يمكن الاستفادة من الذكاء الاصطناعي وتسخيره في انجاز بعص الاعمال الخطيرة والتي يصعب على البشر القيام بها وماهي تلك المجالات؟ وكيف أسهم الذكاء الاصطناعي في تطور الطب؟ وهل يفضل استخدم الذكاء الاصطناعي في مجالات العمل؟ وإلى اي حد يمكن للذكاء الاصطناعي ان يتطور وما مستقبله؟ وكيف يمكننا حماية أنفسنا وأولادنا من مخاطر هذا التطور التكنولوجي السريع؟
للإجابة على هذه التساؤلات كانت لنا عدد من اللقاءات مع مختصين ومهتمين بالذكاء وخرجنا بهذه الحصيلة:

-سلاح العصر

البداية مع الأكاديمي الأستاذ محروس عمر حسن عمر باحسين، محرر صحفي بصحيفة 30 نوفمبر، ومتعامل مع أدوات الذكاء الاصطناعي يقول :” الذكاء الاصطناعي سلاح العصر في ظل التطور الاخير الذي خلق جانب كبير من معالجة الأوامر بلغة الباثون- لغة الذكاء الاصطناعي في هندسة الأوامر- لكن لايزال هذا العلم في المراحل الاولى، ووجود السلبي والإيجابي يعود على طريقة الاستخدام والتنبيهات بالمخاطر الرقمية مع نظام حماية معزز يحافظ على خصوصية الكيان”.

-تهديد السلام

تقول الدكتورة ريم حسين شيخ الكاف، طبيبة أسنان تخصص تقويم اسنان :”بالتأكيد كل ما هو مصنع من قبل الانسان سلاح ذو حدين له منافعه إذا أستخدم بشكل جيد وله مساوئ إذ أستخدم بشكل غير جيد وبالتالي؛ سيؤدي إلى البطالة ويهدد السلام بالعالم”.

-التأثير في البشرية

بينما الإعلامية أمل يسلم مطر تقول:” الذكاء الاصطناعي سلاح ذو حدين؛ لأنه يؤثر في البشرية بطريقه مباشرة وغير مباشرة، فاذا أحسن الانسان استخدامه استفاد منه وافاد وإذا اساء استخدامه ضر منه وأضر به”.

-فرص جديدة للابتكار

ويضيف الإعلامي حسن صالح حسن هذبول الخليفي:” الذكاء الاصطناعي هو تقنية قوية ومتقدمة تستخدم؛ لتعزيز الإنتاجية وتحسين العمليات في مجموعة متنوعة من الصناعات ومع ذلك، فإنه من المهم أيضًا أن نناقش تأثيره المحتمل على سوق العمل والبشرية بشكل عام، من الصحيح أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يؤدي إلى تغييرات في سوق العمل ويؤثر على بعض الوظائف التقليدية، فقد يتم استبدال بعض المهام التي تكون مكررة repetitivas بالتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، ولكن في نفس الوقت، قد يفتح الذكاء الاصطناعي بابً لفرص جديدة للعمل والابتكار”، مضيفاً:” على سبيل المثال، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يساهم في تحسين التنبؤ واتخاذ القرارات وتحليل البيانات، وهذا يمكن أن يسهم في إنشاء وظائف جديدة في بعض المجالات مثل علوم البيانات والذكاء الاصطناعي نفسه، بالإضافة إلى ذلك يمكن أن يساعد الذكاء الاصطناعي في تحسين الإنتاج”.

-البطالة والركود الاقتصادي

بينما تردف الإعلامية أمل :” سيؤدي الذكاء الاصطناعي إلى انتشار البطالة والاستغناء عن الوظائف البشرية واستبدالها بالروبوتات الآلية وإلى حدوث حالة من الركود الاقتصادي”.

-مفهوم مغلوط

ويرى: أ. محروس أن مفهوم الذكاء الاصطناعي بتدمير البشرية هو مغلوط جداً بل هو سيقلل من جهود البشرية؛ لأنه هو من يعطي الأوامر هذا المفاهيم قد ظهرت في السابق أثناء صناعة الكمبيوتر وكان انتشرت مفاهيم أنه الكمبيوتر سينهي عمل البشرية بل هو في المقابل فتح فرص كبيرة من الوظائف، ويجب أن ندرك حجم هذه الأدوات والخوارزميات لأنه بمقام سلاح العصر وفي نشأتها الأولى من التطور بخصوص الذكاء الاصطناعي هو موجود منذ عام 1970م وأول ظهور كان في لعبة الشطرنج.

-عدم استخدام العقل

وتتحدث الإعلامية أمل قائلة:” يمكن للذكاء الاصطناعي ان يتطور إلى درجه عدم استخدام البشر لعقولهم والاعتماد عليه بكل امور حياتهم البسيطة والعادية”.

-تقليل محاكاة العقل

ويضيف أ. محروس:” قد يقلل الذكاء الاصطناعي من خلال محاكاة العقل البشرية والتدريب المستمر لتعليم الروبوتات التفاعلية”

-أكثر اماناً وكفاءة

ويردف الإعلامي حسن:” الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون له دور مهم في تسخير التكنولوجيا للقيام بأعمال خطيرة أو صعبة التنفيذ بشكل أكثر أمانًا وكفاءة، وبعض المجالات التي يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي فيها لتحقيق ذلك:
1- الروبوتات الصناعية: يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في تطوير الروبوتات الصناعية للقيام بأعمال خطيرة في بيئات خطرة مثل الصناعات النووية والتعدين والتصنيع، ويمكن للروبوتات الذكية التحليق والتسلق والتعامل مع المواد السامة دون تعريض البشر للخطر.
2- الرعاية الصحية: يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في تشخيص الأمراض وتحليل الصور الطبية مثل صور الأشعة السينية والتصوير بالرنين المغناطيسي، وأيضًا استخدام الروبوتات الجراحية المزودة بالذكاء الاصطناعي للقيام بعمليات جراحية دقيقة ومعقدة بدقة عالية… الخ”.

-خدمات طبية رائعة

تقول د. ريم: “الذكاء الصناعي لا حدود له طالما وهو في تطور دائم قد نصل إلى أشياء تخترق وتتجسس في أي مجال كان، لقد ساهم الذكاء الاصطناعي بدور فعال في توفير وقت المعالجة لنا كأطباء وتقليل الألم لدى المرضى، وأفضل استخدامه بالطب؛ لأنه يخدمنا بشكل رائع”، مضيفة :” كذلك يمكن الاستفادة من الذكاء الاصطناعي وتسخيره في انجاز بعض الأعمال مثل مجال الترجمة والتعليم وتطوير الذات “.

-استتباب الأمن

وتؤكد الإعلامية أمل قائلة :” يفضل تطوير الذكاء الاصطناعي في مجالات الطب والهندسة، وأسواق المال، وايضا الجانب الأمني؛ لما لها من اهمية كبيرة في استتباب الامن والكشف عن المتورطين في الجرائم ومعرفه هوياتهم بسرعة عالية من خلال برمجة بعض الوظائف في الروبوتات واجهزة المراقبة”.

-توفير الوقت والجهد

بينما د. ريم تردف:” أفضل العمل بالتقنيات الحديثة، لأنها تسهم على توفير الوقت والجهد بشكل ملحوظ وخاصة بمجال الطب”، وتأمل د. ريم: لهذا المجال ان يتطور.

-المستقبل القادم

بينما يرى الإعلامي حسن : الذكاء الاصطناعي لديه إمكانيات هائلة للتطور في المستقبل. ويمكن أن يتحسن الذكاء الاصطناعي في عدة مجالات، بما في ذلك التعلم العميق، والتعلم التعاوني، والمعالجة اللغوية الطبيعية، وتطوير الروبوتات الذكية وغيرها. وهو المستقبل المشرق والقادم للبشرية، والشي المبهر ان قابل لتتطور والتجدد عام بعد عام.

-التعامل بحنكة وخبرة

ولمعرفة كيفية حماية أنفسنا وأولادنا من مخاطر هذا التطور التكنولوجي المتسارع، يقول الأستاذ محروس: “الوعي في التعامل مع أدوات الذكاء الاصطناعي والتأقلم معها، والإنسان لو تعامل مع هذه الأدوات سيكون قادر على حماية نفسه”.

-طرق آمنه

وتضيف د. ريم :” نستطيع أن نحمي أنفسنا وأولادنا باستخدام الذكاء الاصطناعي بالطرق الآمنة والصحيحة، لا بالتجسس على بعضنا أو بالتهكير على معلومات غيرنا، قد نصل إلى أذية بعضنا، ودخولنا إلى خصوصيات غيرنا وقد تصل إلى حروب بين البلدان”.

-الحماية والمراقبة

ويقترح الإعلامي حسن: لحماية أنفسنا وأطفالنا من مخاطر الذكاء الاصطناعي، اتباع الإجراءات التالية:
1- التوعية والتعليم: تعلم أكثر عن كيفية عمل الذكاء الاصطناعي والتحديات الأمنية المحتملة المرتبطة به. تواصل مع المصادر الموثوقة واستفسر عن أفضل الممارسات في استخدام التكنولوجيا بشكل آمن.
2- اشراف ومتابعة الوالدين: يجب على الوالدين مراقبة ومراجعة استخدام الأطفال للتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، والتأكد من أنهم يستخدمون التكنولوجيا بشكل آمن ومسؤول، وعليهما تحديد حدود وقواعد واضحة بشأن استخدامها.
3- حماية الخصوصية: يجب تعزيز حماية الخصوصية الشخصية عن طريق تثبيت تحديثات البرامج واستخدام كلمات مرور قوية والتحقق من إعدادات الخصوصية في التطبيقات والخدمات التي نستخدمها.

المصدر

جوجل نيوز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى