اخبار محليةصوت المقاومة

“إعلان عدن التاريخي.. نقطة تحول الجنوب من اطار الثورة إلى بناء الدولة ” (تقرير)

تحل غدا السبت الـ 4 من مايو 2024، الذكرى السابعة لإعلان عدن التاريخي، والذي يمثل البذرة الأولى للعمل السياسي الجنوبي التي تمخض عنها تأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة الرئيس القائد عيدروس الزبيدي وهو ما مهد انطلاقة النجاحات الوطنية لقضية شعب الجنوب، وفي الـ 4 من مايو عام 2017، تقدم الرئيس عيدروس الزُبيدي في أول خطوة بالجنوب على الأرض، نحو العمل النضالي السلمي الواقعي، متسلحا بحاضنة شعبية جارفة وجاء ذلك بتشكيل المجلس الانتقالي الجنوبي على طريق استعادة دولة الجنوب العربي، استجابة لأمل الملايين من المواطنين الجنوبيين وحلم شعب كامل في التخلص من هيمنة الاحتلال اليمني الذي عاث في الأرض ظلما وقهرا بحرمان شعب الجنوب من مقومات الحياة الكريمة.

وجعل المجلس الانتقالي الجنوبي أولى اهتماماته التي ركز عليها منذ انطلاقته هو النهوض بمؤسسات دولة الجنوب، تمهيدا لفك الارتباط عن صنعاء، اليمنية والتخلص من الفساد الإداري وتفعيل العمل المؤسسي، واعتمد الانتقالي في خطته الوطنية على الكوادر الجنوبية ثقة في قدرتها على إدارة منظومة العمل المؤسسي، والنهوض بالقطاعات العامة المختلفة، ويمضي المجلس الانتقالي الجنوبي مع حلول الذكرى السابعة التي تعد ذكرى تاريخية في قلوب كافة أبناء الشعب، بخطوات جديدة وأكثر ثقة لصالح قضية الجنوب باعتراف دولي غير مسبوق، وتأييد جماهيري كبير يجدد التفويض للقيادة السياسية لأجل استحقاق ينتظره شعب الجنوب لفك الارتباط مع الجمهورية العربية اليمنية.

“شعب الجنوب يجني ثمار النضال السياسي”

وحصد أبناء الجنوب مع سبع سنوات مضت منذ الذكرى الأولى لتأسيس المجلس الانتقالي، ثمرات النضال السياسي والعسكري والعديد من النجاحات والمنجزات والمكاسب الهامة، واستطاع الحامل والمفوض من قبل الشعب فرض أمرا واقعاً حقيقياً ملموساً على الأرض، واخترق حواجز وسدود كانت إلى ما قبل سنوات من اليوم خطوطاً حمراء ومحرمات لا يسمح لأبناء الجنوب تجاوزها أو الاقتراب منها، ويرى محللون ومراقبون، ان ما تحقق لشعب الجنوب خلال تلك السنوات الماضية شواهده كثيرة ومدلولاته تفصح عن نفسها، وما كان ذلك ليتحقق لولا قوة الردع العسكرية والأمنية الجنوبية التي شكلها المجلس الانتقالي الجنوبي خلال السبعة الاعوام الماضية وبدعم سخي من الأشقاء في دول التحالف العربي وعلى رأسها المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة حيث باتت هذه القوات الجنوبية رأس الحربة في مشروع الأمن القومي العربي المشترك، واستطاعت أن تحقق انتصارات كانت ولازالت محط إعجاب واستحسان وإشادة من قبل الجميع، وبات الجنوبيون يشهدون انتصارات متوالية وعلى كافة الأصعدة، منذ تفويضهم في الرابع من مايو من العام 2017م، للرئيس القائد عيدروس الزبيدي، تشكيل حامل سياسي، لإدارة وتمثيل الجنوب في المحافل المحلية والعربية والدولية، حتى استعادة الدولة بكامل حدودها المتعارف عليها قبل عام 90م.

“4 مايو.. حدثا مفصليا مهما في تاريخ نضال شعب الجنوب”

ويمثل “إعلان عدن التاريخي”، وأحد من أبزر الأيام في حياة شعب الجنوب وثورته التحررية، وحدث مفصليا مهّد لانطلاقة انتصارات سياسية ودبلوماسية وعسكرية، أضحت على إثرها القضية الجنوبية بقيادة المجلس الانتقالي الجنوبي، محط اهتمام صُناع القرار الدوليين، انتصارات، عززتها قيادة المجلس، بتكثيف الجهود لتوحيد الجسد الجنوبي والبوصلة السياسية لتحقيق الهدف الأسمى في استعادة الوطن وتقوية علاقته بالمحيط الجغرافي الاستراتيجي، ومع حلول الذكرى السنوية السابعة، لإعلان عدن التاريخي التي تحل علينا يوم غدا السبت، يشهد الشارع الجنوبي تفاعل شعبيا ومجتمعيا منقطع النظير كان على منصات التواصل الاجتماعي أو عبر واقع الحياة، مجددين التفويض للقائد الرئيس عيدروس الزبيدي لمواصلة معاركة السياسية والدبلوماسية، في سبيل تحرير الجنوب واستعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة على حدود عام 1990م.

“إعلان عدن التاريخي.. ضربة موجعة على رأس القوى المعادية”

ويؤكد أبناء الجنوب، ان حلول ذكرى إعلان عدن التاريخي دائما ما يكون مرتبطا بحرصهم على تجديد التفويض للقيادة السياسية المتمثلة في المجلس الانتقالي، لتباشر جهودها في إطار حماية الأمن القومي الجنوبي والتصدي لمخاطر النيل من أمن الوطن واستقراره، وكان إعلان عدن التاريخي ولا يزال، يمثل ضربة موجعة على رأس قوى اليمن المعادية لمشروع الاستقلال واستعادة دولة الجنوب، حيث سعت هذه القوى ولاتزال تسعى للنيل من أمن واستقرار الجنوب وإجهاض مشروعه في الاستقلال واستعادة دولته كاملة السيادة.

وطبقا للمحللون، فان هذه القوى التي كانت قد أشهرت سلاح التهميش في وجه القيادات الجنوبية، واستهدفت على وجه التحديد الرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، وجدت نفسها أمام طوفان شعبي جنوبي يصطف وراء الرئيس الزُبيدي ويُفوضه لخوض واستكمال مسار استعادة الدولة وفك الارتباط، وسعت تيارات الإرهاب اليمنية، لـ اجتياح الجنوب في استكمال للحرب الشاملة التي أشعلتها القوى المعادية في 1994 تحت شعار ما تعرف بالوحدة المشؤومة، إلا انه وعلى مدار السنوات الماضية، حافظ الجنوب على مكتسباته واستطاع أن يقهر قوى الإرهاب اليمنية، ويفرض واقعا سياسيا ما ساهم في تأمين مسار استعادة دولة الجنوب كاملة السيادة.

“استعدادات مكثفة لإحياء ذكرى إعلان عدن التاريخي ويوم التأسيس”

وللأهمية التي تكتسبها الذكرى السابعة لإعلان عدن التاريخي المصادف للرابع من مايو وتأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي في الحادي عشر من ذات الشهر، استعرضت هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي الفعاليات والاحتفالات التي ستقام في مختلف محافظات الجنوب احياء لهذه الذكرى العظيمة في نفوس الجنوبيين، ويكتسب هذان الحدثان أهمية كبيرة في مسيرة نضال شعب الجنوب لاستعادة دولته المستقلة كاملة السيادة، حيث رسمت أفاق جديدة في مسار القضية الجنوبية وايصالها للمحافل الدولية والتي أصبحت اليوم بفضل القيادة السياسية للمجلس ممثلة بالرئيس عيدروس الزبيدي تطرح على طاولة الدول العظمى ما يعكس مدى مكانه المجلس على الأرض ومدى حنكته السياسية، واستقلال الجنوب وطنا ودولة وهوية ثوابت وطنية يؤكد المجلس على المضي بها بمضامين إعلان عدن التاريخي حتى نيل شعب الجنوب حقه في استعادة دولته الجنوبية كاملة السيادة على الرغم من المؤامرات التي تحاك ضد شعب الجنوب من قبل أعداء الجنوب والتنظيمات الإرهابية.

“في ذكرى إعلان عدن التاريخي.. تزايد الالتحام والإلتفاف الشعبي خلف الرئيس القائد الزُبيدي”

وأكدت الإرادة الشعبية الجنوبية في إعلانها التاريخي أن الجنوب كوطن وهوية في حاضره ومستقبله لكل أبنائه وبكل أبنائه وأن جنوب ما بعد 4 مايو 2017م ليس كجنوب ما قبل، على قاعدة التوافق والشراكة الوطنية الجنوبية، كما أكدت الحشود الشعبية الجنوبية في هذا اليوم التاريخي على مدار الأعوام الماضية للمجتمع الدولي والاقليمي والعربي وكل المنظمات الحقوقية والإنسانية، التزامها التام بالقوانين الدولية وميثاق الأمم المتحدة والإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وجددت مناشدتها إلى المجتمع الدولي إلى مساعدة شعب الجنوب وتخفيف معاناته بتحقيق تطلعاته القانونية المشروعة.

ووفق سياسيون وناشطون جنوبيون، فان قضية شعب الجنوب مرت بمراحل طويلة من الضياع منذ 1994م في ظل غياب القائد، وما إن تظهر بعض القيادات – بين فترة وأخرى- التي تدعي تبنيها للقضية حتى تهرع نحوها الجماهير الجنوبية، لكنها سرعان ما تكتشف أنها كانت تجري خلف القائد الخطأ، حتى جاء تاريخ 4 مايو 2017م، وهو اليوم الذي فوض فيه أبناء الجنوب قاطبة الرئيس عيدروس بن قاسم الزُبيدي ممثلاً لقضية الجنوب، وهو تفويض لم يكن توقيعاً على بياض، وإنما جاء بعد أن خبرت هذه الجماهير بهذا القائد وما رأت فيه من تضحيات في ميدان الشرف والبطولة دفاعاً عن قضية شعب الجنوب العادلة، وفي كل سنة يزداد أبناء الجنوب قناعةً بقائدها، وستستمر هذه الجماهير الجنوبية بالالتحام خلف هذا القائد الذي وجدت فيه سعيًا دؤوبًا نحو تحقيق الهدف المنشود”.

كما يؤكد الساسة والنشطاء، على ان إعلان عدن التاريخي في 4 مايو 2017م الحاصل بالتفويض الشعبي الثوري لنشوء قيادة ثورية للثورة الجنوبية التحررية ولقضيتها قضية الجنوب وعنوانها تحرير الجنوب من الاحتلال اليمني واستعادة سيادة شعب الجنوب على أرضه وثروته، وعلى قيم نظامه السياسي، باعتبار الشعب هو صاحب السلطة وسيدها، إن ذلك الإعلان بشكله وصورته الاجتماعية والثورية بمليونيه شعبية كانت مشهودة على الهواء بصورة لم يشهدها التاريخ الثوري والسياسي والاجتماعي على المستوى العالمي -خصوصًا- في الشعوب التي تعرضت للاحتلال العسكري الخارجي، ثم تعرضت للاستعمار والقتل والتدمير والنهب والإبادة، إن تشكيل وتأسيس قيادة ثورية للثورة الجنوبية- المجلس السياسي الثوري الانتقالي الجنوبي- بتلك المليونية الثورية الشعبية، يُعد نصرًا ثوريا كبيرا لشعب الجنوب، ويعد أقوى قرارا جماعيا، بل يعد أقوى موقفا شعبيا يدل على المشروعية التي نالها المجلس الانتقالي وقيادته المتمثلة بالرئيس القائد عيدروس الزُبيدي.

فقد كانت تلك المليونية الشعبية الصريحة التي فوضت رئيس المجلس الانتقالي عيدروس الزُبيدي بتشكيل المجلس الانتقالي بمثابة نتيجة منطقية للتراكمات الثورية للحركات الثورية الجنوبية التحررية من الاحتلال اليمني الذي أنقلب على الوحدة السلمية اليمنية التي حققها النظام السياسي في الجنوب في 22 مايو 1990م، وأعلن الحرب عليها في أبريل 1994م، ليحتل الجنوب عن طريق حرب غير متكافئة مع قوى المقاومة الجنوبية والقوات العسكرية، انتهت تلك الحرب الغادرة والقذرة باحتلال الجنوب في 7 يوليو 1994م، بعد قتل وتدمير غير متوقع لشعب الجنوب، علما أن الجنوب قد أعلن مقاومته لذلك الاجتياح ووقف ضد الاحتلال منذُ اليوم الأول، ولم يتوقف عن نضاله التحرري المقاوم للاحتلال والساعي لتخلص منه واستعادة حريته وسيادة شعبه وأرضه وهويته وتاريخه، ونظامه السياسي والاجتماعي، وفق ثقافته التحررية، فمنذ 21 مايو 1994م، وصولًا إلى حركة الحراك الجنوبي السلمي7/7/2007م وما بعد ذلك من حركات ثورية تحررية إلى حركة المقامة الجنوبية التي واجهت جماعة الحوثي، إن كل هذه الأحداث لا سيما بعد أن صارت شرعية الاحتلال اليمني في عدن بسبب تسليمها صنعاء من دون مقاومة وكانت سببًا لمحاولة احتلال الجنوب من قبل الحوثيين واعلان الحرب في 26 مارس 2015م، فكانت الأحداث تتطور في سياق وحدة الثورة الجنوبية ووحدة قيادتها، فكان إعلان عدن التاريخي هو نتيجة طبيعية ثورية”.

“الانتصار الشعبي لثورة الجنوب”

ويرى السياسيون الجنوبيون، إن إعلان تأسيس المجلس الانتقالي هو نصرا شعبيا ثوريا، وكان ضرورة ثورية قصوى، لتحقيق إرادة الشعب الجنوبي الثائر لتحرير أرضه من الاحتلال اليمني واستعادة دولته حرة كاملة السيادة، فالمجلس الانتقالي صار صاحب المشروعية الثورية التي فرضتها مصالح شعب الجنوب وبقيادة الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي الذي خوله الشعب، ليكون حامل قضيته التحررية، ولكن يجب على المجلس الانتقالي أن يعمل بدوره الثوري اليوم بصورة أكبر من السابق، وأن يرفع من دوره أكثر فأكثر، في حفظ مصالح الناس، وأن يخرج من عباءة الشرعية التي فرضتها قوى دول التحالف، كما يجب أن يتخلص من سيطرة التحالف على إرادته، وأن يستقل بقراراته الثورية السياسية ولا يتجاهل أصوات الشعب الناقدة لسلبياته، وأن يكون على مسؤولية تامة للاستماع للشعب ومطالبه التحررية، والاجتماعية، وإنها ثورة حتى نستعيد دولتنا بكامل سيادتها”.

“إبراز القضية الجنوبية على المستويين الإقليمي والدولي”

ويتحدث مراقبون عرب واجانب، انه وبعد تأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي كممثل لشعب الجنوب وحامل لقضيته تحققت الكثير من المكاسب السياسية والعسكرية وشرعيته كممثل للجنوب وقضيته في الخارج، فسبع سنوات من الكفاح والنضال والتضحيات منذ تأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي والحفاظ على نسيج شعب الجنوب وتوحيد قضيته تحت قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي وابراز قضية الجنوب للعالم، والاسهام في جعل ملفها على الطاولة وتحريكها في مجلس الأمن الدولي كقضية يجب ان تعالج وتحل بحل جذري، نظير التضحيات والجهود المبذولة لشعب الجنوب وقيادته التي تحمل هم هذا الشعب الجنوبي الصامد”.

ويؤكد المراقبون على أهمية ان تبقى قضية شعب الجنوب قضية وطن تم بيعه بوهم الوحدة اليمنية التي قالوا حينها أنها ستمثل نواة للوحدة العربية والإسلامية وبهذا الوهم تم إقناع الجماهير الجنوبية، وبالتالي فإن أهمية الحفاظ على الهوية الوطنية الجنوبية تكمن أولا في إعادة تصحيح هذه المفاهيم لدى الإنسان الجنوبي، وترسيخ الانتماء الوطني لدى الأجيال الجنوبية القادمة”، وهناك حقائق لرفض شعب الجنوب كل المشاريع الضيقة ومشاريع اليمننة التي لا تتفق مع أهدافه المنشودة من خلال قراءة في حقائق وواقع الاحتلال اليمني والثورة الجنوبية انطلاقا من فلسفة الاحتلال والثورات، ففي فلسفة الاحتلال يدرك كل محتل مقدماً بأن مصيره الزوال حين تثور الشعوب المحتلة مضحية بكل ما تملك من أجل نيل استقلالها وان مسألة الوصول إلى ذلك اليوم هي مسألة وقت فيدخل المحتل في سباق مع الزمن بهدف استغلال الوقت لنهب ثروات البلد المحتل، ولكي يضمن تحقيق ذلك لم يكن أمامه إلا الاشتغال على إطالة أمد بقائه من خلال اتباعه لسياسة فرق تسد وهذه الآلية لا يمكن أن تتم إلا متى ما تمكن الاحتلال من تمزيق النسيج الاجتماعي لشعوب البلدان المحتلة.

ومن اجل ذلك يسخر كل إمكانياته المالية والإعلامية والاستخباراتية والعسكرية والسياسية لأشغال الشعوب المحتلة بمشاريع ضيقة تعطل المشروع الوطني لاستقلالها كالمشاريع الحزبية والعقائدية والمناطقية والجهوية والقبلية التي لا تشكل على المحتل أي خطر يذكر”، فإذا ما أسقطنا هذه الحقائق الفلسفية على ما قام ويقوم ولا زال يقوم به الاحتلال اليمني بكل قواه الحزبية والعسكرية والقبلية والدينية الإرهابية المتخادمة فيما بينها منذ العام 1994م إلى يومنا هذا ضد الجنوب العربي المحتل سنجد هذه الحقائق قد مارسها ولا زال يمارسها الاحتلال اليمني وسيستمر إلى يوم زواله المجسد باستعادة الدولة الجنوبية المستقلة، وفي المقابل تؤكد تلك الحقائق الفلسفية بأن الشعوب المحتلة تدرك جيدا بأن استعادة كرامتها واستقلالها لا يمكن أن يتم إلا حين تنهض نهضت الرجل الواحد مقتنعة بالتضحية وأن ذلك لن يتم إلا متى ما اجتثت المشاريع الصغيرة التي صنعها الاحتلال وتبنت مشروع وطني تحرري استقلالي واحد معمدة نضالها بالتضحيات الجسيمة في سبيل التحرير والاستقلال، وإذا ما أسقطنا تلك الحقائق الفلسفية على ما قام ويقوم به شعب الجنوب الثائر بكل قواه السياسية والثورية والاجتماعية والمقاوماتية ضد الاحتلال اليمني منذ العام 1994م، سنجد هذه الحقائق قد مارسها الجنوبيون الثوار ولا زالوا وسيستمرون في ثورتهم السلمية ومقاومتهم ضد الاحتلال اليمني بكل قواه الحزبية والقبلية والعقائدية والعسكرية والدينية والإرهابية متجاوزين للمشاريع الصغيرة الضيقة التي صنعها الاحتلال اليمني وصولاً إلى تحقيق الهدف الوطني الجنوبي الشامل المجسد باستعادة الدولة الجنوبية المستقلة”.

“بطولات القوات الجنوبية وتوسع المشروع السيادي للجنوب”

كما يشير المراقبون، انه وبعد تلك التضحيات الجسيمة والصمود الأسطوري للقوات المسلحة الجنوبية ولشعب الجنوب العظيم نرى المشروع السيادي للجنوب يتسع ويتمدد جليا على الأرض مشرعنا وجوده كقوة فاعلة على الأرض معترف بها داخليا وخارجيا ومتجاوزا مشاريع الاحتلال اليمني الصغيرة، ولاسيما بعد أن تمكنت الثورة الجنوبية الحضارية النموذجية من إنتاج حاملها السياسي ممثلا بالمجلس الانتقالي الجنوبي برئاسة الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي والقائد الأعلى للقوات المسلحة الجنوبية ونائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، وبهذا المنجز الثوري المتميز تمكن المجلس الانتقالي الجنوبي برئاسة الرئيس القائد الزُبيدي الذي تلتف حوله الأغلبية الساحقة من جماهير شعب الجنوب العربي الأصيل، من تحقيق الكثير من المكاسب السياسية والعسكرية والدبلوماسية على الصعيدين الداخلي والخارجي، لذلك لا غرابة إذا تزامن يوم الاثنين 29 أبريل 2024م صدور ما يسمى ببيان الأحزاب في عدن مع تنفيذ عملية الإرهاب في أبين ضد القوات الجنوبية بشكل تخادمي متطرف سياسيا وعسكريا راح ضحيتها العشرات من خيرة رجال القوات المسلحة الجنوبية، مما يؤكد صحة المقولات الفلسفية في علاقة الصراع المستمر بين الاحتلال والثورات وهو ما ينطبق فعليا على استمرار الصراع بين الاحتلال اليمني بكل قواه الإرهابية المتخادمة مع المشاريع اللاعربية وبين ثورة الجنوب التحررية بكل قواها السلمية والمقاوماتية المتحالفة مع قوى التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية الإمارات العربية المتحدة ضد القوى الإرهابية الحوثية منها والإخوانية المتخادمة مع المشاريع اللاعربية الهادفة إلى السيطرة على الأمة العربية برمتها”.

“أهمية التلاحم والاصطفاف الوطني”

وينوه المراقبون والمحللون، إلى أهمية تلاحم شعب الجنوب العربي في هذا المنعطف التاريخي المهم، واستمرار نضاله لاستعادة دولته كاملة السيادة بحدودها قبل عام 1990م،، وتتجسد أهمية تلاحم شعب الجنوب في وحدة الصف بغية تحقيق الأهداف الوطنية، كون الاصطفاف الوطني الجنوبي لا سيما في هذه المرحلة المحورية هو الكفيل لتحقيق حرية واستقلال شعب الجنوب واستعادة دولته المنشودة على كامل ترابها الوطني بحدودها المعلومة ما قبل عام 1990م، يأتي ذلك تلبية لتطلعات شعب الجنوب التواق للحرية والاستقلال من خلال استمرارية النضال وتعزيز الجبهة الوطنية الداخلية وتفويت الفرص للمتربصين الذين لا يألون جهداً في استهداف وتمزيق اللحمة الجنوبية، كما لا يمكن لأي شعب من شعوب العالم ان يحقق أماله وكل طموحاته إلا إذا كان هذا الشعب متلاحما ومتضامنا ومتكاتفا تحت مظلة سياسية واحدة تمثله وتقوده صوب تحقيق كل أهدافه، ومن هنا تكمن أهمية توحيد صفوفنا كجنوبيين من مختلف القوى السياسية والاجتماعية المؤمنة بعدالة قضيتنا وحق الشعب في استعادة دولته وبناء الدولة الفيدرالية الجنوبية المنشودة بقيادة المجلس الانتقالي الجنوبي الذي يعمل وسيظل يعمل على توحيد والتحام تلك القوى وبالطرق المثلى من خلال تكرار الدعوة لها للحوار والجلوس لمناقشة كل الآراء والأفكار للوصول إلى صيغة الاجماع الجنوبي التي ترضي جميع الأطراف، بعيداً عن التهميش والاقصاء ونبذ الآخر، فالجنوب لكل أبنائه ولن يحقق أهدافه إلا بكل أبنائه مجتمعة، هذا الدور يحمله على عاتقه المجلس الانتقالي الجنوبي ويعمل على تحقيقه بشكل دؤوب إيمانا وإدراكا منه بأولويته لاستمرار نضال شعبنا في وقت عصيب وظروف سياسية معقدة وتكالب كل القوى المعادية لإجهاض المشروع الجنوبي.



المصدر

جوجل نيوز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى