اخبار محليةشبوة اليوم

يرحل القادة الابطال المناضلين وتبقى مآثرهم

بقلم أ.د.ميثاق باعبّاد الشعيبي كاتب جنوبي بارز ومفكر سياسي اكاديمي الخسارة فادحة وكبيرة باستشهاد الهامه الوطنية الجنوبية البطل عبداللطيف السيد، في محافظة ابين لذي يصادف الذكرى الثامنه لتحرير ابين للعاشر من اغسطس الماضي الموافق اليوم 10/8/2023م، وهنا اتوقف بانه غادرنا مناضل عرفته ابين خاصة والجنوب والعالم عامه، وستبقى ذكراه حية في قلوب شعب الجنوبي وشعوب الأمة .. ونقف اليوم إجلالًا لمن وضع روحه على كفه لأجل الوطن ورفعته، وشهداؤنا رمز قوتنا والوطن وفيَّ لمنارات عزه وفخره، ونقف إجلالاً أمام تضحياتهم التي لا تضاهيها أي تضحيات، ونعبر عن الامتنان والشكر والعرفان لهم، ويزيدني شرف الكتابة ويكسوني عظيم الفخر والاعتزاز وأنا اخط بمداد قلمي المتواضع ذكرى عطرة تفوح منها شذى رائحة المسك البطولية والعنبر الجسام للشهيد الصلب عبداللطيف السيد قائد وبطل من أبطال القوات المسلحة الجنوبية .. حيث يقوم الوطن لينحني إجلالاً لأرواح ابطالة، كان رمز الإيثار فكيف يمكن لنا أن لانخصص شيئاً لهذا العظيم القائد المناضل الجسور العميد عبداللطيف السيد ومرافقيه الذين ارتقوا للمولى وبإذنه تعالى شهداء، فقد كان شهيد الغدر هامه وطنية جنوبية شامخة، منافحا عن عقيدته، غيور على أمته، وفخور بعروبته، له العديد من البطولات، شارك وقاد عدد من المعارك وكان النصر حليفه … هذه الهامة الوطنية سطر لنا اروع الشجاعة والاستبسال في النضال والدفاع عن حياض الوطن، كان قائداً شُجاعاً مِقداماً، جرِيئا، باسِلاً، جَسُوراً حاسمًا صلبًا وغير متهاونًا، غيضا من فيض سيرة مسيرته الوطنية، وملامح شخصيته الشديدة الواضحة وبصماته العميقة في مسيرة النضال، له تاريخ حافل بالبطولات والتضحيات والتواضع والايثار، قائدا شجاعا وذا حنكة عسكرية في إدارة المعارك، لن يقود معركة إلا وانتصر، مقاتلآ مقداما ثابتآ يقف بشجاعة وثبات وفي مقدمة الصفوف، وبجوار شجاعته وشدة بأسه على شراذم الاعداء، يشهد له كل رفقائه ونال تقدير قيادته وثقة جنده .. فقد رحل القائد الشهيد البطل عبداللطيف السيد وهو يؤدي واجبة في محاربة ومطاردة قوى الشر والإرهاب والإنكار والتدمير بلا هوادة، عبر إطلاق العديد من الحملات العسكرية التي اطلقها الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي التي تستهدف تيارات الإرهاب والتي تمكن القائد الشهيد عبد اللطيف السيد من استئصال معاقل وكر الإرهاب من الأراضي الجنوبية لا سيما تحركاته العسكرية لملاحقة بؤر الإرهاب والتطرف في مناطق ووديان ابين والجبال الجرداء الواقعة بين أبين وشبوة، والتي استهدفته بعملية غادرة جبانه، أيادي الغدر والإرهاب والظلام، والخبث والجبن، فقد قالها للجبناء والمرتزقة والادوات الإرهابية الرخيصة ذات يوم لا تخيفونا بعبواتكم سأواجهكم متلحفآ كفني إلى ان يكتب الله اجلي، ونال هذا الشرف، وفقدت الساحة الجنوبية برحيله فارساً محنكاً مقاتلآ شرسآ ومثالاً للحكمة، إلا أنه قد نمىء وأنشأ قادة، اشبعهم بالركائز الاساسية والمهارات العسكرية والوعي والجاهزية الفنية والقتالية والروح المعنوية والانضباط، وغرس فيهم حب الوطن وحب الجنوب وسيواصل جنودة السير على خطاه وبذات الحكمة والاقتدار، إلى جانب القادة، لمواصلة النضال على نهج خطاه وخطى شهدائنا الأبرار، دفاعا عن حياض الوطن، ممن يحملون ويحمون الرسالة الوطنية السامية .. لقد كنت احظى بعلاقات طيبة ومتينة مع الشهيد، واعرفة عن قرب وتواصل مستمر على منصات التواصل، ولم التقي به كثيراً، فأغلب أوقاته كانت في ميادين الشَّرف والبطولة للدفاع عن حياضِ الوطن .. فقد سطر اسمه في سجل حافل بالبطولات والتضحيات ودوّن التاريخ حروف من نور ونار مع رفاق دربه من الشهداء الأبطال من أبناء الثورة الجنوبية، ولم يتخلى عن مبادئه وواجباته الوطنية وشخصيته النضالية لأجل تحرير الجنوب من شر وقوى الإحتلال والإرهاب والضلال والعدوان، وحمل على عاتقه الامل المنشود بحق عدالة قضية شعب الجنوب في استعادة الدولة الجنوبية، كان صنديدا للصلابة في المواقف، والرسوخ على المبادئ في الحياة، وخاصة بعد أن أمتلأ العالم بصخب قصص الجهل والتطرف والإرهاب والظلام التي تعيدنا الى عصور ما قبل الوأد لكل القيم النبيلة .. نحن إذن امام نماذج من المناضلين والشهداء كمثل الشهيد المناضل الجسور عبداللطيف السيد رحمةً الله عليه وكل ذلك يؤكد ان لا خيار لنا وللشعب الجنوبي إلا المقاومة حتى استعادة دولة الجنوب تحت قيادة القائد البطل عيدروس الزُبيدي حفظه الله ورعاه .. يرحل الابطال وتبقى ماثرهم الطيبه فأكثر ماكان يمتاز به الشهيد انه رجل مثالي وقائد عظيم، واثق من نفسه ومتواضع ويتسم بالسمات والصفات والفضائل العظيمة، وبكل امانه نادرة ما يتحلى بها بعض القيادات، وملتزم يحترم القانون، وقدم الشهيد المناضل خلال نضاله سجلا حافلا بالتضحيات والعطاء وبكل حنكة واقتدار وتفاني واخلاص لا ينضب، وتسجل له بصمات بماء من ذهب … فقد رحل الشهيد المناضل عبداللطيف السيد بصمت وهدوء كما عاش حياته، في الكفاح المسلح بعيداً عن الشهرة القاتمة والأضواء الشخصية والكاميرات، رحل وعيونه مفتوحة تنظر وتطارد عناصر البغي والإرهاب في اوكارها على ربوع وسفوح مناطق أبين الابية ووديانها وجبالها وأسواقها وأزقتها وحاراتها ومساجدها ومزارعها .. فسلاما على روح الشهيد البطل عبداللطيف السيد، وستبقى ذكراه خالدة في ضمير كل المناضلين كما إخوانه من سبقوه من الشهداء العظام الذين قدموا انفسهم في سبيل تحرير وعزة وكرامة الجنوب، كان مثالاً للعطاء والالتزام بالوفاء الوطني والقومي .. إلا أننا ننوه بأنه لن تكون الاخيرة من مسلسل الاستهادف الارهابي الغادر، واخشى ما اخشاه، ان تكون مؤامرة لهلاك قواتنا المسلحة الجنوبية في تلك المناطق معاقل الإرهاب والملاذ الأمن للعناصر الإرهابية المأجورة بوادي جنن عومران مودية ودثينه وجبال ربيز الجرداء الواقعة بين أبين وشبوه ووو.. الخ من قبل الاعداء ودعم بعض الدول المناهضة لتوجهات مشروعنا نحو الاستقلال، فشددوا القبضة الحديدية ولن يفلحوا، على تغيير وجود استراتيجية وطنية موحدة لكم للقضاء على بؤر الإرهاب والتطرف في ابين وغيرها، بتشكيل قوة مشتركة بشأن إجراءات فوج الحماية المفروضة والمطبّقة لملاحقة أيادي الظلام، واستغصال بؤر الإرهاب ومشاريع الغزاة المكشوفة، حتى تقفوا خلف مشروعكم في إقامة دولة الجنوب الإتحادية … وفي الوقت نفسه، لن نستطيع قط هزيمة الإرهاب في الأجل الطويل ما لم يكن ضمان إعطاء الأولوية الواجبة لمكافحة الإرهاب على نطاق منظومة الأمم المتحدة، وأن يكون العمل الهام في منع التطرف العنيف متجذر بقوة في وضع استراتيجية، مع أننا نرى صمت مريب غير مبرر، بازدواجية التعامل من قِبل المجتمع الدولي، لواقعة التفجير الإرهابي السابق والحالي في ابين الذي أسفر عن استشهاد القائد عبداللطيف ومرافقية وشيخ قبلي من ابين بتفجير الايادي المارقة المتطرفة، استهدف سيارته، دون تفاعل أو إتباع أي موقف مع وضعنا الأمني في الجنوب .. التجاهل الدولي لا يثير غصة جنوبية وحسب، والكلفة القاسية التي تكبّدها شعبنا الثائر، جرّاء هذا الإرهاب المسعور، لكنه قد يصل إلى درجة فتح شهية التنظيمات الإرهابية لتكثيف عملياتها العدوانية ما يُشكل تهديدًا عاصفًا لأمن المنطقة والإقليم والعالم برمته … وقد اشرت في “تقرير” حين استهدف قائد محور العند العسكري اللواء الركن ثابت جواس ومرافقيه، وكان ليس الهجوم الإرهابي الأول من نوعه الذي يتجاهله المجتمع الدولي بغض الطرف، فيما يخص الإرهاب في الجنوب والكلفة القاسية والغضب الجنوبي .. هناك الكثير من التقارير التي وثّقت إرهاب الشرعية ضد الجنوب، أحدثها التقرير الصادر عن منظمة “حق” للحقوق والحريات التي عقدت مؤتمرًا صحفيًّا لإشهار تقريرها بعنوان “أحداث تفجيرات عدن وتخادم الإرهاب الحوثي – الإخواني والجماعات الإرهابية – القاعدة وداعش في عدة مناطق من الجنوب .. تناول ذلك التقرير العمليات الإرهابية التي نفّذتها مليشيا الإحتلال اليمني الإرهابي باسم الموضة الجديدة داعش والقاعده، مثل جريمة استهداف مطار عدن الدولي في ديسمبر 2020، وجريمتا استهداف موكب محافظ محافظة العاصمة عدن، واستهداف بوابة مطار عدن الدولي في أكتوبر 2021، وغيرها من العمليات الإرهابية .. مثل هذه التقارير يمكن الاعتماد عليها في تشكيل حراك دولي عبر مخاطبة المنظمات الدولية والمجتمع الدولي لإطلاعها على حجم الإرهاب الذي استشرى بشكل غير مسبوق في الجنوب، باعتبار أن تفشي الإرهاب على هذا النحو يهدد أمن المنطقة برمتها .. على العموم قد ودع جنوبنا الجريح اليوم خيرة رجالها، بطلا مقداماً لايشق له غبار، ضحى بروحه لأجل هذا الوطن، لكنها تضحية تفوق التصور في كيفية تنفيذ هذا الاغتيال الآثم، وعلى المؤسسات الأمنية تطبيق القانون، لأن تكون في مقدمة الصفوف، والقبض على هؤلاء القتلة ومحاكمتهم بالقصاص، مع محاسبة كل من يدافع عنهم ويبرر لهم ويقبل بإرهابهم، وكفى الجنوب الإرهاب، اضربوا بقبضة من حديد، وما للظالمين والقتلة إلا القصاص .. على كل حال لقد سَطَّرَ جنودنا البواسل بقيادة الشهيد البطل عبداللطيف السيد على الساحة الجنوبية إلى جانب ثلَّةً من المواطنين الشرفاء أسمى آيات البطولة والفداء وضحوّا بأرواحهم في سبيل إنقاذ الجنوب وأشخاص آخرين ظلوا في ابين الابية رهائن أيدِ البغيِّ والضلال … رجالاً قدموا أرواحهم لحماية الدين والوطن، وصنعوا تاريخاً حافلاً بالأمجاد والبطولات، عشقوا المجد وزادو علو ورفعة، ليرسموا معالم النصر بدمائهم الزكية، تدوي أسمائهم بصفات المجد والخلود … ليعزز في نفوسنا الفخر والعزة، بصفوة من أبناء الجنوب الأوفياء، من العسكريين والمدنيين، الذين صدقوا ما عاهدوا الله والوطن عليه، وتساموا فوق الحياة، وسطروا بدمائهم الزكية، في ميادين الشجاعة والشرف، أعظم ملاحم البطولة والفداء التي يسجلها التاريخ بمداد من نور في أنصع صفحاتهم .. لقد حمل شهداؤنا الأبرار لإستعادة دولة الجنوب في قلوبهم وعقولهم، وضحوا بالمهج والأرواح في سبيل تحريرها وعزتها وسيادتها وكرامة أهلها، دون تردد أو انتظار مقابل، لأنها كانت عندهم أسمى وأعلى وأغلى من أي شيء، حتى من أرواحهم … لقد رحل الشهداء بأجسادهم لكنهم تحولوا إلى قيم ومعاني خالدة لا تموت أبداً وعلى دربهم سائرون المجد والخلود لقادة النصر العظيم، وعظم الله اجرك ياوطن وأحسن عزاكم وطمأنكم ياشعب الجنوب الحر بالخير والنصر المأزور والرؤية الحسنة .. ونسأل المولى أن يمنَّ على شهداؤنا الأبرار بالرحمة والرضوان، ولكم من بعده الصبر والسلوان، وان يجمعنا بهِ في مستقر مغفرته، ويرحمنا إذا صرنا إلى ما صاروا إليه .. والشفاء العاجل للجرحى الميامين .. والخزي والعار للقتلة السفلة ولانامت اعين الجبناء و إنا لله وإنا إليه راجعون، ولا حول ولا قوه إلا بالله ..

المصدر

جوجل نيوز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى