اخبار محليةعدن تايم

قرب احلال السلام في اليمن.. خطاب ناعم من الحوثي تجاه السعودية

‏تتجدد المساعي الإقليمية والأممية لبحث الحلول الممكنة للأزمة في اليمن لأول مرة منذ التصعيد الحوثي في البحر الأحمر وجبهات القتال الداخلية وما آل إليه توقف المفاوضات التي كانت قاب قوسين من الاتفاق على خريطة طريق لوقف القتال وحلحلة الملفات الإنسانية الملحة والدخول في مشاورات للحل النهائي للصراع الدامي الذي طال أمده.
تجلت تلك العودة في الرحلات المكثفة التي يقوم بها للمنطقة كل من المبعوثين الأممي والأميركي إلى اليمن، والتي تترافق مع تصريحات إيجابية للأطراف الفاعلة، ومن ضمنهم على غير العادة الحوثيون الذين أثنوا على الجهود السعودية عندما قالوا إنها نجحت في “تجاوز أهم العقبات التي كانت تواجه خريطة الطريق” الرامية إلى وضع خطة للسلام المستدام في البلد الجار.
‏وجدد وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان “دعم الرياض جهود الأمم المتحدة لإحلال السلام في اليمن” خلال لقاء جمعه أول من أمس بالمبعوث الأميركي الخاص لليمن تيم ليندركينغ.
وكشف وزير الدفاع عبر تغريدة على منصة “إكس” عن فحوى هذا اللقاء الذي بحث “المستجدات في اليمن ودعم السعودية جهود الأمم المتحدة للتوصل إلى خريطة طريق تدعم مسار السلام”. كما جدد وقوف الرياض مع اليمن “وحرصها على تشجيع الحوار والتوصل إلى حل سياسي يحقق نهضة وتنمية مستدامة”.
في بيت المحرك
وفي محاولة لإتمام خريطة الطريق التي وافقت الحكومة الشرعية والحوثيون على التزامها يسعى المبعوث الأممي إلى اليمن إلى خفض التوتر الذي تصاعد في المياه الدولية وجبهات القتال الداخلية بين القوات الحكومية والجماعة المدعومة من إيران عقب سنتين من التهدئة بإجراء جولة مكوكية في المنطقة بدأها بالرياض والتقى فيها مسؤولين من الحكومة اليمنية والسعودية، واتبعت بزيارة طهران خلالها وزير الخارجية الإيراني.
وذكر بيان نشره مكتب المبعوث الأممي أنه شدد في اجتماعاته أثناء الزيارة على “ضرورة الحفاظ على التقدم المحرز نحو وقف إطلاق النار على مستوى البلاد، واتخاذ التدابير اللازمة لتحسين الظروف المعيشية لليمنيين واستئناف عملية سياسية يمنية خالصة برعاية الأمم المتحدة”.
وسعياً إلى ثني الدور الإيراني الداعم للتمرد الحوثي “تحقيقاً لغاية استئناف العملية السياسية اليمنية” استطلع المبعوث الأممي مع المسؤولين الإيرانيين “سبل الحفاظ على بيئة مواتية لاستمرار الحوار البناء في اليمن، بما في ذلك من خلال الدعم الإقليمي والدولي المستمر والمتضافر لوساطة السلام التي تقودها الأمم المتحدة”.
وللتوصل إلى اتفاق واعد تركزت المناقشات مع الإيرانيين على “ضرورة خفض حدة التوتر على المستوى الإقليمي ومنع العودة لدائرة العنف الذي عاناه اليمن حتى الهدنة التي توسطت فيها الأمم المتحدة عام 2022″، بحسب البيان.
دعم إماراتي لمساعي الرياض
وفي محاولة لإنقاذ الجهود الإقليمية التي اضطلعت بها السعودية وعمان والأمم المتحدة خلال السنوات الماضية كان غروندبرغ قد دعا الأسبوع الماضي إلى وقف التصعيد الإقليمي بهدف استئناف العملية السياسية في اليمن. وقال بيان لمكتبه إن غروندبرغ زار الرياض والتقى كبار المسؤولين والدبلوماسيين، بمن في ذلك سفير السعودية لدى اليمن وسفراء الدول الخمس. وبحثت الاجتماعات “الحاجة إلى وقف التصعيد الإقليمي واستمرار ضبط النفس داخل اليمن وسبل دعم التقدم نحو وقف إطلاق النار على مستوى البلاد”.
وفي هذا الإطار ثمنت الإمارات، أمس الخميس، الدور الذي تلعبه السعودية في إطار الجهود المبذولة لإنهاء الأزمة اليمنية وتداعياتها على استقرار المنطقة.
وخلال لقاء جمع المستشار الدبلوماسي لرئيس الإمارات أنور محمد قرقاش بالمبعوث الأممي هانس غروندبرغ وبحثا “مستجدات الأزمة اليمنية والجهود الرامية إلى إيجاد حل مستدام ينهي المعاناة الإنسانية التي يعيشها الشعب اليمني”. وخلال اللقاء أكد قرقاش “دعم الإمارات للجهود الدولية المبذولة لإنهاء الأزمة اليمنية وتداعياتها على استقرار المنطقة”، مثمناً “الدور الحيوي الذي تقوم به السعودية في هذا الصدد”، وفقاً لوكالة الأنباء الإماراتية “وام”.
وفي سياق متصل عبر قرقاش عن “القلق البالغ من تداعيات الاعتداءات على الملاحة البحرية في منطقة باب المندب والبحر الأحمر وأهمية الحفاظ على أمن المنطقة ومصالح دولها وشعوبها ضمن أطر القوانين والأعراف الدولية” على خلفية الهجمات التي تشنها جماعة الحوثي في البحر الأحمر وخليج عدن ضد سفن الشحن.
“الأخوة في السعودية”
من جانبه تحدث الناطق باسم جماعة الحوثيين في اليمن محمد عبدالسلام عن الجهود السعودية والإقليمية نحو إرساء السلام في اليمن بلغة ناعمة ربما تعطي مؤشراً إلى أن خطوات السلام لم تتراجع كثيراً إلى الوراء عقب عودة تصعيدهم الداخلي في عدد من المحافظات اليمنية، إذ وصف في حديث مع صحيفة “الشرق الأوسط” لقاء وفد صنعاء مع “الإخوة في السعودية بأنه عالج أهم العقبات” في شأن خريطة حل الأزمة اليمينية التي يطرحها المبعوث الأممي لليمن هانس غروندبرغ.
وفي تصريح له خلال يناير (كانون الثاني) الماضي وصف عبدالسلام الذي يعد كبير مفاوضي الجماعة، المسؤولين السعوديين بـ”الأشقاء”، وفي المقابلة التي نشرت أمس سمى المسؤولين السعوديين بـ”الإخوة”، مما يعطي مؤشراً إلى تجاوز مرتقب لجملة من العقبات نحو إحلال السلام المنتظر في اليمن.


المصدر

جوجل نيوز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى