اخبار محليةعدن تايم

شهر رمضان..فرصة عمل مؤقتة لكثير من اليمنيين الفارّين من جحيم البطالة

رمضان.. موسم تجاري لباعة الشوارع في اليمن

يوفر شهر رمضان، فرصة عمل مؤقتة لكثير من اليمنيين الفارّين من جحيم البطالة، في وقت تتعمّق فيه الأزمة المعيشية والإنسانية، متأثرة بتداعيات الأزمة السياسية التي يشهدها البلد.

وتشير تقارير الحكومة المعترف بها دوليًا في اليمن، إلى وصول نسبة البطالة في البلاد، إلى أكثر من 60%، في ظل فرص عمل نادرة، يقابلها عجز من القطاعين الحكومي والخاص عن مواجهتها بتوفير فرص جديدة.

ومع قدوم شهر مضان، يغزو الأسواق العامة في اليمن، باعة البسطات والشوارع بطاولاتهم المتراصّة على امتداد الشوارع التجارية، وسلعهم المعروضة والمتعددة، كمستلزمات العيد من ملابس وأحذية، إلى الأواني المنزلية وألعاب الأطفال، وصولًا إلى منتجات غذائية وأطعمة رمضانية.

*أسعار منخفضة*

ورغم احتفاظ الشاب البائع، عرفات حسين، بموقعه الحالي، في قلب “سوق الطويل”، أشهر أسواق العاصمة اليمنية المؤقتة عدن، طوال أيام السنة، إلا أنه يجد في موسم رمضان التجاري، فرصة ثمينة لتعويض حالة الركود الملازمة لعمله كبائع أحذية.

يقول عرفات البالغ من العمر 28 عاما، في حديثه لـ”إرم نيوز”، إن البضاعة التي يحرص على توفيرها، أقل ثمنًا مما هو معروض في المحلات التجارية؛ لأنه لا يدفع إيجار محل، وليس عليه تسديد فواتير الكهرباء ولا توفير عمال ودفع مرتباتهم، في إشارة إلى ما يضاف من ثمن على السلع التجارية المعروضة في المحلات.

وأشار إلى أن الأحوال المادية لعامة المجتمع، وصلت إلى أدنى مستوياتها؛ وذلك ما يجعل السلع المعروضة في البسطات، خاصة المتعلق منها بمستلزمات العيد ومتطلباته، “مرغوبة لدى الكثيرين نظرًا لانخفاض ثمنها الذي يصل في كثير من الأوقات إلى نصف ثمن المعروض في المتاجر”، حسب قوله.

وعلى بعد مئات الأمتار عن عرفات، يجلس المراهق هاشم الهندي، 18 عاما، على طرف طاولة خشبية، كبائع متمرس ولبق، مناديًا بأعلى صوته في أوجه المارّة: “على ثمانية آلاف ريال”، ملوحًا ببنطلون يحمله في يده.

وقال الهندي، في حديثه لـ”إرم نيوز”، إن البضاعة المعروضة “جيدة جدًا، ولا تختلف كثيرًا عن جودة ما تعرضه المحلات التجارية، وهي من مخزون أحد تجار الجملة، الذي لم يعد لديه متسع لتخزين بضاعته الجديدة التي وصلته مؤخرًا للموسم الحالي”.

*سوق موازٍ*

وفي ظل عجز الحكومة اليمنية، عن دفع مرتبات شهري يناير وفبراير الماضيين، لموظفي قطاعاتها في المحافظات المحررة من البلاد، فإن فرص العمل المؤقتة التي يوفرها الشهر الفضيل، ليست مقتصرة على العاطلين عن العمل وحدهم، بل تشمل شريحة إضافية، كانت مرموقة فيما مضى من سنوات.

وتمثّل بسطات الشوارع، مخرجًا لكثير من الأسر في مواجهة الاحتياجات الرمضانية ومتطلبات العيد الضرورية، ككسوة الأطفال بهدف إسعادهم، كما تقول أم هيثم.

وبحسب مصدر مسؤول في الإدارة العامة للرقابة على الأسواق، بوزارة الصناعة والتجارة اليمنية، فإن ارتفاع أسعار السلع الغذائية والاستهلاكية، مرتبط بانهيار العملة المحلية إلى مستويات قياسية؛ الأمر الذي أدى إلى “عدم توازن بين أسعار السلع المستوردة بالدولار، وبين الأجور المحلية وتراجع القدرة الشرائية إلى أدنى المستويات”.

وقال المصدر في حديثه لـ”إرم نيوز”، إن كثيرون من التجار المحليين مدركين للحالة المعيشية المتدهورة، ولذلك يستوردون نوعين من السلع، جيدة وعالية الثمن، وأخرى أدنى جودة وأقل سعرًا؛ بهدف تلبية احتياجات المستهلكين وخياراتهم، دون حدوث فجوة كبيرة.

إرم نيوز

المصدر

جوجل نيوز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى