اخبار محليةحضرموت 21

«بيان حلف قبائل حضرموت الانفرادي»: القشة التي قصمت ظهر البعير

Aa

المكلا (حضرموت21) الصوت الجنوبي 

نحو عقد من الزمان مر على تلك اللحظة الفارقة التي أوجدت ”حلف قبائل حضرموت“، ذاك الحلف المتين المتماسك الذي أُسس في العام 2013م، وضم شخصيات قبلية كالبنيان يشد بعضهم بعضاً، قلوبهم وأنظارهم متجهة شطر حضرموت، وشغلهم الأساسي الدفاع عنها وانتزاع جميع حقوقها من قبل النظام السابق.

ولكن ما كان متماسكاً في الأمس بات في ليلة وضُحاها متجزأ، ومن كانوا على قلب رجل واحد أصبحت قلوبهم شَتَّى، فمنهم من أنشأ مرجعية والآخر أسس كُتلة، وأصوات تداعت إلى ضرورة تصحيح المسار، فيما اكتفى البعض بتجميد عضويته في الحلف، فكل شيء تغير إلا كرسي الرئاسة ظل رئيسه متشبث به وعاض عليه بالنواجذ.

في العشرين من نوفمبر الماضي، كانت هناك تحركات لإقامة إجتماع موسع، هدفه تصحيح أوضاع ”حلف قبائل حضرموت“، والذي عجل بإقامته البيان الذي اصدره الحلف في التاسع والعشرين من أكتوبر للعام الجاري، والذي وُصِفَ بـ ”الانفرادي“ وتم خلاله مهاجمة العديد من الجهات المحلية والإقليمية، ما عجل بعقد اللقاء الموسع لأعضاء رئاسة وقيادات الحلف في الرابع من نوفمبر، ونتج عنه تشكيل لجنة تحضيرية لهيكلة رئاسة الحلف.

 


_ طرق الأبواب:

aser

الأمين العام لحلف قبائل حضرموت، المقدم عمر باشقار، قال في تصريح خاص لـ ”الصوت الجنوبي“: إنَّ «حلف قبائل حضرموت أُسس في العام 2013م، بهدف رفع الظلم الذي نتعرض له من قبل النظام السابق، لذلك كان هدف الحلف ومهامه الرئيسة هو الدفاع عن محافظة حضرموت، ومتابعة جميع مطالبها وحقوقها وانتزاعها».

وبيّن ”باشقار“ أنَّ: «اللقاء الذي عُقد السبت 4 نوفمبر لأعضاء رئاسة وقيادات حلف قبائل حضرموت؛ يأتي تتويجاً لما اعلنته العام الماضي 20 نوفمبر بمنطقة ”حوره“ بوادي حضرموت عن إقامة إجتماع موسع، وقد تبع هذا اللقاء عدة لقاءات مع قبائل شرق وغرب وصحراء ووادي حضرموت، ونعترف إننا لم نستكمل كل مناطق حضرموت كونها مترامية الأطراف، ولكن البيان الانفرادي الذي اصدر في 29 أكتوبر جعل الكثير من الشخصيات الاجتماعية وقيادات الحلف يتواصلوا بي، ويشعروني بإن الوقت حان لعقد اللقاء الموسع، الذي تم عقده لاستكمال خطوات تصحيح أوضاع الحلف، وتفعيل نظامه الأساسي، وتشكيل لجنة تحضيرية لهيكلة رئاسته، والرد على البيان الذي لم يكن موفق».

وأضاف الأمين العام لحلف قبائل حضرموت، قائلاً: «عندما شكلنا لجنة تحضيرية قلنا بكل وضوح، إن من مهام هذه اللجنة أولاً: التواصل مع من لم نستطيع الوصول إليه، ونعتذر فعلاً لعدم وصول الدعوة إلى الجميع، ثانياً: تفعيل النظام الأساسي للحلف، وثالثاً: تسيير شؤون الحلف، إن سبب إنشقاق المرجعية والكتلة وتجميد الآخرين عضوياتهم في الحلف؛ هو التفرد بالقرار، وعندما نضبط هذا العمل ويكون القرار جماعي نتوقع عودة الجميع إلى الحلف، سنذهب إلى المرجعية والكتلة ليشاركونا في التحضير، وسنطرق باب ”عمرو بن حبريش“ وأبواب الجميع إلا من أبا أن يكون معنا، وقد تم تحديد مدة عام لاستكمال مهام اللجنة، وبإذن الله خلال هذه الفترة نتمنى أن نوفق في إعادة الحلف إلى وحدته وقوته فلن تأتي القوة إلا بالتوحد».

_ مشاريع سياسية:

الشيخ خالد الكثيري، أحد مؤسسي وأعضاء رئاسة حلف قبائل حضرموت، أشار في تصريح خاص لـ ”الصوت الجنوبي“: إنَّ «اللقاء الموسع لأعضاء رئاسة وقيادات حلف قبائل حضرموت، جاء في مرحلة حساسة تعصف بالنسيج الاجتماعي القبلي، وتزج بالقبيلة في المشاريع السياسية، وتزرع الشقاق والاختلاف، وإن اللقاء جاء بعد قرابة 10 سنوات من تأسيس الحلف، وذلك لهيكلته وتدوير الرئاسة حتى يقوم بالاهداف التي اُسس من أجلها».

تساؤلات عديدة أفرزها اللقاء الموسع لأعضاء رئاسة وقيادات حلف قبائل حضرموت، كان أبرزها ما إذا سيتمخض مكون جديد باسم ”حلف قبائل حضرموت“ قريباً، وهذا ما تم نفيه من قبل ”الكثيري“ قائلاً: «لا بالطبع نحن نعاني من تفريخ المكونات التي تأتي نتيجة استفراد واحتكار، مما يدفع باتجاه انشاء مكون جديد، لكن نحن هنا بصدد تفعيل نظام موجود ومقر في مؤتمر عام وتدوير رئاسة الحلف، وهذا يعزز من تماسك هذا النسيج القبلي بالمشاركة الفعلية بين أعضاءه في اتخاذ القرار، ووفقاً للاعراف والعادات من المشورة في الرأي».

وأكد ”الكثيري“ إنَّ المدة الزمنية المحددة لمهمة اللجنة التحضيرية ”لا تتجاوز العام“، وذلك لاستكمال التواصل مع كافة القبائل والإعداد لإجتماع استثنائي، مبيّناً أنَّ أعضاء اللجنة التحضيرية لا يمكن حصرهم حالياً، كونهم بصدد توسيع المشاركة والتواصل بما يحقق الأهداف.

_ التفرد بالقرار:

المقدم أحمد بامعس، اعتبر في تصريح خاص لـ ”الصوت الجنوبي“: إنَّ «اللقاء الموسع الذي حدث في الرابع من نوفمبر، لإعادة هيكلة حلف قبائل حضرموت؛ خطوة عظيمة لإعادة الحلف إلى وهجه والقيام بدوره على الرغم من تأخرها، وإن هذه الخطوة ستعمل على قطع استغلال اسم الحلف من قبل الآخرين، فركوب موجة الحلف وأخذ مسماه بشكل أو بآخر يضر بحضرموت، فهذه الخطوة ممتازة جداً وإن شاء الله تكتمل ويسير حلف قبائل حضرموت نحو الأفضل».

وأشار ”بامعس“ إلى أنَّ: «حلف قبائل حضرموت كان فعال في بداية تأسيسه ويمتلك زخم وصل إلى خارج حضرموت، وكانت خطواته جيدة جداً، ولكن بعد أن استغنى رئيس الحلف عن خدمات بقية الأعضاء أصبح يتعامل مع الحلف على أنه مؤسسة خاصة به، يفعله متى ما أراد عن طريق التصريحات أو الاجتماعات المصغرة على مستوى بعض الأشخاص الذي يريدهم، ويطفئ نار الحلف متى ما أراد ذلك، على الرغم من كثرة المناشدات وسنوات المطالبات بتصحيح ذلك لكنه رفضها، ورفض التعامل مع الأعضاء المؤسسين للحلف».

وأضاف ”بامعس“ إنَّ: «رئيس حلف قبائل حضرموت ارتكب أخطاء كبيرة في حق الحلف والمؤسسين له، ولم يتحملوا ذلك كونه باسم حضرموت ومقادمتها وقبائلها وسحب الحلف إلى اتجاه آخر، فتداعت الناس إلى الإجتماع الأخير الذي انبثق عنه لجنة تحضيرية من مهامها تسيير أعمال الحلف إلى أن ينعقد الاجتماع العام».


المصدر

أحمد باجردانة



المصدر

جوجل نيوز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى