فصائل مسلحة «تسيطر» على أجزاء من حلب.. والجيش: قواتنا تتصدى للهجوم
في الوقت الذي أعلنت فيه فصائل مسلحة السيطرة على أجزاء من مدينة حلب، أكد الجيش السوري، أن قواته لا زالت تواصل التصدي للهجوم.
وبحسب مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا) وفصائل مسلحة حليفة لها «تمكنت من الدخول إلى مدينة حلب التي تقع تحت سيطرة الحكومة السورية»، بعد يومين من أكبر هجوم تشنه تلك العناصر ضد القوات الحكومية.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لفرانس برس إن الفصائل «دخلت إلى الأحياء الجنوبية الغربية والغربية» للمدينة، فيما قال شاهدا عيان من المدينة لفرانس برس إنهما شاهدا رجالا مسلحين في منطقتهما، وسط حالة هلع في المدينة.
كيف ردت الحكومة السورية؟
في بيان مقتضب، قال الجيش السوري، إن قواته المسلحة «تواصل التصدي لهجوم التنظيمات الإرهابية في ريفي حلب وإدلب وتكبدها خسائر فادحة».
وقال الجيش السوري، إن ما يسمى بـ«جبهة النصرة»، التي تعرف بـ«هيئة تحرير الشام»، شنت هجوما كبيرًا بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة إضافة إلى الطيران المسير، معتمدة على مجموعات كبيرة من المسلحين الأجانب، مشيرًا إلى أن القوات المسلحة «استطاعت تكبيد التنظيمات المهاجمة خسائر فادحة وأوقعت في صفوفها المئات من القتلى والمصابين، ودمرت عشرات الآليات والعربات المدرعة وتمكنت من إسقاط وتدمير سبع عشرة طائرة مسيرة».
وأكد أن الجيش السوري «مستمر في تعزيز جميع النقاط على محاور الاشتباك المختلفة بالعتاد والجنود لمنع خروقات الإرهابيين على تلك المحاور وصد هجماتهم»، مشيرًا إلى أن «القوات المسلحة نجحت في استعادة السيطرة على بعض النقاط التي شهدت خروقات خلال الساعات الماضية، وستواصل أعمالها القتالية حتى ردهم على أعقابهم».
ذكرت وسائل الإعلام الحكومية السورية يوم الخميس أن القوات الحكومية تواجه “هجومًا إرهابيًا واسع النطاق” على القرى والبلدات والمواقع العسكرية.
وقالت الحكومة إنها ترد “بالتعاون مع القوات الصديقة”، دون تحديد من هي تلك القوات إلا أنها أشارت إلى إلحاقهم خسائر فادحة.
بدوره، قال وزير الخارجية والمغتربين السوري، خلال اتصال هاتفي من نظيره الإيراني عباس عراقجي، إن «هذا الهجوم الإرهابي يأتي في إطار خدمة أهداف مشروع الكيان الإسرائيلي ورعاته في المنطقة».
وشدد على أن «سوريا لطالما حذرت من التزامن المكشوف بين اعتداءات الكيان الإسرائيلي على سوريا، والهجمات التي تشنها هذه الجماعات الإرهابية في سوريا»، مؤكدا «استمرار سوريا وشعبها وجيشها الباسل في التصدي لها وبكل حزم».
ماذا تعني السيطرة على حلب؟
بحسب مدير المرصد السوري، فإن السيطرة على مدينة حلب تعني أن القوات الحكومية باتت في مأزق، معللا ذلك بأنه في أوج قوة تلك الفصائل والتي كانت متعاونة مع تنظيمات إرهابية لم تتمكن من السيطرة على المدينة السورية بشكل كامل، بل على بعض أحيائها.
وحذر من أن «هيئة تحرير الشام» لديها أكثر من 2000 طائرة مسيّرة انتحارية، وما لا يقل عن 150 انتحاريا، مشيرًا إلى أن المعركة من حلب وصولا إلى ريف حلب الشمالي، قد تنطلق في أقصى ريف إدلب الجنوبي وصولاً إلى خان شيخون في ريف حماة الشمالي.
وزعم مدير المرصد السورين أن أوروبا الشرقية دربت عناصر من هيئة تحرير الشام على استخدام المسيّرات، مشيرًا إلى أن المعركة ممتدة على مساحة واسعة، محذرًا من سقوط معرة النعمان وسراقب في أي لحظة.
وأشار إلى أنه بينما سحب حزب الله الكثير من المقاتلين خلال الأشهر السابقة، سيطرت هيئة تحرير الشام على نحو 53 قرية وبلدة وتلة استراتيجية، متسائلا: كيف تسقط كل هذه المناطق بهذه السهولة؟
لكن ماذا نعرف عن الفصائل المسلحة التي تقود الهجوم؟
يمثل هذا الهجوم اتحادًا لعدة فصائل متمردة تشكل بقايا مجموعة واسعة من جماعات مسلحة. ومنذ عام 2011، خاضت هذه الجماعات معارك شرسة ضد الحكومة السورية، واحتلت في مرحلة ما مساحات واسعة من البلاد.
الجماعة الرئيسية هي “هيئة تحرير الشام”، وهي فصيل كان مرتبطًا سابقًا بتنظيم القاعدة الإرهابي، وتسيطر على معظم الأراضي الشمالية الغربية التي لا تزال تحت سيطرة المسلحين.
كما انضمت “عدة مجموعات متمردة مدعومة من تركيا إلى الهجوم”، وفقًا لقادة الجماعات والمرصد.
وعلى الرغم من وجود خصم مشترك، إلا أن الفصائل المتمردة غالبًا ما تقاتلت فيما بينها، مما أضعف تماسكها وقدرتها على تحدي الجيش السوري.
ما هي أهداف الهجوم؟
في بيان مصور أعلن فيه الهجوم، قال المقدم حسن عبد الغني، القائد العسكري لغرفة عمليات المعارضين المسلحين، إن الهجوم يهدف إلى وقف الغارات الجوية السورية والهجمات الأخرى على المناطق التي تقع تحت سيطرتهم.
وقال: “لدفع نيرانهم بعيدًا عنا، هذه العملية ليست خيارًا، إنها واجب للدفاع”.