المقالات

بقي العلم وإندماجية البيض تسحق أجيالنا

ماذا رأيت ياالعم علي؟ هل طفت اليوم شوارع وازقات اليمن الديمقراطية؟! أرأيت الساحات والميادين عند جمهرة الجموع؟! وهل سمعت الهتافات والرصاص تنهال عليها؟ فلا تحسبه عرس أو فرح وإنما أرواح تتساقط شهداء فيما خطت به يداك واصريت على صك الاندماجية لاذابة شعبا ووطنا بعصارة العدم ونكران لدم الشهداء في ردفان وعدن، ولكنك لم تأبه للرياح وآثارها المدمرة، ولم تسلم حتى على الشهداء حينما يمر موكبك بمحاذاة قبورهم الساكنة، فأستكثرت سكونهم. فما حال القلم الذي اعصرته بين اصابعك في الواحد والعشرين من مايو 1990؟هل مازال حيا أم أنتحر؟ أم انه بمتحف صنعاء يحتظر؟
فأسأله ان به حياة عن شعوره وأنت تخط به بورقة الوفاة شهادة شاهدة للتاريخ حين تشنق الاوطان وتقهر هوية الأمم بشخطة قلم و حين يكون الوطن إرثا والإنسان لا شئ.

طوف وشوف ياالعم علي، وأبحث عن موقع الارض التي خزنت فيه مع العفاش علي، ووقعتا على ورق الصك باندماجية قولد مور بوأد هوية ووطن بتلك الرمال التي كانت نظيفة اثناء الاحتلال البريطاني اما اليوم زبالة للاحتلال اليمني، فهل مازال الموقع موجودا أم أنه قد وثق لآل الاحمر أم لأي أحد؟ لقد سدت منافذ عدن ولم يجد السيل له منفذ، طارت طيوره فهل وصلك الخبر؟ فأين المصانع واين المعاصر واين المغزل؟ فما لك بالاغتراب مرتهن؟ فقل لي إذن إن كان بالاندماجية ارتهان لم تلاحظه لنجد لك العذر والسبب، فشعب الجنوب جله تحت الرهان، وإلا لماذا تلك العرب صامته صمت الشجر والحجر؟ الجوع والموت يحصد شعب الجنوب الى اللحد منذ أن أوقعته بالظلام الدامس، واليوم يواجه التشرد والغزو في كل شئ.

أتمنى أنك جلست مع نفسك تحاسبها أو تحاكمها بأنك كنت في وهم تعيشه وتعايشه ولم تصحو إلا وبعد أن رأيت الجنوب من المهرة الى باب اليمن قد أبتلعت في ليلة ظلماء كما يبتلع الثعبان حمامة هادئة وادعة، وإذا هي اليوم ضحية الطبال والقوارح. ولك أن تفكر إن سقطت بيد الحوثة ويحملون الشعب على التشيع بالكره والاجبار ويكونون على دين حاكمهم الجديد.. فما الحكم الذي تصدره عليك؟! فأنت الحاكم والمحكوم مع نفسك حين تحاسبها. أما سمعت باستغاثة المستغيثين، وتوسل المتوسلين يستصرخون جيرانهم واخوانهم من العرب بإسم الدين الذي يدينونه؟! أن ينتصروا لضعفهم ويعينوهم على أمرهم؟! حصار في معيشتهم وأقواتهم وخدماتهم وغلاء فاحش أعجزته فأين أنت من شعب ضاقت عليه الدنيا من كل جانب؟ كيف تهرب في وقت احتلت صنعاء عدن؟ إن عهدي بك أن تعود، وأن بالجنوب أصواتا إذا أرتفعت زلزلت منها الجبال وأصاغت لها الآذان، ولها أقلام اذا كتبت أستيقظت لصريرها الدنيا، فلماذا لا تتحرك للوطن الجنوب؟ هل هناك من منعك وجعلك تحت الاقامة الجبرية صامت؟! لن يطيق شعب الجنوب الذل ماأسكت اصواتكم من النداء.. بالأمس من خلال شاشة التلفاز تعلن العهد بتوصيل الشعب الى عدن وتسليم العلم للشباب، فهل نسيت؟ ان نسيت فالشعب لا ينسى.
إن الجنوب تجرد ثرواتهم واموالهم ومن طعامهم الذي يوفرونه لاطفالهم ليقذف لأعداءهم.. فهل علمت بذلك؟ فأي عصر هذا الأسود الذي سقط على رؤوس الجنوبيين، فقدنا الكثير.. فليتشرف حماة حرية الشعوب في قانون حقوق الإنسان بهذا العار تعلقه بيد التاريخ.لا شئ مع الجنوب اليوم يخسروه.. فلماذا لا تحسم الامور؟ ولماذا ياعم علي لا تعود؟ إن عهد الرجال للرجال بتكاتفها والتضحيات.. لم يبقى بالجنوب إلا علمه.. علم جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية فهل عرفت ذلك؟ ولم يبقى بأرض الوطن إلا أدمع الثكالى وقبور الشهداء فأين أنت لتشاهد المشهد؟ إندماجية أقررتها فسحقت أجيالا، وقلم عصرته وبأدمعه اغرقت وطنا في بحر لجي من العناء والوطن
فإن كان من خطأ لم تستدركه، فليصحح داخل الوطن.. وهنا سوف يقف لك الشعب شامخا يضرب التحية ويهدي التسامح لك بكل اقتدار.. اما غير هذا فلن يكون.

المصدر

جوجل نيوز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى