الانتقالي والدورة 87 للجمعية العامة
4 مايو/ تحليل / صالح علي الدويل باراس
الحروب الحديثة ليست محصورة في الأعمال والمعارك القتالية بين الوحدات العسكرية لطرفين او اكثر ؛ بل ؛ صارت اوسع في مجالاتها وتنوّع ساحاتها وادواتها ، مابين حصار اقتصادي وسياسي ، وخلق كيانات ، وحرب خدمات ، وتجويع ، واستنزاف ، وحروب اعلامية ، وإقصاء وتهميش ؛بل؛ وشراكة..الخ
في هذا السياق المتشابك من الحرب شارك المجلس الانتقالي الجنوبي في المجلس الرئاسي والحكومة ، دخل شراكة في سلطة مسمى دولة يمنية تتنازعها اطراف عدة ومشاريع عدة ، تحارب مشروعه ويحارب اجندتها ضد مشروعه ، هم يفهمون ذلك وهو يفهمه ، لكنه المتاح سياسيا في سياق الحرب ، شراكة في بلد مازال العالم يعترف بمظلة “الجمهورية اليمنية” المهترئة ، وقد ميّز شراكته بالقسم الذي اقسمه وبالنشاطات التي يمارسها في هذه الشراكة!! لكن المظلات الافتراضية لا تهم امام القضايا العادلة ، فصحيح ان قضية الجنوب تحت مظلة الجمهورية اليمنية ، لكن لها اشباه كقضية جنوب السودان كانت قضية داخلية ولم تكن في يوما ما دولة ، وكذا جمهوريات البلقان كانت قضايا داخلية ، فانتصرت القضايا العادلة وتجزاءت المظلات الافتراضية الواحدة
الدولة الحالية تعرفها كل دول العالم انها تعيش خارج دستورها ، وخارج المبادئ الاساسية لشكل سلطات الدولة ، ففيها انقلاب غير دستوري صدرت ضده قرارات دولية ويتعامل العالم معه ، ومجلس رئاسي غير دستوري في عدن وكلها تستمد مشروعيتها في هذه الدولة الافتراضية بما تملكه من الامر الواقع او “بحبل من الاقليم”
كثر الغمز واللمز من “اياهم” – في اطار الحرب الاعلامية – بانه لم توجه دعوه للمجلس الانتقالي الجنوبي لحضور الدورة87 للجمعية العامة للامم المتحدة ، وهذا من بديهيات تعامل الامم المتحدة فدعواتها تكون لدول سواء هذه الدول فعليه في الواقع او افتراضية “فندقية” ، وليست لاحزاب ولا ممثلي قضايا وطنية مهما كانت قوتها وعدالتها ، وليست سبقا صحفيا يكتشفه الصحفي “فلان” او يعلق عليها ” الفسبكي الافتراضي فلان”!!
الانتقالي يخوض:اشكال من الحرب الحديثة مع اعدائه ، سواء ذهب عيدروس الزبيدي الامم المتحدة ام لم يذهب ، فانه موجود امرا واقعا بقضيته وقوته على ارض الجنوب ، وساحات المعارك الحديثة واسعة ولن يلغيه احد الا بثمن اكثر من غالٍ الكل يعلمه ، لكن قيمة ذهابه -إن ذهب – ليس في حضور الدورة بحد ذاتها والخطاب الرسمي فيها ، فحتى دولة “جزر القمر” تعلم خفّة وزن ذاك الخطاب الرسمي ، وانه يحمل اكثر من امر واقع ، وفي مجمله خطاب “مجلس قاصر” يديره “ولي” ويفاوض نيابة عنه ، وهو “كالاطرش في الزفة” ، انما اهمية الحضور في مايدور خلف الكواليس ومرونه الاتصالات وايصال خطاب جنوبي واضح لاكثر دول المحفل الدولي ، خطاب يميّزه عن قضايا حرب الشمال ومصالح قواه المختلفة