حزب الاخوان يعيد للواجهة حرب الفتاوى التحريضية ضد الجنوب
4 مايو / تقرير/ رامي الردفاني
عانى الجنوب من ظاهرة العمليات الإرهابية التي كانت نتيجة مؤكدة لفتاوي التكفير والتخوين الصادرة عن “مشايخ” حزب الإصلاح اليمني ، فما زالت الألفاظ الواردة في فتوى التكفير الصادرة في صيف 1994، كما هي متداولة حتى اليوم بقولهم “عصابة الردة” “الملحدين” أكثر من مجرد مصطلحات، ما زالت تعيش في وجدان اليمنيين الشماليين شعبا وقوى سياسية وعسكرية على اعتبار أن الفتوى لم تنقض حتى وإن استنكرها كبار علماء بلاد الحرمين آنذاك منهم الشيخين عبدالعزيز بن باز وابن عثيمين، ووافقهما في الاستنكار الأزهر الشريف، غير أن ذلك الاستنكار لم يؤثر أو يغير من واقع الفتوى وتأثيرها، حتى أن «الحوثيين» برغم الخلاف العقائدي والطائفي المزعوم، وجدوا فيها شيئاً من الذرائع وظالتهم، وهم يعاودون غزو عدن والجنوب في العام 2015، فهي فتوى توفر الحوافز الكاملة للقتلة ليمارسوا القتل حاملين معهم صكوك دخول الجنة”.
وهكذا استمرت الأحقاد والفتاوى التكفيرية على حالها ونهجها وذلك خلال حرب وغزو الجنوب ثالث مرة في عام 2019م حيث كشفت القوات الموالية لـ”لشرعية اليمنية” المسيطر عليها من قبل حزب الإصلاح عن أجنداتها المخفية للسيطرة على الجنوب وخاصة عاصمتها عدن مستخدمة نفس الفتاوي التكفيرية والتحريضية والتبريرية لغزواتها وقتلها للجنوبيين ، ما زال الجنوبيون يتذكرون أن الإخوان أطلقوا على حربهم لأسقاط عدن ب “غزوة خيبر”.
” فتوى جديدة”
اليوم يبدأ حزب الإخوان مزاعم وفتاوى جديدة ضد شعب الشعب ويبدو أنها لن تكون الأخيرة وذلك مابثتها مؤخرا قناة بلقيس الإعلامية التابعة للإخوانية توكل كرمان بأن الزبيدي يبدي استعداده للتعاون مع اسرائيل مقابل دعم الانفصال، مستندة في ذلك وبحسب زعمها إلى مواقع عبرية حيث قالت في نص خبرها وفتواها الجديد: “
كشفت مواقع عبرية أن رئيس المجلس الانتقالي عيدروس الزبيدي يبدي اهتماما بالتنسيق مع “إسرائيل” للرد على هجمات جماعة الحوثي في البحر الأحمر، مقابل الاعتراف بانفصال الجنوب.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية “كان”، إن الزبيدي اجتمع مؤخرا بمسؤولين محليين ومع مسؤولين في الإمارات وآخرين أمريكيين لبحث التعامل مع تصعيد الحوثيين.
من جهته، قال الصحفي الإسرائيلي، روعي كايس، إن الزبيدي مهتم بتلقي الدعم الإسرائيلي والدولي، للحد من هجمات الحوثيين.
فتوى الديلمي 1994م
«إننا نعلم جميعاً أن الحزب أو البغاة في الحزب الاشتراكي اليمني المتمردين المرتدين هؤلاء لو أحصينا عددهم لوجدنا أن اعدادهم بسيطة ومحدودة، ولو لم يكن لهم من الأنصار والأعوان من يقف إلى جانبهم ما استطاعوا أن يفعلوا ما فعلوه في تاريخهم الأسود طيلة خمسة وعشرين عاماً، وكل الناس يعرفون في داخل المحافظات الجنوبية وغيرها أنهم أعلنوا الردة والإلحاد والبغي والفساد والظلم بكل أنواعه وصنوفه، ولو كان هؤلاء الذين هم رأس الفتنة لم يكن لهم من الأعوان والأنصار ما استطاعوا أن يفرضوا الإلحاد على أحد ولا أن ينتهكوا الأعراض ولا أن يؤمموا الأموال ويعلنوا الفساد ولا أن يستبيحوا لمحرمات، لكن فعلوا ما فعلوه بأدوات، هذه الأدوات هم هؤلاء الذين نسميهم اليوم المسلمين هؤلاء هم الذي أعطى الجيش ولاءه لهذه الفئة، فأخذ ينفذ كل ما يريد أو ما تريد هذه الفئة ويشرد وينتهك الأعراض ويعلن الفساد ويفعل كل هذه الأفاعيل وهنا لابد من البيان والإيضاح في حكم الشرع في هذا الأمر: “أجمع العلماء أنه عند القتال بل إذا تقاتل المسلمون وغير المسلمين فإنه إذا تترس أعداء الإسلام بطائفة من المسلمين المستضعفين فإنه يجوز للمسلمين قتل هؤلاء المُتترس بهم، مع أنهم مغلوب على أمرهم وهم مستضعفون من النساء والضعفاء والشيوخ والأطفال، ولكن إذا لم نقتلهم فسيتمكن العدو من اقتحام ديارنا وقتل أكثر منهم من المسلمين ويستبيح دولة الإسلام وينتهك الأعراض. إذا ففي قتلهم مفسدة أصغر من المفسدة التي تترتب على تغلب العدو علينا، فإذا كان إجماع المسلمين يجيز قتل هؤلاء المستضعفين الذين لا يقاتلون فكيف بمن يقف ويقاتل ويحمل السلاح. هذا أولا، الأمر الثاني: الذين يقاتلون في صف هؤلاء المرتدين يريدون أن تعلو شوكة الكفر وأن تنخفض شوكة الإسلام، وعلى هذا فإنه يقول العلماء من كان يفرح في نفسه في علو شوكة الكفر وانخفاض شوكة الإسلام فهو منافق، أما إذا أعلن ذلك وأظهره فهو مرتد أيضا”
” رأي المختصين بشئون الإرهاب ”
لذلك يرى الكثير من المختصين والمهتمين بشؤون مكافحة الإرهاب ومنهم الكاتب الجنوبي هاني مسهور، أن “المتاح هو أن تتقدم هيئة إسلامية بمراجعة الفتوى وتفنيدها وإصدار الأحكام الجنائية لمن شارك فيها من أفراد وتنظيمات وهيئات ومؤسسات وإنشاء محكمة جنايات دولية متخصصة تخضع كل الذين تورطوا في إصدار الفتوى واستفادوا منها سياسياً، أو بأي طريقة كانت، ليس من مجال غير التدخل لإنقاذ عدن والجنوبيين من تدوير فتوى الموت التي ستظل حاضرة إذا لم يتم مواجهتها بالنقد الشرعي مع رد المظالم لأهلها، الانطلاق من النص القرآني (ولكم في القصاص حياة يا أولي الالباب) يبدو مدخلاً منطقياً وعادلاً في قضية لم يعد من المقبول السكوت على بقاءها كجمرة متقدة تحت الرماد.
” ردود أفعال”
قال الصحفي ” أمجد يسلم صبيح “في تغريده له :” تنطلق قناة بلقيس وقناة المهرية من تركيا المطبعة كليا مع إسرائيل لن يستطيع أي إخونجي أن يتحدث عن ذلك” اليوم يشن الإخوان المسلمين هجوماً قوياً على المجلس الانتقالي الجنوبي لا يستند ذلك الهجوم على أي حقائق، وإنما يعمل الإخوان المسلمين على إعادة تفعيل فتاوى التكفير بحق شعب الجنوب تلك الفتاوى التي شنت عبرها حرب عام ٩٤، ومنها حرب العام ٢٠١٥ عندما وُصِف الشعب الجنوبي بالدواعش التكفيرين، وانتصر بعدها شعبنا الجنوبي، وأعلن المجلس الانتقالي، وأصبح لنا كيان سياسي موحد وقوات مسلحة”
وأخيرا للمجلس الانتقالي، الجنوبي إعلام وناطق رسمي، وعلى الجميع أن يأخذ الأخبار من مصادرها لا من تلك المصادر التي أدمنت الحرب “
وقال الإعلامي ” وضاح بن عطية” إن إعلام الإخوان اليوم يسوقون فتوى تكفير جديدة ضد الجنوبيين بعد أن فشلوا في فتوى أن الجنوبيين شيوعيين اليوم لديهم فتوى أن الجنوبيين صهاينة !!
ينشرون أخبار كذبا وزورا بأسم المجلس الانتقالي الجنوبي وهدفهم تكفير شعب الجنوب والتحالف مع الحوثي وداعش لغزو الجنوب !
المجلس الانتقالي لديه متحدث رسمي ووسائل إعلام معبره عنه وعن سياسته ونهجه وأي أخبار تتعلق بالمجلس يجب أن يتم أخذها من هذه المصادر وليس من مواقع ممولة من الإخوان”
” ميلاد حزب الإصلاح”
كان يوم 13 سبتمبر 1990م يوماً مأساويا في تاريخ الجنوب ، والجزيرة العربية ، أعلن فيه تأسيس أسوأ حزب تكفيري أرهابي متطرف حول حياة الجنوبيين إلى جحيم وبؤس وشقاء إنه الحزب الإرهابي المتطرف ” الإصلاح ” الذي ظهر فجأة إلى سطح منظومة الحياة السياسية بناء على اتفاق بين ” علي عبدالله صالح ” والشيخ عبدالله بن حسين الأحمر الذي تم تنسيق انشائه بين ” صالح ” من جهة وقيادة الإخوان المسلمين بمصر من جهة أخرى .
لم يكن تأسيس هذا الحزب الإخواني الإرهابي عفويا ، بل جاء إنشاؤه مدروسا وبطريقة منظمة وممنهجة، إذ كان الهدف الرئيس لإنشاء هذا الحزب هو استخدام علي عبدالله صالح لقياداته وعناصره الإرهابية المتشددة دينياً بحكم علاقاتهم الوطيدة بجماعات الإرهاب التي كانت في بداية نشأتها في افغانستان ولغرض توجيههم ضد دولة الجنوب ونظامه ( الحزب الاشتراكي اليمني) وإصدار فتاوى التكفير وحشد وتأليب الجهاديين لغزو الجنوب وتبني وتصدير الإرهاب وتفريخه في محافظات الجنوب .
وفي حرب صيف عام 1994م كان حزب الإصلاح الشريك الفعلي لحزب المؤتمر الشعبي العام في غزو الجنوب فشارك الإصلاح في ارتكاب أبشع جرائم الاغتيالات والعنف إلى جانب المؤتمر وزادت افعاله وممارساته إجراماً عن المؤتمر من خلال استخدام الدين وإصدار فتاوى التكفير بحق الشعب الجنوبي وتحليل دماءه أطفالا ونساءً ورجالاً وكهولاً. فتاوى التكفير ضد الجنوبيين : وأبرزها الفتاوى الشهيرة التي أصدرها ( عبدالوهاب الديلمي – وعبدالمجيد الزنداني ) التي تسببت بقتل ما يزيد عن 50 ألف جنوبي من المدنيين والعسكريين.
” ناشطون عرب وجنوبيين”
إرهاب جماعة إخوان اليمن أصبح عابرًا للقارات وتزامنًا مع الذكرى الـ (33) لتأسيس (ذراع الإخوان باليمن)، حزب الإصلاح اليمني الإرهابي أطلق ناشطون وسياسيون من عدد مختلف من الدول العربية هاشتاج #الإخوان_إرهاب_عابر_للقارات على مواقع التواصل الاجتماعي، وعلى أشهرها منصة (X)، المعروف سابقًا باسم (تويتر).
وحذر سياسيون عرب من الخطر الكبير الذي بات يهدد أمن واستقرار المنطقة، ومنها دول الخليج، وفي مقدمتها دول التحالف ، والذي يُشكله إرهاب جماعة الإخوان، ومنها حزب الإصلاح اليمني الإرهابي (ذراع الإخوان باليمن) واعتبروا أن إرهاب جماعة الإخوان أصبح عابرًا للقارات، وأكدوا أن: “ذكرى تأسيس حزب الإصلاح الإرهابي، (ذراع الإخوان باليمن)، تعتبر ذكرى لميلاد كيان مشئوم خرج من رحم مؤامرة قذرة”.
وكشفوا الجرائم الإخوانية طيلة (62) سنة من تأسيس جماعة الإخوان، و(33) سنة من تأسيس حزب الإصلاح ، وأكدوا على أن: “تأسيس حزب الإصلاح اليمني الإرهابي في 13 سبتمبر 1990م، كان هدفه ضرب وتمزيق النسيج الجنوبي، وإصدار الفتاوى التكفيرية ضد شعب الجنوب لإباحة اجتياحه، وتكفيره”.
كما أكدوا على أن: “حزب الإصلاح اليمني الإرهابي، بات يهدد استقرار المنطقة، ومنها دول الخليج وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية”. وكشفوا جرائم الإخوان بحق شعب الجنوب، والتي كان ابرزها اجتياح واحتلال الجنوب في حرب صيف 1994م، من قِبل قوى الاحتلال اليمني الشمالي مدعومًا بفتاوى من قِبل (حزب الإصلاح – إخوان اليمن) الذي أباح دماء أبناء الجنوب، ونهب أرضهم وإبادتهم باعتبارهم شعبًا زائدًا عن الحاجة ويجب التخلص منه.
وأكدوا على أن: “حزب الإصلاح (ذراع الإخوان باليمن) لم يلتزم بالمُطلق بقيم الشراكة السياسية، وكان دائمًا يُمارس سياسة الإلغاء والإقصاء والتهميش والإبعاد السياسي”.
الناشط الجنوبي صالح مثنى قاسم قال من جانبه : ” ولد حزب الإصلاح فرع تنظيم الإخوان في اليمن عقب إعلان الوحده اليمنية من البطين الأيمن للمؤتمر الشعبي العام بهدف تقزيم مشاركة الحزب الاشتراكي في السلطة وتحجيم دوره تمهيدا لإزاحته التي تمت عقب احتلال الجنوب عام ٩٤م ” . شواهد حية على استهداف ” الإصلاح ” الإخواني للجنوب : – بينما كانت المقاومة الجنوبية تخوض أشرس المعارك في الجنوب لطرد مليشيات الحوثيين الايرانية بينما قيادات الإصلاح يصفون المقاومة الجنوبية بالعملاء لإيران .
وعندما انتصرت الضالع كأول مدينة تتحرر من الحوثيين وتكسر هجومهم أثار هذا النصر حفيظة وحقد الإصلاحيين وذهبوا لوصف الضالع بأنها عملية لإيران . – تحرر الجنوب من الحوثيين وانتصرت المقاومة الجنوبية فجن جنون حزب الإصلاح وقياداته ووسائل إعلامه وصاروا أكبر أعداء المقاومة الجنوبية .
– تبنى الاصلاح دعم القاعدة في محافظات الجنوب وفتح معسكرات لها وتغذية الشباب بالافكار الارهابية عبر جامعة الايمان وجمعيات الإصلاح الإرهابية وتم حضرها من قبل دول الخليج. – مارس الإصلاح الإخواني بعد حزب 19940م أعمال الانتقام وانتهاك حرمات قيادات الحزب الاشتراكي في مختلف انحاء الجنوب كما مارس الفساد والإفساد أخلاقيا ومالياً وسياسياً.
– فرخ ودعم المكونات المشبوهة بعد هزيمته في محافظات الجنوب وآخرها تلك المكونات الهشة في حضرموت وعدن ولحج وأبين وشبوة والتي فشلت فشلا ذريعا ولم تساوي شيئاً أمام شعبية المجلس الانتقالي الجنوبي الذي لقي تأييد كل أبناء الجنوب قاطبة كممثل لهم في كل أرجاء محافظات الجنوب .
– تخادم هذا الحزب ” الإصلاح ” مع الحوثيين في تسليم جبهات القتال لهم ، وفي إعطاء الاحداثيات للطيران المسير بضرب الأهداف الجنوبية وقياداتها وموانئها ومنشئاتها الحيوية ، وفي عمليات الاغتيال وتعطيل الخدمات وتدهور العملة ، وغيرها من عمليات التهريب للأسلحة الإيرانية والمشتقات النفطية لمناطق الحوثي، وتهريب المخدرات إلى محافظات الجنوب .
وقال البخيتي في تغريده سابقة عبر حسابه بموقع التواصل الاجتماعي تويتر حينها : “قضيتنا وقضية الإخوان المسلمين قضية واحدة، والتحديات التي تواجهنا واحدة وكبيرة، ويفترض أن نكون في خندق واحد”. تغريده البخيتي رأى فيها متابعون للشأن اليمني اعترافًا من الحوثيين، يؤيد التهم التي تثار حول الإخوان المسلمين المنطوين تحت لواء الشرعية، بلعب دور مزدوج على جبهات القتال.
” مصالحة إخوانية حوثية ”
وكانت الناشطة في حزب التجمع اليمني للإصلاح توكل كرمان قد دعت في وقت سابق الى مصالحة وطنية في اليمن تجمع حزب الإصلاح والحوثيين، وجاء ذلك خلال تغريده لكرمان على حسابها بموقع “X” قالت فيها: إعلام الامارات يعاير الاصلاح بتهمة اختلقها وهي وجود حوار وتفاهمات مع الحوثي . واضافت لو ان هناك حوار فهذه مفخرة تحسب للإصلاح أتطلع لمصالحة وطنية تضم الإصلاح والحوثيين وتشمل كافة مكونات الجماعات اليمنية على كلمة سواء تحفظ لليمن سيادتها في ظل نظام جمهوري ديمقراطي يعيش الجميع فيه متساوون احرار ” .
” رأي ”
فهل من حق عدن وأهل الجنوب العربي الخلاص من فتاوى التكفير التي حبستهم في وحدة دينية جعلتهم كفاراً في أعين الشماليين؟
هذه المعضلة تتطلب حلاً حقيقياً وليس حلاً ساخراً كالذي قدمه مؤتمر الحوار الوطني في صنعاء اليمنية الممتد من المبادرة الخليجية، والذي قدم عشر نقاط للقضية الجنوبية تكرس الفتوى التكفيرية وتثبت الوحدة القسرية’ وفيما كانت المعالجات كالمغالطات، كانت الساحات الجنوبية تكتظ بالجماهير الرافضة لمخرجات الحوار اليمني، مما استدعى بعض شخصيات الشمال أن تستكمل المشهد الساخر بتقديمهم اعتذاراتٍ عن تلك الفتاوى، وما نتج عنها من الحروب.