مجزرة سناح خير شاهد على وحشية دعاة الوحدة أو الموت
يصادف اليوم الذكرى العاشرة للمجزرة الأليمة التي ارتكتبتها قوات الإحتلال اليمني في ٢٠١٣/١٢/٢٧م، بعد أن صدرت الأوامر من المجرم ضبعان بإستهداف مخيم عزاء الشهيد فهمي محمد قاسم في مدرسة سناح بقذائف الدبابات من المعسكرات التي كانت تحيط بالضالع من كل الاتجاهات، والتي راح ضحيتها عشرون شهيدا وثلاثين جريحا، وكانت جريمة شنيعة بما تعنيه الكلمة من معنى استنكرها كل دول العالم، لأنهم كانوا يعتقدون بفعلتهم الجبانة سيقضون على ثورة الحراك الجنوبي حينها.
هذه المجزرة ليست الوحيدة التي يرتكبها نظام الإحتلال اليمني بل هناك عشرات المجازر فقد سبقتها مجزرة المعجلة ومصنع باتيس ومنصة الاحتفال في زنجبار وغيرها من المجازر الوحشية التي لاتزال في حاضرة في وجدان شعب الجنوب الأبي الذي قارع الإحتلال اليمني بصدور عارية، وظل على هدفه الذي رسمه رغم العنف المفروض، لقد كانت الضالع معقل الأبطال الذين لقنوا قوات ضبعان التي كانت تحيط بالمدينة دروس في التضيحة لم ينسوها أبدا.
تعد مجزرة سناح التي ارتكبتها قوات الإحتلال اليمني قبل حوالي عشر سنوات هي الأبشع في تاريخ البشرية، والتي راح ضحيتها العشرات من المواطنين والاطفال بين شهيد وجريح، وأنا ما زلت أتذكر تلك اللحظات عندما شاهدت ذلك الرجل الشاب وهو يحمل ابنه الطفل الذي لم يتجاوز عمره خمس سنوات بعد ان سقط شهيد، وهو يجري به محاولا إنقاذ حياته إلا أنه فارق الحياة، هكذا هي قوات الإحتلال اليمني منذ احتلالها للجنوب وهي ترتكب الجرائم ولاتزال على نفس الموال.
وبعد هذه المجزرة أعدت خطة عسكرية لأبناء الضالع من أجل طرد هذه الجحافل اليمنية المدججة بالأسلحة والتي كان عددها يتجاوز عشرة ألوية، الا ان أبطال الضالع والجنوب خاضوا معركة شرسة معهم رغم فارق العدد والعتاد فتمكنوا من احتلال هذه المعسكرات خلال ساعات وخرجت قوات الهالك عفاش وهي تجر خلفها ذيول العار والهزيمة والى الأبد، وزيارة الرئيس القائد عيدروس الزبيدي يوم أمس للضالع مع الذكرى العاشرة لمجزرة سناح لها دلالات سياسية وعسكرية ورسالة واضحة وقوية للمليشيات الحوثية التي لا تعرف إلا لغة السلاح وللإقليم والعالم اننا هنا موجودين على أرضنا ولدينا قواتنا المسلحة، وقادرين على تحريرها من القوى اليمنية وإدارتها، واننا معكم وفي حال فشل الحلول السلمية فالقرار لنا في أرضنا.
اعتقد انا شخصيا وهذا رأيي أن الإقليم والعالم والمليشيات الحوثية قد قرأوا جيدا الزيارات الميدانية التي قام بها الرئيس عيدروس الزبيدي إلى جزيرة بريم (ميون) وباب المندب والضالع التي تحدث منها بلغة قوية من على خطوط التماس، أن موعد الحسم قريبا وماعلى أبناء الجنوب الا الالتفاف خلف القيادة السياسية والمجلس الانتقالي الذي يدافع عن شعب الجنوب سياسيا وعسكريا في ظل تعنت القوى اليمنية التي تحاول التشبث بالجنوب بشتى الطرق، لقد كانت لنا مجزرة سناح البشعة بداية لإعلان المواجهة العسكرية مع نظام صنعاء الذي لا يؤمن الا بلغ الدم، وشكلت بداية لعهد جديد وعمل عسكري للمواجهة مع المحتلين، وهو ما مكن الجنوبيين من فرض سيطرتهم على مساحة كبيرة من الأرض، ولم يبق الا القليل والتي ستكون، هي على موعد مع التحرير عما قريب لانه ليس من حل سلمي على المنظور القريب حتى وإن حاولت الأمم المتحدة دغدغة عواطفنا عبر مبعوثها الخاص، فهي عبارة عن أوهام لا غير لاننا على ثقة كبيرة أن القوى اليمنية لا تؤمن بالحلول السلمية أبدا، فمجزرة سناح خير شاهد على وحشية دعاة الوحدة الموت الذين لو سنحت لهم الفرصة لقتلوا شعب الجنوب من أجل أن يحافظوا على وحدتهم المشؤومة التي ليس لا وجود على أرض الجنوب.
الرحمة والمجد والخلود للشهداء والشفاء للجرحى…
المصدر