جهود دولية مكثفة "لسلق" تسوية سياسية للصراع
التدابير الأممية المعلنة استجابة مفضوحة لمطالب الحوثي
مع نهاية عام مليء بالفشل الدبلوماسي في مهمته المعقدة، جادت قريحة المبعوث الخاص للأمين للأمم المتحدة هانز جروندبرج، ببيان بشّر من خلاله بالتزام الأطراف اليمنية بتنفيذ تدابير خاصة ببناء الثقة فيما بينها، وجهوزيته لإعداد خارطة تسوية سياسية شاملة للأزمة في اليمن.
لا تبدو التدابير الأممية المزعومة،أكثر من استجابة مفضوحة لمطالب واشتراطات المليشيا الحوثية، ومن ذلك دفع مرتبات موظفيها وتخفيف القيود عن ميناء الحديدة ومطار صنعاء، وهي المطالب والاشتراطات التي كانت حلما بعيد المنال للميليشيا، ظل التحالف العربي والشرعية اليمنية يرفضان التعاطي معها الا بالتزام واضح من قبل المليشيا بتنفيذ التزامات مقابلة ومنها تنفيذ القرار الأممي ٢٢١٦.
المبعوث الأممي كشف في بيانه الأخير عن موافقة والتزام رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي، على منح المليشيا هذه المكاسب المجانية دون مقابل، مايعني استسلاما وتسليما واضحا من الشرعية اليمنية، يمنح المشروعية لانقلاب المليشيا وتعزيزها بمزيدٍ من عوامل الثبات والتمكين على الأرض، في مؤشر واضح على تآكل منظومة الشرعية وعجزها عن استكمال معركة مواجهة الانقلاب.
وحده المجلس الانتقالي الجنوبي، من يقف في مواجهة مؤامرة التسليم والتمكين للمليشيا الحوثية، كما يبدو بأنه القوة الوحيدة التي مازالت تتمسك وبثبات واضح بموقفها الرافض شرعنة وتمكين العصابة الارهابية المدعومة من ايران،والتأكيد على أن للجنوب قضية سياسية عادلة غير قابلة للمساومة والتنازل والخضوع للضغوط الدولية مهما تعاظمت.
في غمرة الجهود الدولية المكثفة “لسلق” تسوية سياسية عاجلة للصراع في الجنوب واليمن، يؤكد المجلس الانتقالي إن السلام الحقيقي مرهون بحل قضية شعب الجنوب، وإن اي خارطة سياسية للوصول تسوية قابلة للحياة، ينبغي ان تكون قضية شعب الجنوب هي إساسها ومحورها، وعدا ذلك ليست سوى ضياع للوقت وجري خلف سراب.
في مواجهة عاصفة من المؤامرات والتعقيدات يقف المجلس الانتقالي الجنوبي قويا وواضحاً، مؤكدا ثبات وصلابة موقف قيادته ازاء قضية شعب الجنوب، في تعبير عن التزامه بما منح له من تفويض شعبي حقق جزءاً مهما من اهدافه، ويسير بدعم جنوبي واسع وبخطى واثقة، نحو تحقيق ماتبقى منه حتى بلوغ غاية استعادة الدولة الجنوبية المنشودة.