مليشيات الحوثي ترفع وتيرة الاختطافات المنهجية ضد المدنيين في مناطق سيطرتها
4 مايو/ العين
لم تجد مليشيات الحوثي وسيلة ذات جدوى في إسكات أصوت اليمنيين أكثر من الاختطافات والإخفاء القسري، التي تمارسها لتحقيق أهداف متعددة منها الابتزاز والترهيب.
ومؤخرا، رفعت مليشيات الحوثي وتيرة الاختطافات المنهجية ضد المدنيين العزل في 6 محافظات يمنية منها تقع كليا تحت سيطرتها وأخرى جزئيا وذلك تحت ذريعة “تحصين الجبهة الداخلية”، في إشارة للمناهضين لمشروعها الطائفي.
وطالت اختطافات مليشيات الحوثي حتى المهاجرين الأفارقة والتي لجأت لاحتجازهم جماعيا في معتقلاتها في مسعى لترهيبهم وتجنيدهم بالقوة للانخراط في الأنشطة العسكرية.
مصادر حقوقية معنية قامت برصد هذا النوع من الانتهاكات في اليمن، أبلغت “العين الإخبارية”، أن مليشيات الحوثي اختطفت خلال الأيام الماضية 44 مدنيا في الضالع وصنعاء وذمار وصعدة والمحويت وإب، فيما سجلت واقعة واحدة لاحتجاز أكثر من 350 مهاجرا أفريقيا من أجل تجنيدهم بالقوة وزجهم في جبهات القتال.
المصادر نفسها أوضحت أن “مليشيات الحوثي استهدفت من خلال الاختطافات تحقيق أهداف عدة، منها ابتزاز البعض في أملاكهم الساعية لمصادرتها وأخرى حملات ترهيبية لتطويع السكان في مناطق سيطرتها بقوة السلاح”.
اعتقالات بالجملة
الاعتقالات بالجملة لترهيب السكان، وقعت في محافظة ذمار بعد اختطاف مليشيات الحوثي أكثر من 15 مدنيا بعد رفض الأهالي إلقاء أحد رجال الدين الحوثيين خطبة الجمعة، ولجأت المليشيات للاختطافات لنشر الذعر والخوف في أوساط السكان من أجل فرض أيديولوجياتها.
وبحسب رواية مصادر محلية في ذمار فإن اختطاف المدنيين جرى بعد أن داهمت مليشيات الحوثيين الإرهابية منازل المواطنين في بلدة “سبلة بني بخيت” بمديرية الحدا في المحافظة وقد قامت باقتياد المختطفين إلى وجهة مجهولة.
واتهمت المصادر عناصر حوثية عائدة من جبهات المليشيات في محافظة مأرب بتفجير صراع فكري وسياسي في البلدة، وذلك بعد أن عمدوا لاختلاق مشاكل ونشر ملصقات دعائية للمليشيات في المدرسة والمسجد في البلدة والوصول إلى فرض رجل دين كخطيب في مخالفة لإرادة السكان.
وأشارت إلى أن “اعتراض السكان على خطبة رجل الدين الحوثي قابلته المليشيات بالقمع عبر حملة اختطافات جماعية قادها، القيادي الحوثي “أبوهاشم البنوس” وطالت 15 مدنيا من سكان البلدة وترفض إطلاق سراحهم.
وفي المحافظة نفسها، قادت مليشيات الحوثي حملة اختطافات واسعة للمهاجرين أو أفارقة، أثناء وصولهم إلى المناطق الخاضعة لسيطرتها في شمالي البلاد.
وذكرت مصادر إعلامية أن “مليشيات الحوثي احتجزت أكثر من 350 مهاجرا على فترات متفاوتة عند وصولهم محافظة ذمار، ونقلتهم إلى معسكر سامة الواقع على خط ذمار-رداع البيضاء بهدف الضغط عليهم لتجنيدهم.
ابتزاز وضغط
ولا تقف الاختطافات الحوثية عن حد ترهيب السكان وإنما تصل إلى الابتزاز لمساومة القاطنين في مناطق سيطرتها على تسليم أملاكهم، كما حدث لـ”آل الخراشي”، بمديرية الصفراء بمحافظة صعدة، المعقل الأم للمليشيات الإرهابية.
ورغم تكتم مليشيات الحوثي عن الراوية الحقيقية، إلا أن مصادر حقوقية ذكرت لـ”العين الإخبارية”، أن “مليشيات الحوثي اختطفت 6 مدنيين من بلدة محضة بمديرية الصفراء بعد أن رفضوا السطو على أراضيهم بقوة السلاح”.
وتشير المصادر إلى أن “المليشيات الحوثية كانت تعتزم مصادرة مساحة من أراضي آل الخراشي في بلدة غلفقان لتخصيصها لفعاليتها الطائفية، لكن بعد رفضهم وتصديهم للحملة الحوثية لجأت لاختطاف 6 منهم في مسعى لابتزاز الأسرة للتنازل عن أملاكها من الأراضي”.
وبحسب المصادر فإن “آل الخراشي” لجأت للاعتصام احتجاجا على مصادرة أملاكها وخطف أبنائها إلا أن مليشيات الحوثي عادت لفض الاعتصام بالقوة وتنفيذ حملة اختطافات جماعية طالت العشرات واقتادتهم إلى جهة مجهولة”.
ومن صعدة إلى الضالع (جنوب)، طالت حملة لمليشيات الحوثي أكثر من 17 مدنيا بينهم أطفال ومسنون، وذلك بحجة وجود أقارب لهم يعملون في القوات المشتركة التابعة للحكومة المعترف بها دوليا.
مصادر متطابقة روت واقعة الاعتقالات الجماعية هذه والتي شهدتها بلدة “الظاهرة” في مدينة دمت شمالي محافظة الضالع على الحدود من محافظة إب.
وبينت المصادر أن مجاميع تابعة لمشرفي مليشيات الحوثي بالمحافظة المدعو “صلاح أحمد حطبة” و”عبدالله الحمزي” نفذت حملة اختطافات جماعية في دمت، استهدفت الضغط على ذوي المختطفين الموجودين في مناطق الشرعية بالقوة.
وأوضحت أن مليشيات الحوثي أجبرت المختطفين على التوقيع على عريضة يتخلون بموجبها عن جميع أملاكهم في حال عدم قيامهم بإعادة ذويهم المقاتلين في جبهات الضالع بصفوف القوات المشتركة والمقاومة الجنوبية وذلك ضمن حملة ضغط حوثية تسعى لتفكيك جبهة الشرعية وتحصين جبهتها الداخلية.
وفي صنعاء، اختطفت مليشيات الحوثي مواطنين اثنين في منطقة “بني جرموز” بني الحارث شمال صنعاء، حاولوا منع المليشيات من نهب أراضيهم، في قضية مماثلة لما حدث في محافظة صعدة.
وكان جهاز الأمن والمخابرات التابع لمليشيات الحوثي قام باختطاف أكثر من 65 مدنيا الشهر الماضي من محافظة صنعاء، من أجل نهب الأراضي والعقارات وأخرى لترهيب السكان بقوة السلاح لتحقيق مشروعها الطائفي، بحسب تقارير يمنية.