النقيب الصبيحي : مثلما المباني تحتاج للتأهيل والأفراد بالمثل لان الانسان الثروة الحقيقية
لطالما كنا نردد “الشرطة في خدمة الشعب”، و”الجنود حماة الوطن”، لكننا ومنذ سنوات نكاد لا نذكر الشرطة ورجالها إلا ونلحقها بالقول “حاميها حراميها” لشدة الفساد الذي استشرى في المؤسسة الامنية بشكل عام.
وإنصافا للحق، نريد اليوم تقديم كلمة شكر لأحد رجال هذه المؤسسة، الذي يعكس وجوده فيها إمكانية عودة قيم ومبادئ ونظام وانضباط هذه المؤسسة ورجالها.
يقال عادة ان المرء يفخر بانتمائه للمؤسسات الوطنية، لكن في وقتنا الراهن، أصبح الوطن يفخر برجال كالنقيب أمجد الصبيحي، انه قائد بمعنى الكلمة، وكما يعرف الجميع هناك فرق عظيم بين المدير والقائد، وبين المسؤول كموظف حكومي ورجل الدولة.
استطاع النقيب الصبيحي أن يعيد تأهيل مبنى شرطة التواهي، بعد تسلمه وكان عبارة عن خرابة لا تختلف عن أي قسم شرطة في عدن، ولأن القائد الحقيقي لا يباهي بإنجازه كعمل فردي بل يعيده إلى العاملين معه رجال ونساء، كفريق عمل تجمعهم اهداف وقيم مشتركة. ترى تستيطع ملاحظة اعتزازه وفخره بهم بشكل واضح، واثناء حديثه أشار إلى انه كان يفكر أنه ربما يحدث بعض الإنفلات اثناء غيابه، قال: كنت قلق وفي مهمة عمل ولا يفترض بي العودة قبل أيام لكن أرتأيت ان أعود سريعا وبشكل مفاجئ لأرى حال القسم، في غيابي والحقيقة أن الشباب هنا “يرفعون الراس”. واثلجوا صدري .. حينها فقط تيقنت ان الله لايضيع عمل العاملين باخلاص ..
في قسم التواهي تم تأسيس واستحداث بعض الإدارات التي تستدعي التوقف والاحترام، كما تجد متخصصين في مجالات مختلفة كالصحة والقانون والخدمة المجتمعية، تجد قسم خاص للإسعافات الأولية، وقسم شؤون الأسرة والطفل، وقسم للشؤون القانونية، فضلاً عن قسم التحقيقات والجانب الأمني.
تجد في قسم شرطة التواهي اهتمام بتطوير العاملين في القسم بدرجة أساسية، حيث يتم تنفيذ أنشطة بدنية وعسكرية، وفعاليات تتضمن محاضرات للأفراد في مجال حقوق الإنسان ومهارات فن التواصل، والتفكير خارج الصندوق، حتى يحسنوا التجاوب مع قضايا المواطنين ومعالجتها جذرياً لضمان عدم تفاقم المشكلات واستمرار الفوضى. تحضرني هنا عبارة ان “القائد الحقيقي لا يصنع تابعين بل قادة”.
يقول النقيب الصبيحي: مثلما المباني تحتاج للتأهيل أيضا الأفراد بحاجة لتأهيل لان الانسان هو الثروة الحقيقية ، وأضاف لقد أعدنا تأهيل الأفراد الذين كانوا يعملون بصورة غير منظمة وتم الاستغناء عن أفراد لم يظهروا جديتهم وقدرتهم على الانضباط.
وأضاف: انه أعطى توجيهات لجميع افراد الشرطة بالإلتزام بالزي العسكري، وعدم تعاطي التمبل والشمه أثناء الدوام، هذه قواعد أساسية، العسكري في كل الدول المحترمة مهندم ومرتب ويقوم بعمله بمظهر يليق بمسؤوليته ويعكس انضباطه وجديته. لافتاً إلى أن المباني ومرافقها الصحية كانت بعد الحرب غير صالحة للاستخدام الأدمي، فكان لابد من إعادة ترميمها وتأهيلها من أجل توفير بيئة عمل لائقة بالحد الممكن.
يطمح النقيب الصبيحي الى استعادة ثقة المواطنين بالمؤسسة الامنية ، يقول: هناك الكثير من الأشخاص الجيدين لكن اليد الواحد لا تصفق، العمل الوطني ليس بالسهل لكنه ليس بالمستحيل، يتطلب فقط تعاون وصدق الجميع، نحن في قسم شرطة التواهي على استعداد دائم لاستقبال المواطنين، .. الان الجميع يستطيع اللجوء لقسم الشرطة، والحمدلله استطاع القسم معالجة كثير من المشكلات، وحتى التي كان لها اعوام ايضا اتلفنا مواد من الحشيش مايقارب المليون امام مرأى ومسمع المواطنين وايضا اتلفنا مايقارب الخمس مائة الف ريال يمني مادة تسمى شم الحوت .. بالتالي نجحنا في كسب ثقة المواطنين، ولازلنا في طور العمل على تحقيق اهداف أكثر وغايات أكبر.
المصدر