مدريد وبرلين: حرب غزة إبادة جماعية تجاوزت الحدود
4 مايو/ وكالات
تزايدت الأصوات العالمية التي ضاقت ذرعاً بالحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وبات مصطلح «الإبادة الجماعية» أكثر شيوعاً منذ بدأت محكمة العدل الدولية جلساتها تحت هذا العنوان وصولاً لقرارها الداعي إسرائيل لوقف هجومها على رفح، الأمر الذي رفضته إسرائيل.
ووصفت وزيرة الدفاع الإسبانية مارغاريتا روبليس أمس، الحرب في غزة بأنها «إبادة جماعية حقيقية»، وذلك في ظل تدهور العلاقات بين إسرائيل وإسبانيا بعد قرار مدريد الاعتراف بالدولة الفلسطينية.
وجاءت تصريحات روبليس خلال مقابلة أجراها معها تلفزيون (تي.في.إي) الرسمي. ويأتي هذا التعليق ترديداً لما قالته يولاندا دياث نائبة رئيس الوزراء الإسباني التي وصفت قبل أيام الحرب في غزة بأنها إبادة جماعية.
وقالت روبليس خلال المقابلة: «لا يمكننا تجاهل ما يحدث في غزة، وهو إبادة جماعية حقيقية».
وأضافت أن اعتراف مدريد بدولة فلسطين ليس تحركاً ضد إسرائيل، مشيرة إلى أنه يهدف إلى المساعدة في «إنهاء العنف في غزة».
وقال وزير الشؤون الخارجية خوسيه مانويل ألباريس على موقع «إكس» أمس: «الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها محكمة العدل الدولية، والتي تضمنت (قرار) وقف الهجوم الإسرائيلي في رفح، إلزامية ونطالب بتطبيقها».
تجاوزت الحدود
وفي برلين، انتقد روبرت هابيك نائب المستشار الألماني أولاف شولتس تصرف إسرائيل في حرب غزة باعتباره مخالفاً للقانون الدولي. وقال: «يجب على إسرائيل أن تلتزم بالقانون الدولي؛ فالمجاعة ومعاناة السكان الفلسطينيين والهجمات في قطاع غزة، لا تتفق مع القانون الدولي، كما نرى الآن أيضاً من الناحية القضائية».
وأضاف هابيك: «هذا يعني، في الواقع، أن إسرائيل تجاوزت الحدود هناك، ولا يجوز لها أن تفعل ذلك». وأشار إلى أن حركة حماس «بمقدورها أن تنهي الحرب فوراً إذا ألقت السلاح». وأكد هابيك والمستشار الألماني شولتس تحذيرات الحكومة الألمانية من هجوم عسكري واسع النطاق في مدينة رفح.
وفي بروكسل، قال الممثل الأعلى الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، أمس، إن على إسرائيل الإذعان للقرار الذي أصدرته محكمة العدل الدولية ووقف هجومها العسكري في مدينة رفح. وأضاف عبر منصة إكس «قرارات محكمة العدل الدولية ملزمة لكل الأطراف ويجب تنفيذها بشكل كامل وفعال».
استئناف المحادثات
في الأثناء، أعلن مسؤول إسرائيلي أمس، أن لدى الحكومة «نية» لاستئناف المحادثات في الأيام المقبلة، بهدف التوصل إلى اتفاق للإفراج عن الأسرى في غزة، وذلك بعد اجتماع مع وسطاء في باريس.
وقال المسؤول مشترطاً عدم الكشف عن اسمه: «هناك نية لاستئناف المحادثات هذا الأسبوع وهناك اتفاق». وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن رئيس الموساد ديفيد برنيع وافق على إطار جديد للمفاوضات المتوقفة خلال اجتماعات في باريس مع الوسيطين مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي إيه) بيل بيرنز ورئيس الوزراء القطري محمد بن عبدالرحمن آل ثاني.
وأعلنت واشنطن أن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أجرى محادثات مع الوزير في حكومة الحرب الإسرائيلية بيني غانتس حول الجهود الجديدة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار وإعادة فتح معبر رفح «في أقرب وقت».
استمرار القصف
ويتواصل القتال في غزة رغم الوساطة والأمر الذي أصدره قضاة محكمة العدل الدولية لإسرائيل الجمعة بالوقف الفوري لهجومها العسكري على رفح.
ولا توجد لدى محكمة العدل الدولية أي وسيلة لفرض قرارها الذي أصدرته في القضية التي رفعتها جنوب أفريقيا واتهمت فيها إسرائيل بارتكاب جرائم إبادة جماعية.
لكن هذه القضية مثلت دلالة قوية على عزلة إسرائيل عالمياً بسبب حربها على غزة، وعلى نحو خاص منذ أن بدأت هجومها على رفح هذا الشهر رغم المناشدات بعدم الإقدام على ذلك من أقرب حلفائها، الولايات المتحدة.
وقال مسعفون فلسطينيون إن القوات الإسرائيلية قتلت أكثر من 30 شخصاً في هجمات جديدة على قطاع غزة، بعد يوم من إصدار قضاة محكمة العدل الدولية أمراً لإسرائيل بوقف هجومها على مدينة رفح.
وفي شمال القطاع، قال سكان والدفاع المدني الفلسطيني إن الدبابات الإسرائيلية توغلت في عمق منطقة جباليا، حيث دمرت عشرات المنازل والمتاجر والطرق.
وقال الجيش الإسرائيلي إن قواته في جباليا قضت على عشرات المسلحين في معارك من مسافات قريبة وضربات جوية. ولم تتمكن الطواقم الطبية الفلسطينية من الوصول إلى هذه المنطقة التي تعتقد بسقوط المزيد من الضحايا فيها.
وتقول إسرائيل إنها تنفذ عمليات في رفح، على الرغم من المعارضة الدولية المتزايدة، للقضاء على كتائب حماس المتحصنة هناك. وتقول إن بعض الرهائن محتجزون هناك أيضاً.