اخبار محليةعدن تايم

اليمن .. العنف ضد النساء المهمشات يتفاقم مع تدهور الأوضاع الاقتصادية

في ظل الأزمة الاقتصادية المتفاقمة التي تشهدها اليمن، تتزايد معاناة النساء المهمشات اللاتي يواجهن ظروفًا قاسية تتجلى في ارتفاع معدلات العنف ضدهن. تشير التقارير إلى أن هذا العنف مرتبط بشكل مباشر بتردي الأوضاع المعيشية والاقتصادية التي تشهدها البلاد منذ سنوات. في هذا التقرير، نستعرض آراء الخبراء وتصريحات أفراد المجتمع الذين يعانون من هذه الأزمة بشكل يومي.

زيادة العنف ضد النساء المهمشات

يشير العديد من الخبراء إلى أن الأزمات الاقتصادية غالباً ما تؤدي إلى زيادة معدلات العنف الأسري، وخاصة ضد النساء. وتوضح الدكتورة نجوى محمد، اخصائية اجتماعية: “الأوضاع الاقتصادية الصعبة تزيد من الضغوط النفسية على الرجال، الذين قد يلجؤون للعنف كوسيلة للتفريغ عن ضغوطهم، مما يجعل النساء الأكثر عرضة لهذا العنف.”

من جانب آخر، يبين الدكتور سعيد الجابري، أخصائي الصحة النفسية في منظمة السلام التنموية، أن “النساء المهمشات يتعرضن لضغوط نفسية هائلة، حيث أن تدهور الأوضاع الاقتصادية يؤدي إلى زيادة القلق والاكتئاب بينهن، وهذا بدوره يعرضهن لخطر العنف بأشكاله المختلفة.”

شهادات من الميدان

في حديث مع إحدى النساء المهمشات، تقول حنان (اسم مستعار): “مع عدم توفر فرص العمل وارتفاع الأسعار، أصبحت الحياة جحيماً. زوجي فقد عمله منذ عامين، ومنذ ذلك الحين ازدادت حالات العنف في بيتنا. لم أعد أستطيع تحمل هذه الحياة، لكن ليس لدي مكان آخر أذهب إليه.”

كما تحدثت أمينة (اسم مستعار)، وهي أم لثلاثة أطفال: “الوضع الاقتصادي دفع زوجي إلى الإدمان على الكحول، وأصبح يضربني بشكل متكرر. أحاول حماية أطفالي، لكن لا أستطيع الهرب لأنني لا أملك المال أو الدعم.”

عبر محمد، وهو رب أسرة يعاني من البطالة، عن رأيه قائلاً: “أعرف أن العنف ليس الحل، لكن الضغوط الاقتصادية تجعلني أشعر بالعجز والاختناق. أحاول البحث عن عمل يوميًا ولكن دون جدوى، وهذا يجعلني أشعر بالغضب والاحباط.”

أما مسك المقرمي، إحدى الناشطات في مجال حقوق المرأة، فتقول: “أصبحت حالات العنف التي نتعامل معها أكثر قسوة وتعقيداً. النساء المهمشات يعانين في صمت، ونحن بحاجة إلى إحداث تغيير جذري في كيفية التعامل مع هذه القضايا من خلال تقديم الدعم النفسي والاجتماعي والقانوني بشكل متكامل.”

المجتمع المدني والمنظمات الإنسانية

تلعب منظمات المجتمع المدني دورًا حيويًا في تقديم الدعم للنساء المهمشات في ظل هذه الظروف الصعبة. تقول الأستاذة نوال العطاوي، المدير التنفيذي لجمعية المحراق النسوية: “نحن نعمل على تقديم الدعم النفسي والقانوني للنساء اللاتي يتعرضن للعنف، بالإضافة إلى توفير بعض المساعدات المالية والغذائية للتخفيف من معاناتهن.”

وأضافت: “نحن بحاجة إلى المزيد من الموارد والدعم الدولي لمواصلة تقديم هذه الخدمات. النساء المهمشات هن الأكثر تضرراً في هذه الأزمة، ويجب أن يكون هناك تركيز أكبر على حمايتهن ودعمهن.”

الحلول الممكنة

يدعو الخبراء إلى ضرورة توفير برامج دعم اقتصادي واجتماعي للنساء المهمشات، بالإضافة إلى تعزيز الوعي بأهمية حماية حقوقهن. تقول الأستاذة أمون حسن، رئيسة جمعية المحراق النسوية وخبيرة في مجال حقوق المرأة: “نحتاج إلى جهود متكاملة من الحكومة والمجتمع المدني والمجتمع الدولي لمواجهة هذه الأزمة وحماية النساء من العنف والاضطهاد.”

وتقترح الأستاذة رجاء أحمد، مسؤولة قسم تدريب وتأهيل النساء في مبادرة رؤى الشبابية: “يجب توفير برامج تدريب مهني وتعليمية للنساء لتمكينهن من العمل وكسب العيش بشكل مستقل. كما أن زيادة الوعي المجتمعي حول حقوق النساء والتبعات النفسية والاجتماعية للعنف يمكن أن يساعد في تقليل هذه الظاهرة.”

تظل معاناة النساء المهمشات في اليمن قضية ملحة تستدعي التدخل العاجل من جميع الجهات المعنية. فالأزمات الاقتصادية لا تؤثر فقط على الوضع المعيشي، بل تتسبب في تفاقم الأزمات الاجتماعية والنفسية، خاصة على الفئات الأضعف في المجتمع.

المصدر

جوجل نيوز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى