مكيدة صالح ومصيدة الحوثي والإصلاح
الحلقة الأولى مكيدة صالح
القاسم المشترك بين قوى الاحتلال اليمني منذ العام ١٩٩٤ الاستمرار في نهب الثروات الجنوبية لأطول وقت ممكن وتحقيقا لذلك اشتغلوا على ثلاث مراحل ولكل مرحلة هدف ففي المرحلة الأولى اشتغلوا على خطة القضاء على الثورة الجنوبية وعندما فشلوا انتقلوا إلى المرحلة الثانية مرحلة القضاء على الحامل السياسي ممثلا بالمجلس الانتقالي وعندما فشلوا انتقلوا إلى المرحلة الثالثة مرحلة النيل من القيادة السياسية للثورة الجنوبية برئاسة الأخ الرئيس القائد عيدروس قاسم الزبيدي رئيس المجلس والقائد الأعلى للقوات المسلحة الجنوبية ونائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي.
وخلال هذه المراحل الثلاث رسموا المكائد ونصبوا المصائد للإيقاع بشعب الجنوب وثورته وحامله وقيادته السياسية ولازالوا.
ففي العام ٢٠٠٥م وحين شعر الرئيس صالح بتنامي الوعي الوطني الجنوبي بفعل التراكم المقاوماتي الجنوبي المتصاعد نحو ثورة جنوبية قادمة مما يتطلب تعطيلها قبل قيامها وذلك من خلال البحث عن وسيلة لتمزيق الصف الجنوبي وتشتيته من خلال إعادة إنتاج أحداث يناير المأساوية وتوظيفها لتمزيق اللحمة الجنوبية المتصاعدة وتنفيذا لهذه الخطة الخبيثة قام صالح باستدعاء أولاد شهداء مأساة يناير ١٩٨٦م التي كان صالح ورفاقه من أبرز المخططين لها وهم المستفيد الاول من نتائجها وطرح على أبناء القادة الشهداء مخطط جهنمي يدعوهم فيه إلى أخذ الثأر لآبائهم ملتزما في تمكينهم من ذلك أما بتصفية الرئيس ناصر جسديا في عدن بعد أن تمكن صالح من استدراجه إلى عدن بحجة المساعده في إصلاح الوضع في اليمن إلا أنه غدر به منذ لحظة وصوله حين وضعه في معاشيق تحت الإقامة شبه الجبرية ليكن هدفا سهلا للاغتيال.
أو أن يتم تجهيز أولاد الشهداء من قبل صالح بملفات قانونية معززة بالأدلة والبراهين التي تدين ناصر ورفاقه باغتيال آبائهم ملتزما في تسهيل مهمتهم وتوصيل قضيتهم إلى محكمة العدل الدولية.ولهم حق الاختيار بين الخطتين .
وعلى الفور سارع أبناء الشهداء في طرح الموضوع على قيادات وحكماء الجنوب معبرين عن صدمتهم مما طرحه صالح عليهم وعليه باشر الحاضن الشعبي الجنوبي برموزه وحكمائه في مواجهة مخطط صالح بخطة مغايرة تمثلت في التحرك السريع بموكب مشرف لزيارة الرئيس ناصر إلى مقر إقامته في معاشيق ؛ إذ كان أبناء الشهداء في مقدمة الموكب يرافقهم كبار الرموز والحكماء من رجالات الجنوب وهو ما تم بالفعل وبعد العناق الحار والحوار الجاد أذهل ناصر من هول ما سمع وأنبهر من عظمة هذا الموقف الجنوبي المشرف وكشف كل طرف عما في جوفه من مخططات صالح الخبيثة التي دمرت الكل.
وبعد معرفة صالح باللقاء الجنوبي الذي جمع بين أولاد الشهداء والرئيس ناصر وجه فورا بنبش مقابر ١٣ يناير في معسكر طارق وغيره بهدف إشعال الفتنة بين أبناء الجنوب إلا أن هذه الخطوة اللاخلاقية قوبلت باستنكار جنوبي عارم وعلى إثرها تحرك الحاضن الشعبي برموزه وحكمائه للرد على مخطط صالح الخبيث وكان الرد مزلزل عندما اتفق الجنوبيون على تبني مشروع التصالح والتسامح الذي تم الإعلان عنه في اللقاء الجنوبي الجنوبي بجمعية ردفان وتبعه النزول الشعبي إلى كل المحافظات الجنوبية لتجسيد التسامح والتصالح على أرض الواقع .
وعندما تم إبلاغ الرئيس صالح بتنفيذ الجنوبيون لمشروع التصالح والتسامح أمر بإحياء النزاعات القبلية والمناطقية والجهوية والحزبية بهدف إفشال عملية التصالح والتسامح الجنوبي ليصدم بردة الفعل الجنوبي المتمثلة بانفجار لثورة السلمية للحراك الجنوبي.
الأمر إلذي جعل صالح يزج بكل أمكانياته المالية والاستخباراتية والأعلامية والعسكرية ضد الثورة الجنوبية بعد أن عجز عن القضاء عليها بالقوة وذلك بهدف حرف مسار الثورة الجنوبية من ثورة سيادية إلى ثورة حقوقية أو ثورة سياسية فسقط صالح وبقيت الثورة الجنوبية.
د . يحيى شائف ناشر الجوبعي