تدهور متزايد وخلل متسارع في استراتيجي السلام الأممية
صراع مفتوح وحرب بلا آفاق ومناورات سياسية ودبلوماسية معقدة ومسارات متعددة وعناوين مظللة وغموض وسرية في التفاهمات وحتى اللحظة لم يكتب لبند الأول من مشروع التسويات والمبادرات في ظل غياب التوافق وسوء إدارة الملفات ويبقى عنوان المشهد هو تدهور متزايد وخلل متسارع وخلل في إستراتيجية وضيق في رؤية المبعوث وإصرار في توقيع اتفاق السلام وعدم الحرص على تحقيقه.
جرائم مزايدة:
وسط صمت وتجاهل المجتمع الدولي والأمم المتحدة تواصل المليشيا الحوثية جرائمها بحق المدنيين في المناطق الواقعة تحت سيطرتها كان أخرها أقدامها على قتل ثلاثة مواطنين في محافظة تعز اليمنية أثناء دفاعهم عن أرضهم واعتراضهم القيادي الحوثي المدعو علي عامر منيف الذي عاود السطو بقوة السلاح.
جرائم الحوثي المروعة لم تكن الأولى اذ قتلت المليشيات المدعومة من ايران قبل نحو أسبوعين مواطن بمديرية الغفر بمحافظة اب حينما حاول الدفاع عن أرضه من قبل احد القيادات الحوثية مما أدى إلى مقتله أمام زوجته وأطفاله بانتهاك صارخ للقيم والاعتراف الإنسانية.
القتل بهدف البسط على أراضي وممتلكات المواطنين احد أساليب المليشيات التي يسقط بجرائمها المواطنون بشكل يومي ضمن مسلسل دموي تنوعت حلقاته كالتصفية بسبب الامتناع والانخراط في صفوف الجماعات الإرهابية كما هو الحال بمحافظة اب والتي سجلت خلال الأسبوعين الماضيين قتل أربعة مواطنين عقب رفضهم العودة إلى القتال في صفوف المليشيات الإرهابية.
صمت مطبق:
جرائم وانتهاكات بحق المدنيين لا حصر لها قوبلت بصمت مطبق من المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية مما ادفع المليشيات الإجرامية إلى التمادي في إزهاق أرواح المواطنين بالرصاص الحي والقنص والألغام وأثناء مصادرة ممتلكاتهم.
استعادة الجنوب:
محلل سياسي د. طارق العتيقي قال “لا يوجد أي حل للدولتين إلا باستعادة دولة الجنوب وإذا فرضنا ان هناك حل بين الشمال والجنوب او ما يسمى اليمن الموحد وإذا بحثنا في سلسلة الحلول التي قدمت للحوثيين سنجدها أكثر من 20 اتفاقية لم يتم التوقيع عليها ولا تنفيذها منها اتفاقية جنيف والرياض وغيره وكل اتفاقية تقدم للحوثيين يتم رفضها، إذا تم استعادة دولة الجنوب سيتم حل جميع المشاكل والسبب الرئيسي في الوضع الاقتصادي الذي يمر به الجنوب هو عدم استعادة دولة الجنوب “.
وتابع “المقاومة التهامية لم تكن دولة نحن دولة وتم احتلالها في 1994 والسطو على خيراتها وأصبح أبناءها مشردون في دول العالم، الأمم المتحدة الأشقاء في التحالف العربي يعلمون علم اليقين ان الحوثيين لا ميثاق لهم”.
ضغط عربي:
القرارات السياسية والتسهيلات التي قدمتها الحكومة المعترف بها دولياً بضغط سعودي، لدعم جهود السلام مع جماعة الحوثي، ومنها فتح مطار صنعاء الدولي، وتشغيل ميناء الحديدة على ساحل البحر الأحمر، ساهم بشكل كبير في استغلال الجماعة لهذه التنازلات من خلال شن حرب على الاقتصاد الوطني
سلام منتهي:
قال المحلل السياسي عادل شمسان “السلام منتهي منذ سنوات وليس الآن، الآن زادت فرص إلا سلام أكثر مما كنت عليه سابق لان المليشيات تشعر بنفسها إنها استطاعت ان تحشد الجماهير معها بما يسمى نصرة غزة وتريد من ذلك وضع شروط اكبر وهذا يخالف مسالة الحوار السياسي الذي ممكن ان يتم الوصول إليه عبر خارطة الطريق من الجانب ألأممي والمملكة العربية السعودية، مليشيات لم تشعر بأنها تمتلك فرص وقيمة تهديدية اكبر مما كانت سابقا مما يجلها تتحدث بشكل مسعور عن تصديها للأمريكان وبريطانيا وإسرائيل كل ذلك اضعف فرص السلام والذهاب إلى حوار سياسي”.
وتابع “محاولة السعي من قبل الأطراف المعنية والتي دخلت في الوساطة إلى تهيئة ظروف أكثر واقعية حتى تنجح الخطة وللسف كل ما تقدمت إلى الأمام وضم ترتيب الجانب السياسي وتتبعها عمليات التسوية وجزء فيما يتعلق بالجانب الاقتصادي المعيشي الذي يخص المواطنين تحديدا وللأسف مليشيات الحوثي ترفض كل الإجراءات”
المصدر