صومع
أيقونة جعار السمراء المرحوم أحمد سالم سعيد الملقب ( صومع )
من عيال حافة قدر الله ، وكان في صباه ويفاعته بطل المشاغبات الطريفة حيثما ولى وذهب ، وكنا في الابتدائية معا ، وتربطني به علاقة طيبة ، ولكنه كان يخيفني عندما يبهرر بعينيه ، ويصيح بصوته الأجش ، فأترك له المكان ومعي أتراب كثيرون مفضلين أن نبعد عن الشر ونغني له .
في الثمانينيات أيام إقامة المعارض العامة في ساحة الشهداء ، ذهب صومع ومعه عدد من الأصدقاء لزيارة المعرض ، وكان يرتدي سروال جنز وشميز أزرق فاقع اللون ، فبروح الفكاهة اقترح عليه الأصدقاء أن يمثل على المرشدين الذين يشرحون للزوار في صالات المعرض بأنه ضيف أجنبي يزور البلاد ضمن وفد أثيوبي ، فأستحسن الفكرة وأخذ نظارة سوداء كانت لدى أحدهم ، وبدأ يطوف الصالات ، وكلما دخل إحداها ، يقوم أحد الأصدقاء الذي تولى دور المترجم بالتعريف به بهذه الصفة الى المرشدين في الصالة ، فيستقبلونه بترحاب ، ويهتمون بوجوده في معرضهم ، ويطوفون به على محتوياته وهم يشرحون له ، وصديقه يترجم له بالإنجليزية ، وصومع يهز رأسه ويقول : ياس .. ياس فيري جود ، وأصدقائه في حالة شديدة من كضم ضحكاتهم ، ومن لم يستطع التحمل يسحب نفسه بعيدا وينفجر ضحكا ، واستمرت العملية الى أن وصلوا الى صالة يوجد فيها شخص يجيد اللغة الأثيوبية ، وهنا وقعت المصيبة ، فكان المرشد يتحدث وصومع يتلفت يمينا وشمالا بحثا عن مخرج من هذا المأزق ، وجاء الفرج بتصرف ذكي من صديقه المترجم الذي قطع الحديث ، وأمسك يد صومع وخرج به مسرعا وهو يعتذر للمرشد بأن الضيف الأثيوبي لديه موعد مع المحافظ !!!!
رحم الله صومع
المصدر