سلمان : من قال إن باذيب مات لا تصدق
يصادف اليوم الخميس 16 أغسطس 2024م الذكرى 48 لرحيل المناضل السياسي والمفكر والصحافي عبدالله عبدالرزاق باذيب وفي هذه الذكرى الاليمة كتب الصحفي والمحلل السياسي ورئيس تحرير صحيفة الثوري السابق خالد سلمان :
رجل ليس من ذاك الزمان وحسب ، هو حاضر في كل الأزمنة ، مهر الفكر بقبس من نوره، وأضفى على البندقية قداسة ومهابة التحرير بتأطيرها في سياق الخطى المستنيرة ، كان المرجع وكان قوة الدفع، وكان عبدالله عبدالرزاق باذيب عنوان وطن ومرحلة.
حمل الفقيد الذي غادرنا في ١٦ اغسطس من عام ٧٦، ومازال يحمل بإرثه
مشعل ضوء، ويمخر بنا عباب الطرق الموحشة غير السلكة ، يرسم المسارات ويعلن من هنا نبتدي، وإلى ذاك الشاطى الآمن نحط الرحال.
أسس الصحف فتياً وصاغ إنجيل التوحيد مبكراً ،قاد الحوارات المضنية بسعة صدر بحر ، وبعلو هامة جبل ، لم يتعب لم تخر قواه ، كان يدرك حجم المخاطر، وهكذا صنع مع رفاقه تنظيماً صلباً مسلحاً بالمعرفة، قاد دولة الإستقلال وجذر في الوجدان الجمعي ثقافة المعرفة و المواطنة.
عبدالله باذيب لم يمت بإرثه، بانجازاته وانحيازاته للعدل والحق ، بروحه التي تحوم حولنا وقت المنعطفات الحرجة، تمسح اللايقين على الوجوه المتعبة واحياناً القلقة من ضبابية اللحظة ، يعلن مهما حاول البعض في حالة إنكسار، السير إلى الخلف حيث ماضي التجزئة ، فإن الحتمي أن يسير كل الركب من دونهم إلى الأمام ،حيث وطن الجميع، وحيث دولة مدنية ، ومواطنة متساوية وهوية واحدة.
واعد باذيب الإبن مناضل يحمل جينات الرعيل الذي يتنفس تغيير، ويعمل على تظهير ملامح حلم ، وقسمات وجه ثورة ، والسير مع الناس إلى حيث يجب أن نكون ،في بلاد لا احد خارج سقف الدولة.
لهذا الحاضر الأبدي :
من قال إن باذيب مات لا تصدق”.