الشهيد البطل عبداللطيف السيد القائد المهاب في دك معاقل الإرهاب
4 مايو / مريم بارحمه
تحل الذكرى الأولى لاستشهاد القائد البطل العميد عبد اللطيف السيد، قائد الحزام الأمني بمحافظة أبين، ورفاقه الأبطال الذين ارتقوا إلى جوار ربهم يوم الخميس الموافق 10 أغسطس 2023م . كان هذا اليوم المشؤوم شاهداً على عملية إرهابية غادرة استهدفتهم بعبوة ناسفة في وادي جنن بمديرية مودية، محافظة أبين، خلال قيادة الشهيد لعملية “سيوف حوس” المنبثقة من عملية “سهام الشرق”؛ لتطهير أبين من التنظيمات الإرهابية. عملية اغتيال الشهيد الشجاع كانت جزءاً من سلسلة هجمات تعرض لها الشهيد عبداللطيف السيد طوال مسيرته النضالية في مواجهة الجماعات الإرهابية، حيث كان أحد أبرز القادة الذين أذاقوا الإرهاب مر الهزائم في الجنوب. في هذه الذكرى الأليمة، نستذكر بطولات الشهيد عبداللطيف السيد الذي مثل أحد الأعمدة الأساسية في القوات المسلحة الجنوبية، تاركًا إرثًا من الشجاعة والتضحية لا يمكن أن يُنسى.
-أروع صور التضحية والفداء
وفي إحياء الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد القائد عبداللطيف السيد والذكرى الثانية لانطلاق عملية “سهام الشرق”، ألقى الرئيس القائد عيدروس بن قاسم بن عبدالعزيز الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي القائد الأعلى للقوات المسلحة الجنوبية ونائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، كلمة مسجلة في حفل التأبين بالعاصمة عدن، يوم الخميس 22 أغسطس 2024م، قال فيها: ” نقف في هذا اليوم المهيب لتأبين الشهيد القائد البطل العميد عبداللطيف السيد، ذلك القائد الفذ والمقاتل الشجاع الذي ضرب خلال مسيرته النضالية أروع صور وقيم ومعاني التضحية والفداء لأجل أرضه ودينه ووطنه”، مؤكداً “إن اجتماعاً واقتراناً ذكرى استشهاد القائد البطل عبداللطيف السيد بذكرى انطلاق عملية “سهام الشرق”، تحمل معاني ودلالات كثيرة، تؤكد في مجملها التزامنا بالوفاء للشهيد القائد عبد اللطيف السيد وكل شهداء الجنوب.”
-التضحية من أجل الجنوب
كان الجنوب بأمس الحاجة إلى الشهيد الفذ عبد اللطيف السيد، بخبراته الأمنية والعسكرية، وشموخه الذي كان يقصم ظهور العناصر الإرهابية. في هذه المرحلة المفصلية والحساسة التي يمر بها الجنوب، تبرز تضحيات القائد عبداللطيف السيد كنبراس يضيء لأبطال القوات المسلحة الجنوبية طريقهم في القضاء على الإرهاب، خاصة في محافظة أبين التي كانت دائمًا ساحةً لمعركةٍ طويلة مع التنظيمات الإرهابية. فبرز الشهيد عبد اللطيف السيد كشخصية فريدة في القيادة العسكرية الجنوبية. كان قائداً شجاعاً وفدائياً لا يخشى المواجهة، وسطر بدمه أروع ملاحم البطولة في الدفاع عن أرض وشعب الجنوب. استطاع الشهيد العميد عبداللطيف السيد خلال مسيرته أن يقصم ظهور العناصر الإرهابية ويجعل من حياته سلسلة من التحديات، كما كان إنساناً رحيماُ واجتماعياً يسعى للخير وإصلاح ذات البين، ويساعد المحتاجين والأيتام.
-مسيرة نضالية مليئة بالتحديات
ولد الشهيد عبداللطيف محمد حسين فضل بافقيه المعروف ب عبداللطيف السيد في 23 أغسطس عام 1981م في قرية أقر بمحافظة أبين، متزوج وأب لأربع أولاد وأربع بنات، بعد اكمال الثانوية العامة التحق بكلية التربية زنجبار دبلوم اجتماعيات. كانت حياة الشهيد البطل عبداللطيف السيد مليئة بالمواقف البطولية التي جسدت إصراره على مواجهة التنظيمات الإرهابية. وخلال مسيرته النضالية التي بدأت مع انطلاق الحراك الجنوبي ثم المقاومة الجنوبية، تعرض الشهيد عبداللطيف السيد لأكثر من 28 محاولة اغتيال من قبل الجماعات الإرهابية على مدار 20 عاماً، بدءً من عام 2004م عند اقتحام منزله من قبل قوات الأمن المركزي والنجدة، بينما في عام 2012م تعرض لثلاث محاولات اغتيال نفذتها عناصر تنظيم القاعدة الإرهابي. ففي 4 أغسطس 2012م، استهدف تفجير انتحاري مخيم عزاء في منزله بجعار محافظة أبين، مما أدى إلى استشهاد وجرح 70 شخصاً، بينهم ثلاثة من اخوانه، وإصابته إصابة بالغة أفقدته إحدى عينيه. ثم تعرض لمحاولة اغتيال أخرى في 22 سبتمبر 2012م بحزام ناسف في العاصمة عدن، أدت لإصابته وثلاثة من مرافقيه بجروح.
وفي نوفمبر 2017م، استُهدف موكبه بعبوات ناسفة زرعتها عناصر القاعدة أثناء مغادرته المحفد متجهاً إلى زنجبار، وفي فبراير 2019م، تعرض لمحاولة اغتيال بعبوات ناسفة في المحفد. كما تعرض لهجوم مسلح في نوفمبر 2021م أدى لإصابة قائد حراسته بإصابات خطيرة، وفي مايو 2020م، استهدف موكبه هجوم مسلح في منطقة باتيس، أسفر عن استشهاد اثنين من مرافقيه. أما في مارس 2022م، فتعرض لهجوم انتحاري بسيارة مفخخة في الطريق الرابط بين جعار وزنجبار، إلى أن استشهد القائد البطل في عملية غادرة عام 2023م.
-دور الشهيد عبداللطيف السيد في الحزام الأمني
بعد تأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي برئاسة الرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزُبيدي، عُين الشهيد عبداللطيف السيد قائدًا للحزام الأمني في دلتا أبين (زنجبار وجعار) في عام 2017م، ومن ثم تمت ترقيته ليصبح قائدًا للحزام الأمني في محافظة أبين بأكملها. خلال فترة قيادته، نجح القائد عبداللطيف السيد في تحقيق استقرار أمني في المنطقة، حيث لعب دورًا حاسمًا في مواجهة الإرهاب والتصدي لمحاولات التسلل والاعتداءات التي كانت تستهدف المدنيين والقوات الأمنية على حد سواء.
-يوم الاستشهاد خسارة كبيرة للجنوب
جاء يوم 10 أغسطس 2023م ليكون شاهداً على استشهاد القائد عبد اللطيف السيد ورفاقه، بالإضافة إلى استشهاد اثنين من أبرز وجهاء ومشايخ أبين، إثر استهدافهم بعبوة ناسفة زرعتها عناصر تنظيم القاعدة الإرهابية في مودية بمحافظة أبين. كان القائد الشهيد في هذا اليوم يقود عملية “سيوف حوّس” لتطهير أبين من الإرهاب، تلك العملية التي كانت جزءاً من سلسلة الجهود العسكرية الرامية إلى اجتثاث التنظيمات الإرهابية من الجنوب.
إن الهجوم الإرهابي الذي استهدفهم بعبوة ناسفة كان محاولة من التنظيمات الإرهابية لوقف الانتصارات التي حققتها القوات الجنوبية ضدهم في محافظة أبين، ولكن هذه المحاولة لم تثنِ الجنوب عن مواصلة حربه المفتوحة ضد الإرهاب.
-تزامن استشهاده مع عملية “سهام الشرق”
تتزامن الذكرى الأولى لاستشهاد القائد البطل عبد اللطيف السيد مع حلول الذكرى الأولى لانطلاق عملية “سهام الشرق” في أبين، وهي عملية أساسية استهدفت استئصال الجماعات الإرهابية من المحافظة. كان الشهيد عبداللطيف السيد أحد أعمدة هذه العملية وأبرز قادتها، حيث قادها ببسالة لتحقيق الأهداف المرسومة في تطهير المحافظة من براثن الإرهاب. وقد حققت القوات المسلحة الجنوبية، بقيادته، انتصارات كبيرة في وادي عومران ووادي جنن، اللذين كانا يُعدان من أكبر معاقل التنظيمات الإرهابية في الشرق الأوسط.
-اهتمام المجلس الانتقالي الجنوبي
أولى المجلس الانتقالي الجنوبي، ممثلاً بالرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزُبيدي، اهتماماً كبيراً لإحياء الذكرى الأولى لاستشهاد القائد البطل عبد اللطيف السيد ورفاقه. فالمجلس يحرص على إحياء هذه الذكرى بما يليق بحجم التضحيات والبطولات التي سطرها الشهيد البطل عبداللطيف السيد في مكافحة الإرهاب. ولما يقتضيه الواجب الوطني من اهتمام بمثل هكذا أبطال وقادة خلدهم التاريخ، وخلد أعمالهم وبطولاتهم وتضحياتهم، واقيمت احتفالية تأبين كبيرة في العاصمة عدن، تكريماً لهذا القائد الذي كان أحد أعمدة القوات المسلحة الجنوبية، والذي حقق إنجازات كبيرة في عملية “سهام الشرق” لتطهير أبين من العناصر الإرهابية. هذا الاهتمام يعكس تقدير ووفاء القيادة الجنوبية لتضحيات هؤلاء الأبطال الذين قدموا أرواحهم فداءً في سبيل أمن واستقرار الجنوب، ويعزز من وحدة الصف الجنوبي في مواجهة التحديات التي لا تزال ماثلة.
-المؤامرة الإقليمية والإرهاب.. تحديات مستمرة
لم تكن محاولات اغتيال الشهيد عبد اللطيف السيد مجرد عمليات فردية بل جزءاً من مؤامرة إقليمية تستهدف القوات المسلحة الجنوبية وقياداتها العسكرية البارزة. هذه القيادات التي كانت دائماً عقبة أمام العناصر الإرهابية ومرغت أنوفهم في التراب. كل قطرة دم جنوبية سقطت في سبيل دحر الإرهاب ستسجل في صفحات التاريخ، وستظل هذه التضحيات محل فخر واعتزاز لكل أبناء الجنوب، فهي جزء من تضحيات شعبنا الجنوبي ومؤسسته الدفاعية والأمنية التي حملت على عاتقها مهمة مكافحة الإرهاب بأبعاده الوطنية والإقليمية والدولية.
-التزام الجنوب بالقضاء على الإرهاب
تُعد الحرب ضد الجماعات والتنظيمات الإرهابية في الجنوب حرباً مفتوحة لا مجال فيها للتراجع. إن اغتيال قائد بحجم البطل الفذ عبد اللطيف السيد لم يثنِ الجنوب عن مواصلة معركته المصيرية ضد الإرهاب. بل على العكس، فقد كان استشهاده دافعاً لاستمرار العمليات العسكرية والأمنية حتى اجتثاث الإرهاب من كل شبر في الجنوب. إن ثأر اغتيال الشهيد عبداللطيف السيد يتمثل في اجتثاث الإرهاب بشكل كامل من محافظة أبين وكل محافظات الجنوب، ولن يتنازل أبناء الجنوب عن هذا الهدف مهما كانت التكلفة.
-تضحيات الشهيد ورفاقه نبراس للأجيال القادمة
ستظل التضحيات الجسام التي قدمها الشهيد القائد البطل عبد اللطيف السيد ورفاقه، نبراساً يضيء لأبطال القوات المسلحة الجنوبية خاصة، ولأبناء الجنوب عامة، الطريق نحو القضاء على الإرهاب. إن استشهاد هؤلاء الأبطال لم يكن إلا دافعاً لمواصلة المسيرة والنضال حتى تحقيق هدف استعادة دولة الجنوب الفيدرالية كاملة السيادة على الحدود الجغرافية والسياسية المعترف بها دولياً ما قبل 22 مايو 1990م. إن هذه التضحيات الكبيرة لن تذهب سدى، بل ستظل حافزًا لتحقيق حلم الجنوب في الحرية والاستقلال.
-الإرادة الجنوبية لا تقهر
سطر أبطال القوات المسلحة الجنوبية، تحت قيادة قادة مثل الشهيد البطل عبد اللطيف السيد، أروع البطولات في مواجهة الجماعات الإرهابية. لقد كان الهدف من اغتيال الشهيد إيقاف الانتصارات العظيمة التي حققتها القوات الجنوبية في أبين، لكن إرادة الجنوب كانت أقوى من هذه المحاولات. ستظل تضحيات هؤلاء الأبطال خالدة في الذاكرة الجنوبية، وستواصل الأجيال القادمة المسيرة حتى تحقيق الهدف الأسمى استعادة دولة الجنوب وتطهيرها من الإرهاب.
#الشهيد_عبداللطيف_السيد_قاهر_الارهاب