الجيش الجنوبي حامي الجنوب وحصنه المنيع
4مايو/تقرير خاص_مريم بارحمة
تحل الذكرى 53 لتأسيس الجيش الجنوبي في 1 سبتمبر 1971يوم، تجتمع فيه الذكريات الوطنية والانتصارات، والفخر بإنجازات قوة دفاعية أثبتت جدارتها على مر عقود من الزمن. إن الاحتفالات بهذه المناسبة تعكس مسيرة مليئة بالبطولات والتضحيات والتي أسهمت في رسم مسار الاستقرار والأمن في الجنوب والمنطقة.
-تأسيس الجيش الجنوبي
في صبيحة الأول من سبتمبر عام 1971، كان الاحتفال بافتتاح الكلية العسكرية بصلاح الدين في العاصمة عدن علامة فارقة في تاريخ الجنوب. هذا الحدث لم يكن مجرد تدشين لمؤسسة تعليمية عسكرية، بل كان بداية لعصر جديد من القوة والكرامة الوطنية والتضحية. تأسس الجيش الجنوبي ليكون صرحًا عسكريًا يعكس الطموح الجنوبي في بناء قوة قادرة على الدفاع عن الوطن وصون استقلاله. هذه اللحظة التاريخية شكلت حجر الأساس لبناء جيش أصبح يُحترم ويُحسب له حساب في أرجاء الشرق الأوسط والعالم.
قيادة الجيش الجنوبي قوة وتفاني
تحت قيادة ورعاية الرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي القائد الأعلى للقوات المسلحة الجنوبي ونائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، وبدعم واسناد من دول التحالف العربي وفي مقدمتها دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، شهد الجيش الجنوبي تحولات مهمة أسهمت في تعزيز دوره كدرع صلب للجنوب والمنطقة. لقد قاد الرئيس الزُبيدي الجيش الجنوبي إلى مرحلة جديدة من القوة والتنظيم، فأصبح الجيش الجنوبي أكثر كفاءة وفاعلية في مواجهة التهديدات. القيادة الحكيمة للرئيس الزُبيدي أثبتت قدرتها على توجيه الجيش نحو تحقيق أهدافه الاستراتيجية، مما أسهم في استقرار الجنوب وتعزيز الأمن الإقليمي ومواجهة التحديات الداخلية والخارجية.
-تكليف العميد أبو زرعة المحرّمي
يأتي تكليف العميد أبو زرعة عبد الرحمن المحرّمي من قبل الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي، بإدارة ملف الأمن كخطوة استراتيجية مهمة. ويُعد العميد المحرّمي، نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي وقائد ألوية العمالقة وعضو مجلس القيادة الرئاسي، شخصية محورية في إعادة هيكلة القوات الأمنية وتعزيز قدرتها على مواجهة التحديات الأمنية. إن إشرافه الكامل على مكافحة الإرهاب وإعادة تنظيم القوات الأمنية يعكس التزام القيادة بتحقيق الأمن والاستقرار في الجنوب وحماية مكتسبات الشعب الجنوبي وتعزيز وحدة الصف الجنوبي.
-دروس من الماضي والحاضر
التاريخ الحديث للجيش الجنوبي مليء بالتضحيات التي قدمها أفراده في سبيل حماية الوطن. إن نجاحات القوات المسلحة الجنوبية في مجال مكافحة الإرهاب تُعَدّ تجسيدًا للبطولات التي سطرها الأبطال. لقد أثبت الجيش الجنوبي بفضل تلاحم أبناء الجنوب، أنه حصن الجنوب الفولاذي. إن التضحيات الجسيمة التي قدمها أبطالنا عبر السنين، من المهرة إلى باب المندب، تظل شاهدة على إخلاصهم وولائهم لوطنهم.
كما أن الأمن الذي ينعم به شعب الجنوب اليوم هو نتيجة مباشرة لهذه التضحيات الكبيرة. إن القوات المسلحة الجنوبية قدمت كل غالٍ ونفيس في سبيل تحرير أرض الجنوب من ميليشيا الحوثي الإرهابية والجماعات المتطرفة الإرهابية، مما أسهم في استعادة الأمن والهدوء للمنطقة. وتظل ذكرى الشهداء، الذين قدموا حياتهم رخيصة لأجل الوطن، رمزًا للتفاني والشجاعة التي لا تقدر بثمن.
-جهود مستمرة وتحديات قائمة
يُعد الجيش الجنوبي قوة عسكرية وأمنية يُحسب لها ألف حساب. مع كل تحدٍ جديد، يظل الجيش الجنوبي يقف كالصخر الصامد، يحمي الأرض والشعب بعزم وإصرار، ويقدم التضحيات الجسام. إن النجاح في دحر الإرهاب والصمود بجبهات القتال والنضال والتهديدات ليس مجرد إنجاز بل هو علامة على قدرة الجيش الجنوبي على الحفاظ على استقرار الجنوب. هذه القوة العسكرية تبني جدارًا منيعًا ضد أي محاولات لزعزعة الأمن والاستقرار.
-استراتيجية الجيش الجنوبي
يُعد تنظيم العمل المؤسسي واستراتيجية الجيش الجنوبي بقيادة الرئيس القائد الزُبيدي أساس قوي لضمان استمرارية الاستقرار. إن قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي، وقيادات القوات المسلحة الجنوبية تعمل معاُ على تعزيز قدرات الجيش وتحسين فعاليته، مما يسهم في تحقيق أهدافه بفعالية أكبر. كما أن الدعم المستمر للقوات المسلحة الجنوبية من قبل الشعب الجنوبي يعكس تقديرهم للجهود الكبيرة المبذولة لحماية الجنوب أرضاً وإنساناً.
-الوحدة الجنوبية أساس النجاح والتقدم
تأتي ذكرى تأسيس الجيش الجنوبي كفرصة لتجديد الالتزام بوحدة الصف الجنوبي. إن تعزيز اللحمة الجنوبية هو المفتاح لمواجهة التحديات التي تواجه الجنوب. الوحدة الجنوبية هي السر في تحقيق الانتصارات والنجاحات، وهي السبيل لمواجهة أي محاولات تهدف إلى زعزعة استقرار الجنوب. في هذه الذكرى الخالدة، ندعو الجميع إلى تعزيز وحدة الصف الجنوبي وتفويت الفرصة على الأعداء الذين يسعون لإحداث شقاق بين أبناء الجنوب.
-التحديات والتدمير والتسريح
على الرغم من النجاحات التي حققها الجيش الجنوبي، إلا أنه واجه تحديات كبيرة، خاصة من قبل الاحتلال اليمني الذي سعى لتقويض قوته. تم تدمير العديد من وحداته وتسريح كوادره، مما أثر سلبًا على قدرته على القيام بمهامه، بعد 22 مايو 1990م، تعرض الجيش الجنوبي لحملات تسريح وتفكيك، حيث تم استهداف قياداته وكوادره بشكل ممنهج وتدمير معسكراته ومعداته. هذا التوجه كان له تأثير كبير على معنويات الأفراد وعلى قدرة الجيش على الاستجابة للتحديات الأمنية.
-التصدي لشائعات والتحديات
أعداء الجنوب لا يتوقفون عن محاولاتهم لبث الشائعات واستهداف المجلس الانتقالي الجنوبي والقوات المسلحة الجنوبية بعد تحقيق الانتصارات العسكرية أو الدبلوماسية والسياسية؛ بهدف إضعافها. يجب أن نكون يقظين ومتيقظين للتصدي لهذه المحاولات، فالحقيقة دائمًا تنتصر. إن التنظيم والعمل المؤسسي الذي ينتهجه الجيش الجنوبي، بقيادة الرئيس القائد الزُبيدي، يعزز من قدرته على مواجهة هذه التحديات. كما أن الاستمرار في تعزيز قدرات القوات المسلحة الجنوبية والالتزام بالاستراتيجية المتبعة هو أساس للحفاظ على الأمن والاستقرار في الجنوب والمنطقة.
-التطلعات المستقبلية نحو آفاق جديدة
يتطلع شعب الجنوب بعد مرور ثلاثة وخمسين عامًا على تأسيس الجيش الجنوبي، إلى مستقبل مليء بالأمل والتقدم. إن كل انتصار حققه الجيش الجنوبي هو حجر زاوية في بناء مستقبل أفضل للجنوب، مليء بالأمان والاستقرار. ويجب أن نستمر في دعم القوات المسلحة الجنوبية وتعزيز الوحدة الجنوبية لضمان تحقيق الأهداف الوطنية، ومن خلال الجهود المتواصلة والتضامن الشعبي، يمكن للجيش الجنوبي أن يواجه أي تهديدات مستقبلية بثقة وقوة. إن التكاتف بين أبناء الجنوب والقوات المسلحة الجنوبية هو ما يضمن استمرار الأمن والاستقرار، ويسهم في بناء مستقبل مشرق للأجيال القادمة.
-تجديد العهد ودعم القوات المسلحة
في هذه الذكرى المجيدة، نجدد العهد بالدعم الكامل لقواتنا المسلحة الجنوبية والوقوف خلفها في كل المعارك التي تخوضها. ونعبّر عن فخرنا وامتناننا لكل فرد في القوات المسلحة الجنوبية، فهم الرمز الحي للشجاعة والتفاني والنضال. إن جهودهم وتضحياتهم هي ما يضمن سلامة وأمن الجنوب، ويسهم في تعزيز استقراره.
ونؤكد على أهمية ثبات القوات المسلحة الجنوبية في مواجهة التحديات الراهنة والمستقبلية. إن استمرار الدعم والتكاتف بين أبناء الجنوب والقوات المسلحة هو ما يضمن تحقيق الأمان والاستقرار المستدام، ويحقق الطموحات الوطنية لشعب الجنوب.
إن الجيش الجنوبي، منذ تأسيسه، كان حاميًا للأرض والعرض، واليوم نستعيد أمجاده السابقة في ذكرى تأسيسه الثالثة والخمسين، وندعو أبناء الجنوب لتعزيز وحدة الصف الجنوبي والتصدي لأي محاولات تهدف إلى الإخلال بالتماسك الجنوبي الصلب. وبفضل التضحيات الكبيرة والأبطال الأشاوس الذين سطروا أروع صور الفداء والتضحية، نواصل مسيرتنا نحو تحقيق أهدافنا الوطنية واستعادة دولة الجنوب كاملة السيادة.