تقرير خاص لـ«الأمناء» :تصاعد التوتر في سيئون عقب فشل مساعي احتواء أزمة مقتل الجنود السعوديين ..*
(الأمناء / تقرير – غازي العلوي :)
– لماذا أصبح رحيل قوات المنطقة العسكرية الأولى من الوادي ضرورة حتمية ؟
– مراقبون : استهداف جنود قوات التحالف دليل على الإجرام والنهج الدموي لقوات “أبو عوجاء”
– لماذا رفضت قيادة العسكرية الأولى التجاوب مع اللجنة المشتركة وتسليم المتهم بقتل الجنود ؟
*الوادي على صفيح ساخن ..*
كشف مصدر مطلع لـ«الأمناء» عن فشل الجهود المبذولة لاحتواء الأزمة المتعلقة بمقتل الجنود السعوديين في مدينة سيئون بمحافظة حضرموت. وأكد المصدر أن محاولات الوساطة التي كانت تُبذل للتوصل إلى حل يضمن استقرار الوضع الأمني، لم تنجح حتى الآن في معالجة تداعيات الحادثة.
وأوضح المصدر أن القضية تعقدت بسبب تعثر تسليم المتهم بارتكاب جريمة قتل الجنود السعوديين، إذ لم تُسجل أي خطوات ملموسة من قبل قيادة المنطقة العسكرية الأولى لتسليم المشتبه به إلى اللجنة المشتركة والجهات المختصة .
واعتبرت مصادر سياسية في تصريحات خاصة لـ”الأمناء” هذه الحادثة نقطة توتر في العلاقات الأمنية بين القوات العسكرية اليمنية المشتبه ولاءها لجماعتي الحوثي والإخوان والمملكة العربية السعودية، ما يزيد من تعقيد المشهد في المنطقة.
وبحسب المصادر يُنتظر أن تزداد الضغوط على الحكومة اليمنية للوفاء بتعهداتها في هذا الشأن، خصوصًا في ظل تصاعد المطالب الشعبية في حضرموت بضرورة تقديم الجناة إلى العدالة ونقل قوات المنطقة العسكرية الأولى من سيئون إلى مأرب بحسب مانص عليه اتفاق الرياض.
*تصاعد التوتر في سيئون*
شهدت مدينة سيئون بمحافظة حضرموت تصاعدًا ملحوظًا في التوتر، إثر رفض قيادة المنطقة العسكرية الأولى تسليم الجندي المتهم بقتل عدد من الجنود السعوديين. وهي الجريمة التي أثارت حالة من الغضب الشعبي، وسط مطالبات بتدخل حقيقي يضمن محاسبة المتسببين الذين ارتكبوا الجريمة والجرائم التي ارتكبتها قوات المنطقة العسكرية الأولى بحق أبناء حضرموت .
*موقف قيادة المنطقة العسكرية الأولى*
قيادة المنطقة العسكرية الأولى بحسب مصادر مطلعة رفضت تسليم الجندي المتهم للجهات المختصة، متذرعة بأن القضية تستوجب مزيدًا من التحقيق الداخلي قبل اتخاذ أي خطوات أخرى. هذا الموقف قوبل بانتقادات واسعة من قبل قوى سياسية ومجتمعية، اعتبرته تحديًا للإجراءات القضائية وإضرارًا بالعلاقات بين الأطراف المحلية والدولية.
الحادثة أثارت استياء واسعًا في الأوساط الشعبية بمحافظة حضرموت، حيث خرجت مظاهرات في سيئون تطالب بسرعة تسليم الجندي المتهم للعدالة وتقديم كافة الضالعين من منتسبي المنطقة العسكرية الأولى بارتكاب جرائم قتل وتنكيل بحق ابناء الوادي وحضرموت كافة.
وكشفت مصادر خاصة لـ”الأمناء” بأن السلطات السعودية أبدت استياءها من تعامل قيادة المنطقة العسكرية الأولى مع القضية، حيث أكدت مصادر دبلوماسية أن الرياض تتابع الموقف عن كثب، مطالبةً بإجراءات حازمة لضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث التي تؤثر على مسار التعاون والاستقرار الأمني في وادي حضرموت الذي يشهد غليانا شعبيا ومطالبات تتصاعد برحيل قوات المنطقة العسكرية الأولى من الوادي واستبدالها بقوات النخبة الحضرمية .
*تداعيات محتملة*
يرى محللون في تصريحات خاصة لـ”الأمناء”أن استمرار رفض قيادة المنطقة العسكرية الأولى تسليم الجندي المتهم قد يؤدي إلى تفاقم الوضع الأمني في سيئون ومحيطها، وسط مخاوف من تصاعد الأوضاع وخروجها عن السيطرة . كما أن الحادثة قد تؤثر سلبًا على علاقات الحكومة اليمنية مع السعودية، في وقت تتطلب فيه الأوضاع توافقًا أكبر لمواجهة التحديات الأمنية والإنسانية المتزايدة.
*دعوات للحلول*
في ظل هذه التطورات، دعا نشطاء حقوقيون وقادة مجتمعيون إلى تشكيل لجنة تحقيق مستقلة تضم ممثلين من كافة الأطراف المعنية، لضمان محاسبة المتهم وتجنب أي تصعيد إضافي. كما ناشدوا بضرورة وضع حد للتوترات الأمنية المتكررة في حضرموت، والعمل على تحقيق الاستقرار والسلام في المنطقة.
الحادثة الأخيرة تسلط الضوء على التحديات المعقدة التي تواجه اليمن في ظل استمرار الصراعات الداخلية والخارجية، ما يبرز الحاجة الملحة إلى تعزيز النظام القضائي وإعادة بناء الثقة بين مختلف الأطراف المعنية.
*تحرير الوادي مطلب حضرمي.. قرار شعبي محسوم ميدانيا*
أكد مغردون جنوبيون، أن الجرائم المروّعة لقوات المنطقة العسكرية الأولى، المحتلة لوادي وصحراء حضرموت، بحق الحضارم، لا تسقط بالتقادم، موضحين أن سجلات من الاغتيالات، طالت المدنيين والعسكريين والأمنيين.
ونددوا عبر هاشتاج تحرير الوادي مطلب حضرمي، إلى تخادم مليشيا الإخوان الإرهابية مع مليشيا الحوثي المدعومة من إيران لاستهداف أمن المحافظة والجنوب عموما.
وأشاروا إلى المطالب المتكررة من أبناء حضرموت لطرد قوات المنطقة العسكرية الأولى من مديريات الوادي، التي تجسدت في العديد من المليونيات والفعاليات الجماهيرية، محذرين مما تشكله هذه القوات من تهديد على الأمن والاستقرار في وادي حضرموت.
وأكدوا ولاء غالبية أفراد المنطقة العسكرية الأولى للمليشيات الحوثية الإيرانية، وآخرها عملية استهداف أفراد من التحالف العربي قبل هروب الجاني إلى مناطق سيطرة الحوثيين الإرهابيين.
وأضافوا أن شعب الجنوب قرر مصيره، ولديه قواته المسلحة التي تحميه وتنفذ مطالبه وقادرة على استعادة حقوقه المسلوبة وما تبقى من أرضه، سلمًا او حربًا.
وأوضحوا أن أبناء حضرموت لن يقبلوا استمرار الاحتلال والنهب، حيث ان تحرير وادي وصحراء حضرموت حق أصيل لا تنازل عنه.