عضو هيئة رئاسة الانتقالي محافظ المهرة السابق الشيخ راجح باكريت في حوار مع "الأمناء":أطراف خارجية تحاول فرض استمرار بقاء حكومة الفساد
(الأمناء/ حاوره – أرسلان السليماني:)
لهذه الأسباب أعلنا انضمامنا للمجلس الانتقالي
لا خوف على الجنوب مادام الزبيدي قائده
لا الشرعية ولا التحالف يمتلك قرار السيطرة على المهرة
هذا هو الطرف المسيطر على زمام الأمور
التفاف جميع القيادات الجنوبية حول قضية شعبهم الأساسية واجب وطني
وزراء المجلس الانتقالي في وضع لا يُحسد عليه
كشف الشيخ راجح باكريت – عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، محافظ المهرة السابق – الكثير من الحقائق المتعلقة بحقيقة الأوضاع الحالية التي تشهدها المهرة والقوى الإقليمية التي باتت تتحكم على قرار المحافظة بعيدًا عن الشرعية اليمنية ودول التحالف العربي.
وتطرق باكريت في حوار صريح أجرته معه “الأمناء” مساء أمس إلى الأوضاع الراهنة التي تشهدها الساحة الجنوبية وكيف تمكن المجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة الرئيس القائد عيدروس الزبيدي – رئيس المجلس – من مواجهة كافة المؤامرات التي تحاك ضده وضد قياداته وقضية شعبه العادلة والتي وصلت حد انتهاج حرب الخدمات وتجويع الشعب وحرمانه من أبسط حقوقه.
وشخّص الشيخ باكريت طبيعة الصراع الدائر بين القوى المتصارعة لضرب قضية شعب الجنوب وتماسك وتلاحم الجنوبيين والدفع به للتمرد على قيادة السياسية ممثلة بالمجلس الانتقالي الجنوبي، مؤكدا وجود الكثير من الحلول التي سوف يتمكن الانتقالي من خلالها قلب الطاولة على الجميع أبرزها السيطرة على الموارد.
وتطرق باركريت إلى العديد من القضايا والمواضيع المهمة التي أثرناها معه في ثنايا الحوار الآتي:
الأمناء/ حاوره – أرسلان السليماني:
- لا شك بأن انضمامكم إلى المجلس الانتقالي الجنوبي قد أعطى زخمًا كبيرًا للمجلس.. لماذا اخترتم الانضمام إلى المجلس الانتقالي في هذه المرحلة؟
انضمامنا للمجلس الانتقالي لم يكن محض صدفة، ولا وليد اللحظة، ولكننا نؤمن بعدالة قضية شعب الجنوب ونعرف مدى التهميش والإقصاء الذي طال أبناء الجنوب منذُ عام ١٩٩٤م إلى يومنا هذا, والتفاف جميع القيادات الجنوبية حول قضية شعبهم الأساسية واجب وطني، وفي مثل هذه المنعطفات التاريخية لا شك أن ذلك يعطى زخمًا كبيرًا، كيف لا وهو في سبيل الوطن. والمجلس الانتقالي المكون الجنوبي بقيادة الرئيس القائد عيدروس الزبيدي – خرج من رحم المعاناة ويعول عليه أبناء الجنوب في إعادة حقوقهم ونيل استقلالهم، ولم يأتِ الانتقالي على ظهر الدبابة محتلاً، بل كان نتاج نضال وكفاح في ميادين الشرف لسنوات طويلة، وحمل على عاتقه قضية شعبه ويدرك حقيقة المرحلة ومتغيراتها، فالانتقالي يعتبر بصيص أمل في نفق مظلم لكافة القيادات الجنوبية، بل ولشعب الجنوب بمختلف انتماءاتهم السياسية والاجتماعية، والرئيس الزبيدي أعلن وفي أكثر من خطاب بأن أبواب الانتقالي مفتوحة لجميع أبناء الوطن بمختلف فئاتهم وتوجهاتهم، والمرحلة بحاجة الى التفاف كافة القوى والقيادات الجنوبية بشكل صريح وكامل, خصوصاً بعدما شاهدنا من تآمر واضح للقوى والأحزاب السياسية في اليمن على المجلس الانتقالي الجنوبي بشكل خاص لما له من أثر شعبي ووقوفه على أرضية صلبة مستمداً قوته من مبادئ الحرية وعدالة قضية شعبه.
- من المعروف بأنك كنت محافظًا لمحافظة المهرة سابقاً وتعلم كل ما يدور في المحافظة، لماذا اليوم الإخوان والحوثيون مسيطرون على القرار السياسي والحكومي في المحافظة والمنافذ؟
كنت محافظًا للمحافظة المهرة سابقاً، وواجهنا الكثير من الصعوبات والعراقيل المختلفة والمختلقة، وكل ذلك يعود سببه لتلك الاختلافات الإقليمية والدولية وصراعات محتدمة تجرعنا ويلاته على ساحتنا المهرية، وحافظنا بقدر الاستطاعة على محافظتنا كونها سلمية وهادئة، ولم يكن لها أي تأثير في الصراعات السلطوية السابقة، وهي بعيدة عنها كل البعد، ولذا عملنا مع الجميع وبكل الوسائل لتفادي آثار الصراع الذي تمر به البلاد بشكل عام وآثار الدعم المادي الإقليمي الذي تسبب لنا بمشاكل كبيرة واجهناها حسب الاستطاعة، وتنازلنا عن الكثير لأجل المحافظة.
وما يخص طرحكم حول الإخوان والحوثيين وقرار محافظة المهرة السياسي والمنافذ الحدودية، فجميعنا يعلم يقيناً أن للمهرة شريط ساحلي كبير، ولا توجد أي قوة قادرة على حمايته من التهريب، وهذا الأمر مسلم بهِ، والقرار السياسي تسيطر عليه القوى الإقليمية، والدعم الإقليمي في المهرة مستمر، والقيادات السياسية في المحافظة محل احترام وتقدير لنا جميعاً، ولكن الواقع له تأثير، والدعم الإقليمي واضح، ولا تستطيع القيادات في محافظة المهرة التصادم مع القوى الإقليمية، وهي تتماشى مع الوضع ويبقى الانتماء السياسي له دور كبير في اللعبة السياسية على مستوى محافظة المهرة والمحافظات الأخرى. ولا ننكر أن الأحزاب السياسية اليمنية لها نفوذ وسيطرة وتتعامل مع القوى الإقليمية المسيطرة بما يخدم أهدافها وانتماءاتها.
- هل لديكم خطة أو توجه لجعل محافظة المهرة تنفض غبارها من هذه القوى الانتهازية؟
محافظة المهرة ليست كأي محافظة أخرى، حيث يغلب فيها الطابع القبلي على المدني، وهذا الطابع له إيجابيات كثيرة، لعل أبرزه الحفاظ على النسيج الاجتماعي من التفكك، واختلاف المجتمع الإقليمي له دور في دعم أطراف سياسية في المحافظة وإغداقها بأموال، وهذا الدعم يعتبر أبرز عامل خدم بشكل مباشر أو غير مباشر الأحزاب اليمنية بشكل أساسي، وقدم لهم المحافظة بشكلٍ سلسل وجعل منها المسيطرة على القرار، حيث إن المجتمع بمختلف فئاته اليوم يبحث عن لقمة العيش وهو مستعد للتضحية لأجل قوته، وإذا كان هناك قوة تتخادم مع طرف إقليمي يغدق عليه بالدعم المالي فلابد أنها رجحت الكفة لذلك الطرف في تحقيق أهدافه على مستوى المحافظة وامتلاك قرارها الأساسي دون قيد أو شرط. وبالطبع ليس هناك خطط لدينا سوى الاهتمام بالمواطن وتحقيق السلام العادل والشامل وإنهاء الصراع الإقليمي ما من شأنه تحقيق أرضية وطنية حقيقية تعمل على تلبية احتياجات المواطنين وتوفير خدماتهم، وهذا كفيل بحل المشكلة من أساسها.
- لماذا التحالف العربي والشرعية بعد 8 سنوات من الحرب لم يعملوا معالجات لوقف تدفق الأسلحة لمليشيا الحوثي عبر المنافذ البرية والبحرية في المهرة؟
كما قلنا آنفا، المهرة تمتلك شريطا ساحليا كبيرا، ولا يمكن لأي قوة حالياً أن تسيطر عليه، والتهريب موجود في كل السواحل والمنافذ على مستوى البلاد، ولا ننكر أن هناك تهريبا في محافظة المهرة، كونها تشغل حيزًا من اللعبة السياسية الإقليمية وتعتبر ميدانًا من ميادين الصراع الإقليمي، والشرعية والتحالف للأسف ليس لديهم أي سيطرة في محافظة المهرة ويعرفون أن هناك طرفا إقليميا مشتركا يسيطر على الساحة, وهم يتعاملون مع هذا الطرف اليوم بكل وضوح، نحن بحاجة إلى توازن قوى واتفاق حقيقي يصب في خدمة أبناء شعبنا بعيداً عن المصالح الخارجية وأقطابها، وليس هناك شك أن مجتمعنا يعاني من الوضع الصعب ولديه رغبة جامحة في تحقيق السلام واستقرار الأوضاع وإنهاء الأزمة.
- ما سر بقاء الحكومة في عملها رغم فشلها وفسادها؟ هل هي مفروضة من أطراف خارجية؟
الحكومة فعلاً مفروضة بدون شك، وخير شاهد ودليل على ذلك أن اليمنيين في الشمال والجنوب غير قابلين بها جملة وتفصيلا، وناشدوا كثيراً بتغيير هذه الحكومة ولم تلبى رغباتهم إلى حد اللحظة, رغم وضوح فسادها وتخاذلها وتواطؤها وتلاعبها بخدمات المواطنين دون أي اعتبار، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أنها مفروضة من أطراف خارجية.
- كيف تقيم أداء وزراء المجلس الانتقالي الجنوبي في الحكومة؟
وزراء المجلس الانتقالي نعول عليهم كثيرًا ونأمل منهم تقديم ما يمكن تقديمه للتخفيف من معاناة المواطنين، وعشمنا فيهم خيراً، ولا يمكن أن نحملهم أكثر مما هم فيه، كوننا نعرف جميعنا من المسيطر على الحكومة ومن يتلاعب بخدمات المواطنين، ولا شك أن وزراء المجلس الانتقالي في وضع لا يحسد عليه، ونحن على ثقة أنهم أهلاً للأمانة، وما حملوها في هذه الوضع الصعب إلا لأنهم على أمل في التغيير وتقديم ما يمكن تقديمه للشعب المكلوم الصابر في ظل الأوضاع المتردية، وأستطيع القول بأن لدى الانتقالي الكثير من الأوراق التي يستطيع من خلالها قلب الطاولة على الجميع لعل أبرزها السيطرة على موارد الجنوب وغيرها من الأوراق التي سوف يتم استخدامها في وقتها المناسب.
- هل لديكم رؤية لانتشال الأوضاع الاقتصادية في الجنوب؟
الوضع الاقتصادي في الجنوب بحاجة إلى قراءة واقعية بتمعن وتفادي الأخطاء التي وقعت فيها الحكومات المتعاقبة والابتداء من الصفر؛ لأننا في وضع (صفر) حالياً، وبحاجة إلى البناء من جديد في كافة المؤسسات والإدارات الخدمية، وجلب الكفاءات الوطنية والإدارية المؤهلة، وطرح الحلول والمعالجات بكل صرامة، وتفعيل هيئات المجتمع، والعمل على إشراك الشعب في العمل الحكومي والتعاون الحقيقي بين المسؤول والمواطن، ولعل الأهم من كل ذلك التوعية الاجتماعية التي تنطلق من الفرد نحو الأسرة والمجتمع ويكون تنظيما حياتيا من جديد وتفعيل النظام الوطني للمواطن والمجتمع المسؤول وغرس مفاهيم الحياة والوطنية.
- كلمة أخيرة تود قولها في نهاية هذا اللقاء؟
نحيي شعبنا الجنوبي الصابر والمكافح على صموده ووقوفه خلف قيادته السياسية ممثلة بالمجلس الانتقالي الجنوبي، كما نحيي الأشقاء في دول التحالف العربي خصوصًا الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية على وقوفهم إلى جانب شعبنا في مواجهة التمدد الحوثي والقضاء على مشروعه الذي يهدد أمن المنطقة برمتها، وندعو الأشقاء والمجتمع الإقليمي إلى ضرورة دعم القوات المسلحة الجنوبية ومساندتها في حربها ضد الإرهاب .