السير بخطى ثابتة نحو استعادة دولتنا الجنوبية
كتب العميد / وهيب بن سلم
وصلنا اليوم بفضل حكمة قيادتنا الحكيمة إلى طاولة صناع القرار ويعد ذلك إنجاز يحتسب ضمن الإنجازات الجنوبية في ظل مشهد سياسي شديد التعقيد ولم يكن طريقاً سهلاً بل وعراً ملغم بالاشواك والازمات المفتعلة.
إن الكل ينتظر مابعد ذلك ضارباً بكل الظروف التي أنتجتها لتسع سنوات عرض الحائط. ثقوا تماماً سنلتمس فرقاً مابين قبل زيارة نيويورك ومابعدها، وماجرى في أروقة الأمم المتحدة توحي وتبشر بذلك،
أن شعبنا الجنوبي اليوم حسم أمره وحدد مصيره باستعادة دولتنا الجنوبية وهو قرر ويقرر ذلك ولن تفرض عليه اي قوى غير ذلك ، أنه مسألة وقت ليس إلا..
يظن البعض أننا ننسج خيوطاً من الخيال أو كما يصورها البائسين بيع الوهم، أيعقل أن يضحي شعبنا بقوافل من الشهداء الأبرار لأجل بيع الوهم هل استعادة وطن في منظورهم بيع وهم أن لم يتناسب مع مصالحهم ومصالح اسيادهم،هنا انتم الواهمون المعظمون للصغائر والمصغرون للعظائم .. بعد أن تصالحنا فيما بيننا كجنوبيين واعدنا ارتصاص صفوفنا من خلال مشاورات وحوارات جنوبية تمخض عنها إجماع جنوبي موقع على ميثاق وطني جنوبي لايماننا بأن الجنوب لكل وبكل ابناءه، ولازال الباب مفتوحاً أمام كل من تأخر في إطار التوافق الجنوبي الشامل. ولكن البعض للأسف يريد مصالحة وطنية تفصيل وفق مايريد وليس لأجل الوطن وهنا تكمن المعضلة في تلك العقول التي لا تتجاوز عدد أصابع اليدين ، ربما كلماتي تزعج البعض ولكن يجب أن نتحدث بشفافية ومصداقية ترافقها تنازلات وتجاوزات عما مضى لأجل الجنوب فالتاريخ والأجيال القادمة لن ترحم أحد غداً . لنتعلم من الآخرين ومن تجاربهم انظروا إلى تجربة رواندا التي انهكتها الصراعات وبلغت إلى حد مجازر الابادة الجماعية حيث قتل أكثر من مليون مواطن (التوتسي / الهوتو) نتيجة اقتتال فيما بينهم منذ 1994-2001م واليوم تعد رواندا نموذجاً يحتذى به للتصالح والتسامح العدالة الانتقالية والبناء المؤسسي والتنمية والنهضة الاقتصادية . يجب أن نستفيذ من تجربتها أن أردنا بصدق استعادة وبناء دولة ونترك جانباً اختلاف الأسباب لقضايا الصراع بين جنوبنا ورواندا .
نحن اليوم جزء من المجتمع الدولي في كل القضايا والمصالح المشتركة ومانعانيه هو بسبب إرث متعمق ومرتبط بالفساد والفاسدين ولكن لن يدوم الحال فكلما زاد عويلهم هي إشارة على قرب نهايتهم ، وسيأتي يوماً للحساب من قبل الشعب الصابر الصبور ،لايوجد شعب في العالم مثل شعبنا الجنوبي عانى ويعاني وتجرع الأمرين وصبر وتحمل فوق طاقته لماذا؟.. الا يستحق هذا الشعب حياة كريمة تليق به !!! ، وذلك لن يتم بعصا موسى عليه السلام بيوم وليلة ولكن بتظافر جهودنا جميعاً والتفافنا حول قيادتنا السياسية الحكيمة المتمثلة بالرئيس القائد عيدروس الزُبيدي ..
ومن يرى في نفسه كمكون أو كيان جنوبي ذو ثقل وقوة على الأرض ليتفضل بشرط ألا يهدم مابناءه المؤمنين بقضيتنا الجنوبية وسيصل بنا إلى بوابة الاستقلال مباشرة واستعادة دولتنا الجنوبية ولا يحرف البوصلة عن الثوابت الوطنية الجنوبية هذا الميدان ياحميدان..
أما أن يظل معول هدم هنا وهناك في طريق الحرية والاستقلال ويبحث عن ذاته فلن يصل بنا غير الى بوابة اليمننة مجددا..
عشتم وعاش الجنوب حراً ابياً
الخلود والرحمة لشهداءنا الأبرار
الشفاء لجرحانا الأبطال
25 /9/ 2023م.