الباكورة المهرية تقرع أجراس بيج بن
لطالما نأت المهرة بنفسها بعيدا عن التجاذبات السياسة طيلة العقود الماضية، مما انعكس عن ذلك على شخصية الانسان المهري وركز جل اهتمامة على الامور الحياتية والتجارية بعيدا عن الشأن السياسي.
ولكن بعد اجتياح الجنوب 94 وغياب الشريك الجنوبي خلت الساحة لقوى كثيرة للعبث وهنالك تصارع المؤتمر و الاصلاح وحتى القوى القبلية اليمنية واخيرا الحوثيين على النفوذ فيها اضافة الى التدخلات من الجوار فتحولت المحافظة الى بؤرة صراع تُمارس فيها شتى انواع العمليات القذره التى انجر للاسف بعض ضعفاء النفوس من ابناءها ليكونوا وكلاء لتلك الاطراف المتصارعه.
في نوفمبر 2017 كانت المهرة على موعد مع تسلم زمام الامور فيها لشاب من ابناءها في ظروف سياسية وامنية واقتصادية غاية في التعقيد. وخلال مدة قصيرة استطاع الشيخ راجح باكريت و بمهارة عالية ترويض الضباع المتعطشة للدماء وملاحقتها لوجارها. وحين ظن كل طرفه انه قادر على تطويع المحافظ الجديد لخدمة اهدافة كما جرت العادة.
اتت الصفعة الاولى مبكرا بقلع وكيل المحافظة علي الحريزي المقرب من نائب الرئيس حينها علي محسنالاحمر والمشرف على عمليات التهريب للحوثين والعمليات المشبوهه وملاحقة خلاياه حتى فر هاربا الى عمان. لتتوالى عليهم الضربات باغلاق مكاتب القنوات وابواقها التى تهاجم الجنوب و التحالف العربي المهررررية بلقيس و يمن شباب، ودخل في مواجهه مباشرة مع العفافيش وقلص نوفذهم في ادارة المحافظة والاجهزة الحكومية والامنيه ليتفرغ فيما بعد لجماعة الاخوان ومكاتبهم وجمعياتهم وضيق الخناق عليهم ولم يبالي بقوتهم حتى في ظل سيطرتهم على قرار الشرعية حينها.
ولكن للاسف بالاخير رضخ السعوديين لإملاءات الاحمر باقالته في فبراير 2020 رغم انه هو من كان له الدور الابرز في تمكين قوات التحالف العربي من التمركز في المهرة للمره الاولى.
وفي عهده تلقصت عمليات تهريب الاسلحة للحوثيين عبر المهرة وفي تلك الفترة ايضا تم القبض على قيادات كبيره في تنظيمي داعش و القاعدة الارهابيين والعشرات من عناصرهم بالتعاون مع الاخوه الاماراتيين و البريطانيين.
وكان من ذكاء الرئيس عيدروس الزبيدي ان يكون الشيخ راجح باكريت عضو هئية رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي برفقتة في الوفد الذي زار العاصمة لندن اواخر الشهر المنصرم فلانجليز يعرفونه جيدا ويثقون بقدراته ويتمع بعلاقة مميزه معهم.
وقد تفأجا من لم يعرف الرجل بفراسته ومراسه السياسي والذكاء في التعامل مع الاطراف الغربية وقدراته في اختيار ملفات التفاوض وادرتها بجدارة وحنكة.
لذلك يجب على الجميع ان يغير النظره السطحيه عن المهرة و سقطرى فشبابها ورجالاتها اصبحوا في رأس صناعة القرار الجنوبي فهم يعيدون امجاد اجدادهم اسياد واسود البر والبحر واساطليهم التجارية والحربيه التي كانت تجوب الخلجان و المحيطات من البصره لكلكوتا وممباسا لشط حيفا و صور .
وبالشيخ راجح والفرسان مثله سيبحر الجنوب العربي الي بر الامان و سيستعيد الجنوبيين ارضهم ويؤسسون لمستقبلهم في ظل دولة جنوبيةاتحادية فلاخوف على المهرة وقد عانقت باكورتها بيج بن.
*- اوسان بن سده