أستاذ جامعي حضرمي يكتب عن حضرموت الإدارة الذاتية وهم أم حقيقة
خلال زيارة رئيس مجلس القيادة الدكتور رشاد العليمي وفي خطابة أمام مجموعة من مدراء المديريات ومكاتب الوزارات وبعض المواطنين الذين تم تحشيدهم أشار الى منح حضرموت ادارة ذاتية وهذه المبادرة أثارت ردود فعل منها ما هو مؤيد والأخر مشكك ولكل فريق مبرراته فالفريق المؤيد هو فريق السلطة المركزية الذي يريد أن يبرر فشل الحكومة في تقديم الخدمات وخاصة خدمات الكهرباء أما الفريق المشككين ويرى أن هذا وهم ومناورة سياسية لتمرير مشروع يتوقع أن يلحق الضرر بحضرموت والجنوب.
الحكم أن الادارة الذاتية حقيقة أو وهم يجب أن يكون وفقاً والأدلة التي تثبت ذلك وهذا ما سوف أبينه لأنني مقتنع وليس شاك بل اعتبر الزيارة نوع من المناورة السياسية. ويمكن تبيين ذلك من تتبع سوك السلطة المركزية في تعاملها مع حضرموت منذ عام 1994م ومن خلال جملة من الحقائق كأدلة دامغة أن هذ المبادرة لرئيس مجلس القيادة وهم ولن يتحقق شيء منها وهي في الاخر كما يقول المثل بيع كلام ثم يسوقه اعلام السلطة المركزية. لعل أول الحقائق في تعامل صنعاء مع المكلا كان من بوابة المنتصر والمهزوم فقد قامت جحافل جيش ومليشيات 7 يوليو بعد دخولهم الى حضرموت بنهب الأراضي وإلغاء مخططات التي قد صرفت للحضارم في وقت سابق كما تم انتهاك اعراض نساء حضرموت في حادثة الخطف واغتصاب لطفلة وأمها في مركز الشرطة وعندما رفعت القضية الى النيابة العامة تحت ضغط الشارع الحضرمي تم اقالة المدعي العام الحضرمي واستبداله بأخر من ذمار وتم تمييع القضية الى يومنا هذا. والحقيقة الثالثة العمالة في شركات النفط بعد 94م تم منع الحضارم من العمل في شركات النفط واصبح العاملين من محافظات الشمال أما شركات خدمات حقول النفط التي يزيد عددها على ثمانون شركة فهي شمالية.( يوجد كشف بأسماء الشركات ) وبالنسبة لصادرات النفط فأن حصة حضرموت غير واضحة وحتى الصادرات من حضرموت غير واضحة بل حتى على مستوى المركز مظللة كما أن البيانات غير موحدة . تقرير البنك المركزي من عام 2005م الى عام 2012م الخاص بالتطورات النقدية يشير الى وجود اختلافات في الحسابات من عائدات صادرات النفط نأخذ عام 2005م كنموذج فالاختلافات كبيرة بينهما فبيانات البنك المركزي اليمني ( 93114مليون دولار) بينما بيانات مبادرة الشفافية( 3034370308مليون دولار ) أما بيانات النشرة الإحصائية لمالية الحكومة ( 622604 مليون دولار ) وبيانات اللجنة الخاصة لدراسة الحسابات الختامية (2604614613 مليون دولار ) وهذا ينسحب على خدمات الامن العسكري للشركات والحماية فالتقرير الذي أوردته لجنة التنمية والنفط والثروات المدنية رقم ( 1) بتاريخ 17/1/2014م ان المبالغ التي توافرت بياناتها وصرفت للحماية الأمنية (238127920 دولار امريكي سنويا) وهو ما يعادل ( 51197502800 ريال يمني ) اما المبالغ التي تصرف مقابل مرافقة ناقلات النفط ( 16830399 دولار امريكي سنويا) . اما رسوم التعرفة مقابل استخدام المنشآت في عام 2005م الجهات الحكومية 32022189 مليون دولار اما بيان الشركات (32685251 مليون دولار) وعن المنح التي تقدمها شركات النفط لمناطق الامتياز في الجامعات الاوربية والأمريكية فلم يتحصل أي شخص من حضرموت على منحة دراسية منذ عام 1994 الى عام 2023م
اما بالنسبة لجامعة حضرموت فالدولة لم تعمل على بناء كلية واحدة رغم أن جامعات في الشمال أسست معها وبعدها بقرار جمهوري استكمل بنائها وعليكم أن تقارنوا بين منشئات جامعة ذمار التي تنتج بطاطس وبصل وكراث وجامعة حضرموت التي تصدر النفط وترفد ميزانية الدولة بمبالغ باهظة ليس هذا بل أن مركز الأمير سلطان الذي وضع جر أساسه عام 2005م لم يسمح ببناه في حضرموت وقالها وكيل وزارة التخطيط لا يمكن أن تبنى هذه المنشاة في حضرموت وهذا الوكيل قام بتحويل المنحة من دولة خليجية لبناء كلية العلوم في جامعة حضرموت (فلك) الى جامعة عمران. أما الحقيقة الأخيرة فهي مصفاة النفط والكهرباء فهذه المشاريع الاستراتيجية يمنع أقامتها في حضرموت. أمام هذه الحقائق فهل يمكن أن يسمح للحضارم ان يديروا شؤنهم اذا كان لم يسمح لهم بإعادة اعمار ما دمرته الأعاصير في حضرموت ومنها بناء خمسة كباري فكيف سيسمحوا لك بإدارة مثل تلك النقاط التي يعتبروها ملكية خاصة بمنطقتهم. السؤال هل تغير سلوك السلطة المركزية تجاه حضرموت التي يسموها حضرموت التاريخ والحضارة لو كانوا صادقين لماذا لم يدعموا بلد التاريخ والحضارة والناس الطيبين.
واستناداً الى حقائق الواقع فان زيارة رئيس مجلس القيادة ليست لغرض منح الإدارة الذاتية لحضرموت أو حتى بناء مشاريع استراتيجية فيها فلو كانت لتنمية حضرموت واخراجها من أزمتها المصطنعة لتم وضع حجر أساس لمصفاة النفط أو حجر أساس لبناء محطة كهرباء غازية تعمل بالغاز الذي يحرق ولم يستفيد منه الافي تلوث مزارع ساه وقتل نباتاتها الطبيعية. أو اصدار قرار بنقل مكاتب شركات النفط الى حضرموت حتى تتوفر فرص عمل لشباب حضرموت الذي غارق في البطالة والفقر. ولكن اهداف الزيارة غير سوف تظهر في القريب العاجل حينها سيعرف البعض أن حرف بوصلتهم من الجنوب الى الشمال هو خطأ استراتيجي .
*- أ.د رزق سعدالله الجابري
.
