الناصية  المفقودة من 23 عام في عدن ومناطق الجنوب

يتذكر جيل السبعينيات والتأمينات من الصحفيين والاعلاميين حجم الاهتمام والعناية الكبيرة للدولة الجنوبية بعملية التأهيل والتدريب الداخلي والخارجي للكادر الصحفي والاعلامي بمختلف تخصصاتهم ومهمامهم في المؤسسات الصحفية والاعلامية والحرص على الابتعاث الى المعاهد المتخصصة في  الدول العربية والصديقة وفق اتفاقات وبروتوكولات موقعة بين الجانبين.

ولا تخلو مؤسسة صحفية واعلامية في عدن وبعض مناطق الجنوب الا وحظي كادرها بالتأهيل الداخلي والابتعاث الخارجي الطويل والقصير المدى خلال تلك الحقبة من تاريخ الدولة الجنوبية ، ومن خلال هذه المنظومة أزدهرت تلك المؤسسات بسجل حافل من الإبداعات لكادرها والأداء الرصين والسمو بالمهنة ، حتى جاء مايو الملعون 1990م ليهدم البنيان برمته في كل مفاصل الدولة الجنوبية وكان نصيب الصحفيين والاعلاميين الجنوبيين وافر في عملية الهدم بلغ حتى مصادرة نشاطهم النقابي ونقله الى المركز المقدس وتحويل مبنى النقابة الام الى خراب بعد ان كان قبلة ومنارة الجنوبيين والعرب.

واليوم تضطلع نقابة الصحفيين والإعلاميين الجنوبيين ومجالس فروعها بالمحافظات بالامساك بأهم ناصية افتقدها جيلي الألفية الاولى والثانية في خوض غمار استعادة الثقة للصحفيين والإعلاميين الجنوبيين الذين تعرضوا بالضرب من تحت الحزام طيلة 23 سنة ، على يد من أمسكوا بالنقابة والاستحواذ على كل ما تتلقاه من دعم مادي حكومي وعربي ودولي واقصاء أشقاءهم الجنوبيين وحرمانهم من كل الاستحقاقات التي كانوا يتمتعون بها في ظل الدولة الجنوبية.    

وتعتز نقابة الصحفيين والإعلاميين الجنوبيين بالاشواط التي قطعتها في استعادة الثقة بدءا بعقد مؤتمرها الأول بعد سلسلة من اللقاءات التشاورية في عدن ومحافظات الجنوب وتشكيل اللجان في المؤسسات الإعلامية في أجواء ديمقراطية حرة وانطلاق الفعاليات والأنشطة المهنية والثقافية وتنظيم الدورات التدريبية وهي الناصية توليها النقابة أهمية بالغة خلال هذه لتغطية مساحة الحرمان منها على 23 عاما ولقيت من الترحيب الواسع الوسط الصحفي والاعلامي ونتطلع الى المزيد بالشراكة مع هيئة التدريب والتأهيل بالمجلس الانتقالي الجنوبي خلال العام 2024 بإذنه تعالى.

*نقيب الصحفيين والإعلاميين الجنوبيين

المصدر