المليشيات تفخخ كل شيء.. فساد الحوثي يدمر ما تبقى من أشلاء الزراعة

أزمة غذائية حادة دائما ما تحذر منها وتنبه إليها المنظمات الدولية، جراء الحرب الباطشة التي تشنها المليشيات الحوثية الإرهابية، في حين تتكالب الأسباب التي تتسبب في تفاقم المأساة.

الحديث عن أضرار بالغة تعرضت لها مزارع ومحاصيل في مناطق سيطرة المليشيات الحوثية، وذلك على إثر انتشار أمراض زراعية ناتجة عن بذور ملوثة ومبيدات حشرية ممنوعة.

الكشف عن هذا التطور الخطير تزامن مع إقدام قيادات المليشيات الحوثية على التمادي في إجرامها بقطاع الزراعة، عبر ترويج وبيع بذور مصابة بأمراض خطيرة كانت محتجزة في المخازن.

افتضاح أمر هذه الواقعة، جاء على إثر اندلاع خلافات كبيرة بين إدارة الرقابة على مستلزمات الإنتاج الزراعي وإدارة وقاية النبات التابعتين لقطاع الزراعة الذي تسيطر عليه وتديره قيادات حوثية، وتركزت تلك الخلافات حول تسويق وبيع البذور المحتجزة.

وبحسب مصادر مطلعة، فقد حُجزت بذور متنوعة في مخازن عدد من الشركات المستوردة لتلك البذور منذ 8 أشهر بسبب اكتشاف خبراء يعملون في إدارة وقاية النباتات وجود آفات زراعية وفطريات تؤدي إلى انتشار أمراض وفطريات غريبة على البيئة الزراعية، وانتشار حشائش مضرة بالمزروعات.

وقبل نحو أسبوعين، صدرت توجيهات من قيادات حوثية في إدارة الرقابة على مستلزمات الإنتاج الزراعي بالسماح ببيع تلك البذور، وهو أمر رفضته قيادات أخرى، وحاولت منعه.

هذا الصراع الذي اندلع فيما بين القيادات الحوثية، اعتبر من قبل الكثيرين بأنه تسابق على الفساد.

الفساد الحوثي تفاقم بشكل كبير في قطاع الزراعة على مدار الفترات الماضية، ما تسبب في تراجع شديد في الإنتاج، وهو ما ارتبط بشكل مباشر بالتردي الكبير في الأزمة الغذائية.

وأفرز التدمير الحوثي الممنهج لقطاع الزراعة، تراجعا في نسبة مشاركة هذا القطاع بالناتج المحلي حيث انخفض لأقل من 5%، وهي نسبة ضيئلة للغاية.

الأمر لم يقتصر على انخفاض حجم الإنتاج الزراعي، لكن العمالة في هذا القطاع انخفضت بشكل كبير للغاية وهو ما زاد من حجم التردي المعيشي بشكل مباشر.