المخفي معتز الشجيفي .. صوت من تحت ظلام الحوثيين

في ليلة باردة من فبراير عام 2020، غادر معتز عبدالحميد سعيد نعمان الشجيفي منزله الكائن في الحوبان بمدينة تعز إلى بقالة مجاورة . ولكن ما كان يجب أن يكون خرجة بسيطة لشراء بعض الحاجيات تحولت إلى كابوس مستمر لعائلته واقاربه ومعارفه.
معتز، شاب في السادسة والعشرين من عمره، لم يكن لديه أي انتماءات سياسية أو صلات بالأحزاب، بل كان شابًا عاديًا يعيش حياة بسيطة في مدينة تعز التي شهدت تفاقم الصراع الدائر في اليمن. وقبل تلك الليلة القاتمة، كان يعمل بجد في إحدى الشركات التجارية التي تديرها مجموعة هائل سعيد انعم.
لكن بعد مرور أربع سنوات، لا يزال مصير معتز مجهولًا. اختفى في ظروف غامضة في منطقة الحوبان التي تقع تحت سيطرة مليشيا الحوثي، ورغم جهود عائلته المستمرة للبحث عنه، فإنهم لم يحصلوا حتى الآن على أي معلومات تشير إلى مكان تواجده.
تلك الليلة الأليمة لمعتز بدأت كأي ليلة أخرى. انطلق من منزله في الحوبان في الساعة 8:30 مساءً بعد يوم شاق قضاه في العمل. لم يكن يعلم حينها أنها ستكون آخر مرة يرى فيها عائلته ولم تكن عائلته هي الاخرى تعلم بانها ستكون اخر ليلة تراه فيها. وبينما اتجه للبقالة، اختفى فجأة. ولم يعد بعدها أبدًا.
عائلة معتز لم تفقد الأمل على مدى السنوات الأربعة التي مرت منذ اختفائه. بحثوا في جميع أنحاء تعز، استفسروا في الأقسام الأمنية والمستشفيات، وناشدوا الجهات المحلية والمنظمات الإنسانية وحقوق الإنسان. ومع ذلك، لم يحصلوا على أي إجابات تلمح إلى مصير معتز ومكان تواجده.
تعيش عائلته معتز في حيرة وقلق دائم. هل تعرض للاختطاف؟ من المسؤول عن اختفاؤه؟ هل لازال على قيد الحياة؟ هذه الأسئلة تراود عائلته دائمًا، ولكنهم يتمسكون بالأمل في اللقاء بمعتز مجددًا.
عائلة معتز لم تتهم أي طرف بشكل مباشر بالوقوف وراء اختفائه، بل ناشدت ولازالت تناشد الجهات الأمنية والعسكرية والسلطات المحلية المسيطرة على المنطقة بالتحرك الفوري للكشف عن مصيره وإطلاق سراحه. كما تناشد المنظمات الإنسانية وحقوق الإنسان العاملة في المنطقة بتقديم الدعم والمساعدة في هذه القضية الإنسانية.

المصدر