تداعيات اختطاف الحوثيين للسفن في البحر الأحمر

*خبراء لـ”إرم نيوز”: اختطاف سفينة في البحر الأحمر خطير على الاقتصاد العالمي*

أجمع خبراء في حديث مع “إرم نيوز” على خطر وأثر كبيرين على الاقتصاد في العالم والمنطقة واليمن، لاختطاف ميليشيات الحوثي الانقلابية، السفينة التجارية “غلاكسي ليدر”، مؤكدين أن أثر عملية الاختطاف لن يقتصر على المستوى العسكري أو السياسي، بل إنه سيؤثر بشكل مباشر على الحركة الاقتصادية بشكل كبير.

وكانت الحكومة اليمنية، حذَّرت في اجتماعها الدوري الذي عقدته الخميس الماضي، من خطورة الخطوة التي أقدمت عليها ميليشيات الحوثي، بدعم من النظام الإيراني، واصفةً إياه بالعمل “الإرهابي” وغير المسبوق، الذي يستهدف ويهدد سلامة وحرية الملاحة الدولية.

ونوَّهت الحكومة، إلى أن تداعيات ذلك، على الاقتصاد اليمني سيكون كبيرًا، كونه سيفاقم الأزمة الإنسانية الأسوأ في العالم، وسيعمقها أكثر على الشعب، وسيضاعف من الأعباء الاقتصادية، وسيرفع من تكاليف التأمين البحري للموانئ اليمنية، وسيحول البحر الأحمر إلى مسرح للصراع.

*البحث عن البدائل*

وقال أستاذ الاقتصاد والاقتصاد الزراعي المشارك في جامعة صنعاء الدكتور علي مهيوب العسلي: “لا شك أنه لو تكرر اختطاف الحوثيين لسفن تابعة لإسرائيل أو لغيرها من الدول، في البحر الأحمر، فإن ذلك سيكون له تداعيات وانعكاسات على التجارة والاقتصاد في منطقتنا والعالم”.

وأضاف العسلي، في حديث لـ”إرم نيوز”: “أول من سيتضرر هو إسرائيل، إذ إن مجموع استيرادها لعام 2022، يقدر بنحو 74 مليار دولار، فيما بلغت الصادرات نحو 107 مليارات دولار، ومعنى ذلك أن الاحتجاز أو الخطف سيؤثر على أسواق النفط، لا سيما أن نحو 40٪ من الطاقة تمر من مضيق باب المندب”.

وأشار العسلي، إلى أنه “على الدول وإسرائيل البحث عن البدائل إن استمر التهديد، فالبديل الجوي أسرع غير أنه مكلف جدًّا، ولا شك أن ذلك سيؤثر وسينعكس على إيرادات قناة السويس المصرية، بسبب تحويل شركات الشحن مساراتها بعيدًا عن البحر الأحمر”.

وبيّن الأكاديمي الاقتصادي، أن “خيار البديل البحري، سيتسبب بخسارة الكثير من الوقت، ما سيرفع من كلفة التحويل المكاني (كلفة النقل والشحن والتفريغ)، وربما ذلك سيؤثر على السلع ذاتها بسبب طول التخزين إلى جانب كلفته”، متابعًا: “فزيادة مسافة الطرق البحرية البديلة، يعني استهلاكًا أكثر للوقود وزيادة مدة الشحن، وهو ما سينعكس مباشرة على زيادة أسعار السلع، وبالتالي رفع معدلات التضخم عالميًّا”.

وواصل علي العسلي، حديثه: “إضافة إلى ارتفاع تكلفة التأمين على الشحن عالميًّا، بسبب أن أهم ممر للسفن في العالم أصبح غير آمن، وقطعًا ستكون هناك تداعيات سياسية وعسكرية، قد تنتج من تكرار احتجاز الحوثيين للسفن التجارية”.

وعن تأثير اختطاف السفن التجارية، على الاقتصاد اليمني بشكل مباشر، يقول العسلي: “الوضع في اليمن متدهور منذ سنوات، والفائدة كانت تذهب لمن يسيطر على الممر وهم الحوثيون، وقد يخسرون هم أيضاً كذلك، لكن سيأتيهم التعويض من طهران”.

*المتضرر الأكبر*

بدوره، قال الصحفي المتخصص في المجال الاقتصادي ماجد الداعري: “التأثير الأكبر الحتمي والمؤكد لاختطاف السفينة التجارية (غالاكسي ليدر)، على اليمن ومصر بشكل أكبر من غيرهما، كون أي عملية قرصنة أو اختطاف واحتجاز لسفن تجارية في البحر الأحمر، يضر بالحركة الملاحية البحرية بالخط الملاحي بشكل عام”.

وأضاف الداعري، في حديثه لـ”إرم نيوز”، “سيرفع نسبة أجور التأمين البحري إجمالاً، وسيشكل تهديدًا باستهداف السفن التجارية المارة بخط الملاحة البحري، وهو ما يخالف قوانين حرية الملاحة البحرية ويضر بأمان الحركة الملاحية بالبحر الأحمر عمومًا”.

وتابع الداعري: “بالإضافة إلى أي خطر أو ضرر في أي خط ملاحي، سينعكس ذلك على حركة التجارة العالمية في الممر المائي، وحركة التجارة العالمية عمومًا، ما يجعل الشركات التجارية والسفن الملاحية الأخرى المارة فيه، في توجس بأنهم لن يسلموا هم كذلك من أي استهداف، وبالتالي سيضر بالحركة التجارية، وتدفق السلع، ورفع أسعار المواد المختلفة عالميًّا، بفعل نقص وقلة المواد المتدفقة”.

إرم نيوز

المصدر