اقتناع محلي و دولي..كيف بات العمل العسكري الحل الوحيد للخلاص من الحوثي؟

الخلاص من المليشيات الحوثية لن يأتي سوى عسكرياً ف”خارطة السلام”امراً يعقد المسألة في اليمن،هكذا يرى محللون يمنيون بعد تضاءل فرص السلام مع هذه المليشيات الارهابية.

الحل العسكري عاد الى الواجهة مجددا من خلال تصريحات صحفية لرئيس مجلس القيادة الرئاسي “رشاد العليمي “الذي طلب دعما عسكريا لاستعادة البلاد من المليشيات الموالية لايران التي باتت تهدد الجوار والعالم.
الرئيس العليمي وخلال لقاء مع قناة العربية أكد ان اليمن رفضت المشاركة في تحالف حارس الازدهار لحماية السفن في البحر الاحمر من الهجمات الحوثية، مشيراً ان الحكومة اليمنية بحاجة للدعم العسكري لايقاف التهديدات الحوثية وليس ان تكون مجرد ديكور في أي تحالفات.

العليمي في مقابلته أكد ان الغرب اقتنع بالنهج العسكري ضد الحوثيين بعد او عارض ذلك لسنوات مؤكدا ان بلادنا بحاجة للدعم العسكري وسيتم الخلاص من هذه المليشيات التي اسببت بأكبر كارثة على الشعب اليمني ووصلت خطورة وجودها الى كافة دول العالم.
كما أكد العليمي ان اليمن تستطع اعادة تصدير النفط المتوقف بسبب الهجمات الحوثية التي استهدفت الموانئ والمنافذ المحررة وتسبب ذلك بازمة مالية لدى الحكومة وانهيار للعملة بحيث وفقا للعليمي تحتاج اليمن لدفاعات جوية لاستئناف عملية تصدير النفط.

ويرى مراقبون ان الحل كان ومازال عسكريا مع جماعة كهنوتية لا تعرف سوى لغة السلاح وكل الظروف مهيأة لذلك.

توقفت الحرب منذ سنوات وتدهورت الاوضاع في كافة المناطق فلا الهدنة قدمت شيئا لليمنيين ولا الحوثي تراجع عن مطالبه المرفوضة شعبيا ومنها ولاية الفقيه وجر البلاد الى حروب خارج الحدود اليمنية.

جلب الحوثيون لليمن الازمات والحصار والجوع والموت وفي كل خطواتهم تزيد تلك المأسي على المواطن اليمني .

واخلت المليشيات الحوثية ولاجل مشروع ايران اليمن في مواجهة مع العالم بعد عمليات القرصنة التي تقوم بها الجماعة في البحر الاحمر.
القرصنة الحوثية التي عطلت التجارة العالمية لم تؤثر فقط على خط الملاحة الدولي بل كان تأثيرها الاكبر على المواطن اليمني الذي يعاني من الموت والجوع وفقدان ابرز مقومات الحياة.

وتسببت الهجمات الحوثية في البحر الاحمر بالحصار على المواطن اليمني بحيث باتت الكثير من سفن التجارة ترفض الوصول الى الموانئ اليمنية كما ارتفعت تكاليف نقل البضائع الى اليمن وفقا لتقارير يمنية رسمية.

ارتفاع تكاليف النقل الى اليمن أدى الى أزمة جديدة في اليمن فقد شهدت اسعار السلع الغذائية ارتفاعا كبيرا وبات الكثير من اليمنيون يعجزون عن شراء المواد الغذائية لأسرهم .

الانتهاكات الحوثية

منذ بدء انقلابها على الدولة ارتكبت المليشيات الحوثية ابشع الجرائم والانتهاكات الانسانية بحق اليمنيين لكنها اليوم تتضاعف كثيرا عن ذي قبل .

فشلها في توفير الخدمات للمواطنين وتزايد المطالبات جعلها ترتكب الجرائم والانتهاكات بحق المواطنين حتى توصل رسالة ان الموت والسجون مصير كل من يخالفها.

في الاشهر القليلة الماضية ارتكتب المليشيات عشرات الجرائم والانتهاكات الانسانية ولعل ابرزها جريمة تفجير المنازل على رؤوس ساكنيها في مدينة رداع بمحافظة البيضاء والتي هزت اليمن بالكامل بعد سقوط اكثر من 30مواطنا بين قتيلا وجريح غالبيتهم من النساء والاطفال.

المليشيات قتلت العشرات من المدنيين في رداع واب ومارب وصنعاء في الايام الماضية كما وزجت بالكثير داخل سجونها في تأكيد على مدى خوفها وعدم قبولها شعبيا.
وتختطف المليشيات منذ أشهر القاضي عبدالوهاب قطران ورئيس

التربوي ابوزيد الكميم وقامت باخراج الصحفي مجلي الصمدي بعد الاعتداء عليه ونهب اذاعته بالاضافة الى الحكم باعدام الناشطة الحقوقية فاطمة العرولي وغيرهم الكثير الذي لا تصل مناشداتهم وتتخوف أسرهم من الحديث عن اختطافهم .

ثورة شعبية

تبدو صنعاء والمناطق المحتلة من قبل مليشيات ايران على استعداد للانتفاضة أقرب من اي وقت مضى خصوصا في ظل الاوضاع المعيشية الصعبة التي يعاني منها السكان هناك والقيود التي تفرضها المليشيات عليهم.

وارتفعت الاصوات مؤخرا بعد تضاءل أمالهم في الحصول على المرتبات اثر الهدنة كما كانت تعدهم المليشيات وبات الصوت الرافض للجماعة يرتفع كل يوم.

فقر وجوع وقيود وجبايات وتوقف للاعمال..هكذا اصبحت صنعاء ومناطق الجماعة وسط دعوات حقيقية للانتفاضة ضد المليشيات التي بات قادتها ينعمون برقد العيش ويتحصلون على الاموال ويشترون العقار ويركبون أفخم انواع السيارات امام انظار المواطن الجائع الفقير.

جريمة رداع والاعتقالات والاختطافات والاحكام الجائرة وتوقف المرتبات وانعدام الخدمات عوامل كثيرة اصبحت بسببها المناطق تغلي ضد المليشيات الحوثية وكل ذلك يؤكد اهمية العمل العسكري في الوقت الحالي الذي سيشهد انيهار الجماعة بعد فقدانها الحاضنة الشعبية والتعاطف الدولي .

الحل العسكري سبق ان تحدث عنه رئيس المجلس الانتقالي عيدروس الزبيدي وكذلك العميد طارق صالح وهو محل اجماع للجميع في اليمن قادة ومسؤولين ومواطنين