قال السياسي الجنوبي البارز المهندس علي المصعبي، أمين حزب جبهة التحرير، إن الجنوبيين مع إيجاد شراكة حقيقية مع الشرعية، وذلك "انطلاقاً من الثوابت التي يجمع عليها كل الجنوبيين بالإيمان بالمشروع العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، لمواجهة التدخلات الإيرانية عبر ذراعها جماعة الحوثي، والتدخلات التركية عن طريق جماعة الإخوان التي يمثلها حزب الإصلاح في اليمن"، مؤكداً أن هذه الشراكة مع الشرعية مرهونة باعتراف الشركاء بالقضية الجنوبية العادلة.
واستنكر المصعبي - لدى مشاركته في حلقة "خط أحمر" على قناة "الغد المشرق"، مساء أمس - تصريحات رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد العليمي الأخيرة حول القضية الجنوبية الذي قال إن حلها يندرج في إطار الحل الشامل للأزمة اليمنية.. مشيراً إلى أنه "إذا كان هناك توجه حقيقي لإزالة كل الشوائب السابقة التي شابت شركاء الجنوبيين في الحكومة الشرعية، فلا يمكن أن يتم بعد تصريحات العليمي تلك، إلا من خلال اعتذار "عملي" منه، وذلك بالاعتراف بالقضية الجنوبية وبإرادة ومشروع شعب الجنوب وحقكم في استعادة دولتهم، في أي مفاوضات سلام مع الحوثي".
ودعا المهندس المصعبي إلى تصويب شكل الشرعية، "من خلال "تشكيل حكومة مصغرة من الشرعية تمارس مهامها في مأرب للضغط على الحوثيين وتحرير ما يمكن تحريره، وبالمقابل أيضاً تشكيل حكومة خدمات وتنمية تتواجد في عدن".
وفي سياق حديثه، أكد السياسي الجنوبي المخضرم المهندس علي المصعبي أن "الجنوبيين على الرغم من تمكنهم من تحرير أرضهم، إلا أنهم مع تحرير صنعاء"، مبيناً أن ذلك "نابع من إيمانهم ووقوفهم مع القضية العربية التي تقودها السعودية والإمارات للتصدي للتدخلات الخارجية في المنطقة، وهو ما أكده الرئيس عيدروس الزبيدي أكثر من مرة".
مستدركاً بالقول: "لكن للأسف نرى تكاسلاً من قبل شماليي الشرعية من الإخوان المسلمين وبعض متصدري المشهد في الشمال في مسألة تحرير صنعاء، بينما نرى الأحرار الذين يسعون فعلاً لوأد النفوذ الإيراني في الشمال من خلال التواجد الحوثي، أمثال محرر ومحافظ الجوف الشيخ حسين العجي العواضي المتواجد حالياً في عدن، والذي يعاني معوقات كثيرة من قبل الشرعية لاستكمال تحرير محافظة الجوف".
وتابع المصعبي مؤكداً أن "تجسيد التلاحم بين الجنوبيين والشرعية اليمنية بحاجة إلى الاعتراف بالآخر، لكن للأسف إخواننا في الشرعية مازالوا إلى الآن لم يعترفوا بقضيتنا العادلة واستحقاقات أبناء الجنوب".. لافتاً إلى أن "اعتراف الشرعية بالقضية الجنوبية سيخلق نوعاً من الطمأنينة والتجانس الذي من خلاله يمكن أن يسهم إسهاماً كبيراً في تحقيق ما يمكن تحقيقه من تحرير مناطق الشمال من قبضة الحوثيين، أو على الأقل الضغط عليهم للتوجه نحو سلام حقيقي وعادل يشمل كل اليمن، لا يستثني شعب الشمال من الاستبداد الذي يمارسه الحوثي عليهم، ولا يستثني أيضاً إرادة الجنوبيين في تحقيق ما يصبون إليه من استعادة دولتهم".
وحول مستقبل القضية الجنوبية في مفاوضات السلام، أكد المهندس علي المصعبي أن مقابلة المبعوث الأممي إلى اليمن لأمين عام المجلس الانتقالي الجنوبي، هي إشارة واضحة حول مسألة الاعتراف بالجنوبيين كطرف رئيسي في المعادلة السياسية، وأيضاً طرح الأخ أمين المجلس السيد أحمد حامد لملس، وكذلك ما صرح به رئيس الدائرة الخارجية للانتقالي أكثر من مرة، حول ضرورة أن يكون هناك وفد جنوبي مستقل بما يتنافى مع ما كان سابقاً نظراً للمعطيات على الأرض"..
وأوضح أن "هناك أمراً واقعاً على الجميع أن يدركه ويعترف به، وهو أنه لا يوجد طرف متواجد على الأرض غير الجنوبيين"، مشيراً إلى أنه "على الرغم من وجود مغامرات دولية لتشتيت المشهد الجنوبي، إلا أن ذلك لم ينجح".. لافتاً أن"هناك محاولة لتطبيق نظرية الصدمة والفوضى الخلاقة في الجنوب، لكن لم يتوفقوا في ذلك حتى الآن".
هذا وكان السياسي الجنوبي البارز علي المصعبي، أمين عام حزب جبهة التحرير، قد تحدث في مستهل الحلقة حول التصعيد الحوثي وإصراره على إجهاض مساعي السلام، بعد تعمده إفشال الجهود الأممية والوساطات الإقليمية لتمديد الهدنة بعد مرور خمسة أشهر على انتهائها، رغم كل التنازلات التي قدمت لدواعٍ إنسانية.
حيث أكد أن التصعيد الحوثي واستهدافه للمنشآت الحيوية في الجنوب خاصة موانئ تصدير النفط، يأتي في ظل ما أسماه "التخادم الدولي لمشروع الحوثي لتركيع جوانب معينة"، بحسب تعبيره.
مشيراً إلى أنه "لو تم تمكين الجنوبيين والشرعية من مسألة الدفاع عن تلك الموارد لما استطاع الحوثي أن يصل بمسيراته إلى تلك الأماكن، في ظل منع حقيقي لاستخدام أي تكنولوجيا لهذه القوات المتواجدة على أرض الواقع في الجنوب للدفاع عن تلك المواقع".
وحول سؤال مقدم الحلقة: لماذا لا تعتبر الشرعية الخرق الحوثي للهدنة وتصعيده المتواصل كافياً لإنهاء كل المسائل السياسية لتمديد الهدنة، لأن تصعيد الحوثي أضر كثيراً بالناحية الاقتصادية والإنسانية في المناطق المحررة.. قال المهندس علي المصعبي "للأسف ما تمارسه الشرعية في ظل تعمق وجود الإخوان المسلمين (حزب الإصلاح) خلال الفترة الماضية، وأيضاً عدم وجود تركيبات حقيقية ومصداقية حقيقية في ظل مكونات الشرعية وفق الإعلان الأخير الذي تم في العاصمة السعودية الرياض.. كل ذلك سهل للحوثي التحرك وعدم قدرة الشرعية على الرد على تصعيده وتعنته".
لافتاً أن "ممارسات المكونات الموجودة في الشرعية للأسف تخدم الحوثي أكثر من كونها صادقة في مسألة صراعها معه"..
وأردف المصعبي بالقول: "كل ما نشاهده من محاولات دولية تنصب انصباباً حقيقياً للميول للاعتراف بالحوثيين كطرف رئيسي متواجد ولا يمكن إنكار ذلك، وكل المساعي هادفة إلى تحقيق هدنة معنية بالرفض الحوثي الذي كلما زادت المفاوضات معه زادت اشتراطاته على الأشقاء في التحالف بدعم بعض الدول كأمريكا وغيرها، بالمقابل لا حل أمام الصلف والتعنت الحوثي".
مؤكداً أن "هناك ميولاً دولياً للأخذ بمطالب الحوثيين، وإن كانت على استحياء من السعودية والإمارات نتيجة لمكانتهما، إلا أن الحياد واضح".
مضيفاً بالقول: "وفي الوقت نفسه لا يوجد ند للحوثيين في ظل الاعتراف بهم كطرف رئيسي في المعادلة السياسية إلا الجنوبيون.. فلا وجود لإخواننا شماليي الشرعية، لا قدرة ولا قوة على الارض إلا الجنوب.. وهناك تساهل جنوبي في هذا الإطار بسبب إيماننا بالقضية العربية التي تقودها السعودية والإمارات لمواجهة المد الإيراني، كما أسلفنا ذكره".
عزيزي الزائر لقد قرأت خبر المصعبي: لاستمرار شراكتنا مع الشرعية يستلزم الاعتراف بالقضية الجنوبية العادلة "عمليا" في موقع صدى المواقع ولقد تم نشر الخبر من موقع عدن الآن وتقع مَسْؤُوليَّة صحة الخبر من عدمه على عاتقهم ويمكنك مشاهدة مصدر الخبر الأصلي من الرابط التالي عدن الآن