الثروات النفطية والمعدنية في الجنوب..بين الاستنزاف والنهب المنظم
ضمن حلقاته الأسبوعية نظم منتدى الجنوب لتنمية الوعي السياسي والاجتماعي في يوم الخميس الموافق7 سبتمبر 2023م حلقة نقاشية بعنوان ( الثروات النفطية والمعدنية في الجنوب..بين الاستنزاف والنهب المنظم)، قدمها الدكتور حسين العاقل استاذ الجغرافيا الجيولوجية في جامعة عدن.
افتتحت الحلقة بالتذكير بأنشطة المنتدى والأهداف التي يسعها إليها، ومن ثم تحدث ضيف الحلقة الدكتور حسين العاقل عن محورين:
المحور الاول الوضع الراهن للثروات البترولية في الجنوب
والمحور الثاني الثروات المعدنية في الجنوب .
والمحور الثالث المداخلات ومشاركات اعضاء المنتدى
ففي المحور الأول ، تحدث العاقل عن الخارطة الجغرافية للجنوب وما يحتويه من ثروات بترولية مشيرا ان التطورات السياسية في اليمن والجنوب منذ مطلع الستينات عرقلة استخراج النفط في الجنوب مما جعل بريطانيا تتوجه الى الى دولة الكويت الكويت، وبعد الاستقلال حاولت قيادة دولة الجنوب ان تتعاقد مع عدد ثم الشركات وكانت النتائج أن الشركات تنسحب فجأة بدون سابق انذار.. فقد كان هناك تقاسم وتنافس بين دول المنطقة كان سبب تاخير استخراج النفط في الجنوب.
وفي عام 1983م قام نظام صنعاء الشمالية بالتعاقد مع عدد من الشركات ومنها هنت الامريكية وتم افتتاح مصفاة في مارب.
وفي الجنوب توجهت القيادة السياسية الى روسيا طارحين قضية استخراج النفط وتم الاتفاق علئ ان الجنوب يعد بحيرة كبيرة وعليه اطماع عالمية وطرح موضوع تحسين العلاقات مع دول الجوار .
وفي عام 1988م تم حفر عدد من الابار في شبوة مما عجل الى قيام مشروع الوحدة لكون نظام صنعاء ادراك ان الجنوب لو استخرج النفط قد يعرقل قيام الوحدة..وهذا ما حصل
وبعد عام 1990 بدأت الشركات تتدفق نحو استخراج النفط في النوب دون الشمال وكان الاستخراج النفطي 450000 الف، برميل
ومن خلال متابعتي للتقارير الاحصائية تبين تناقص الانتاج.. وكان هناك تعتيم شديد عن المعلومات.
وفي عام 2015 برزت عملية التهريب لاسيما بعد توقيف عدد من الشركات الاجنبية.
ونشأة عدد من الموانئ استخدمت للتهريب فيتم نقل المشتقات النفطية عبر ناقلات خاصة لتجار يمنيين متتفذين، فقد بلغت
حجم الصادرات 2022 بلغت قيمتها مليار وسبعمائة واثنين عشرين مليون دولار..
وبعد الحرب تم تسليم الايرادات النفطية تسلم، و الايراد الى البنك الراجحي السعودي.. وصارت هناك اسواق سوداء للبيع مفتوحة في البحار والبر.. ولا يستطع أن يعرف كم حجم الايرادات..
وفي المحور الثاني تحدث العاقل عن الثروات المعدنية والمناجم في الجنوب وتحدث ان في عام 1973 نقب عن الذهب والمعادن وكان هناك تواجد كبير للذهب.. وبعد حرب صيف 94 عمل الاحتلال اليمني على الاستيلا لمعظم مناجم الذهب في الجنوب والتي بلغت 21 منجم،.. وقد وبلغ عدد منجم واحد فقط من تلك المناجم 28 طن في السنة، وبلغ عدد الاجمالي الكلي لتلك المناجم 114 طن في السنة وهذه المعادن النفيسة تنقل الى للاسواق العالمية.
حقول الغاز 40 مليار متر مكعب.. هذه الارقام كلها تذهب خارج ميزانية الدولة وكذلك يحرم منها الجنوب وشعبه.. والسؤال الذي يطرح نفسه كيف نستطع استعادة هذه الثروات البترولية والمعدنية المنهوبة من تحت ايدي الغزاة ، طالبا من المشاركين في الندوة مناقشة هذا السؤال والإجابة عليه في سبيل الخروج من هذا المأزق الكبير الذي وقع فيه شعبنا في الجنوب.
وفتحت ابواب النقاش والمشاركات للحاضرين فقد
تحدث الأستاذ فضل:
أن الحلول المطروحة حاليا في سبيل استعادة الارض هو البسط على وادي حضرموت ومن ثم، وكاستعادة ثروات جنوبنا الحبيب، ويتوجب تشكيل جيش اكتروني بشكل واسع يدافع عن أهداف قضية شعبنا. وتطرق الى اهمية الاكتفاء الذاتي الزراعي والتجاري.
وقال الأستاذ سعيد اليهري : إن الحل لاستعادة تلك الثروات هو مرتبط ارتباط مباشر باستعادة الدولة الجنوبية.
وتحدث الأستاذ علي صالح :عن تجربة عاشها في فترة عمله في مجال نزع الالغام وتحدث قائلا: إن قطاع 17 مليء بالنفط وكانت الهضبة والجبال في شبوه وابين مليئة بالمعادن، ومن حيثما تجاربنا تأكد لنا انه حيثما وجدت توجد القاعدة وجدت المعادن.
وتطرق إلى ابرز الحلول قائلا: إن وحدة الصف هي السبيل الامثل لاستعادة الدولة وبناء جيش وطني قوي يحمي الجنوب وشعبه وثروته.
وتحدث العميد محمد علي قائلا إن التحرك نحو استعادة الثروات الجنوبية يتطلب، التحرك الدبلوماسي والسياسي.
ودعا العميد محمود الغزالي قائلا : لابد أن نستفيد من الصحوة في القرن الافريقي التي انتفضت ضد ناهبي ثرواتها ويجب الحسم السياسية والعسكري لدحر القوة الاستعمارية في الجنوب.
وتحدث صالح الردوع إن الحل الانسب هو التخلي عن الشراكة المنقوصة مع قوى الاحتلال اليمني وفض الشراكة مع الاحتلال وتفعيل لجنة الحشد الجماهيري لما له من قدرة على تصحيح الاعوجاج التي رافقت مسيرة الثورة.
وتحدث الشيخ محمد ناجي عفيف قائلا: إن الإعلان الحكم الذاتي والسيطرة على الموارد الجنوب كلها هو الطريق الانسب لكوننا فقدنا كل شيء ولم يبق لدى المواطن شيء يحافظ عليه.
وقال المهندس منصور نور قائلا: إن الحديث بحماس،وقلق لاسيما في المواضيع الاقتصادية وهناك دول قد تؤيدك في خطواتك لكنها لها نصيب جراء ذلك التحرك لايقل عن نسبة 30% من الثروة الوطنية وفي الجنوب انه مازال بكرا ويقدر الحقول التي لم تستخدم 15 حقلا ويشكل 70% من الاحتياطي في المنطقة.
وأشار ان الحرب هي حرب مصالح بالدرجة الأولى أذن فكيف نفكر بلب العقل والنظر مثلا لدولة قطر كيف استطاعت ان تقفز هذه القفزة النوعية.
السؤال المطروح في الحلقة هو كيف نستفيد ثرواتنا المنهوبة في الجنوب؟ والاجابة على هذا السؤال هو التوفيق بين اهدافنا وبين مصالح الحلفاء والشركاء الاقليمين في المنطقة من خلال الاتي:
* تعزيز الثقة للدول التي تريد تساعدنا ولنا في ثورة القرن الافريقي نموذجا.
*التشبيك والتواصل والتنسيق مع الجهات الغير رسمية والتي لها القدرة على صناعة القرار السياسي في الدول التي نطمح ان تساعدنا في استعادة دولتنا.
* تشكيل لجنة وطنية للطاقة تقوم مهامها التواصل مع الشركات المنتجة للنفط والمنظمات المحلية والدولية في مجال الطاقة.
أنا لا اريد تعزيز الثقة مع المبعوث الاممي،فقط بل من الوزاء الخارجية الغربية ورجال المال والاعمال والمستثمرين في الجنوب العرب والاجانب والتواصل معهم الى تفاهمات بشأن مستقل ثروات الجنوب.
وتحدث العميد عوض هادي قائلا: لماذا تأخر اكتشاف النفط في الجنوب أن الاجابة على هذا السؤال هي ممكن المشكلة، فالسياسة هي اقتصاد مكثف والصراع في اليمن والجنوب وشبه الجزيرة العربية هو صراع اقتصادي، فمثلا غزو الكويت كان له صدأ دولي فكان المصالح الدولية هي من حركت التحالف الدولي ضد العراق وإخراجه وتدميره بالقوة العسكرية بينما في الطرف الاخر في الجنوب تم غزو واحتلال الجنوب فكان التماطل والتناسي هو سيد الموقف.
واعتقد ان الحلول المناسبة هو تطمين الشركات الرسيمة والسيطرة علي الشركات الوهمية ومحاسبة متنفذيها. والحقيقة تقول فكلما كبرت مصالح المتنفذين كلما كبرت التضحية في سبيل مواجهتم فتكون التكلفة باهضة.
ورأى العميد صائل الغزالي قائلا إن مفتاح الحل في المرحلة الراهنة هو بيد المملكة العربية السعودية ومتى ما استطاع المجلس الانتقالي أن يفتح الابواب المغلقة حينها يستطع ان يحصل على القرارات المصيرية وما دام القفل مفتاحه ضائعا فأن المرحلة ستطول وقد تكون مكلفة في حالة كسر الاقفال دون مفاتيحها.
وتحدث الشيخ عبدالحميد الحالمي قائلا: إن على الانتقالي ان يتحمل المسؤولية الكاملة لكون مصطلح الحرب يعني فرض قوة عسكرية وسياسية على طرف معين بالقوة اما مسك العصا من الوسط ستكون نهايتها غير مجدية.
واقترح أن يعقد مؤتمرا اسبوعيا للمجلس الانتقالي ويشرح للشعب والاقليم والعالم الاحداث السياسية والاقتصادية والامنية العسكرية وألا يترك شعبه في حالة التيه والاستقطاب..
واشار خالد العبد إن الاحصائيات التي سردها ضيف المنتدى بينت حقيقة الصراع بين القوى المتنافسة في المنطقة وكذلك كشف الفساد وغسيل الأموال المهولة لاسيما في مجال المعادن والذهب والمشتقات النفطية، طارحا عددا من الحلول منها،دعوة منظمات المجتمع المدني لمكافحة الفساد وغسيل الأموال وكذلك تحريك العملية العسكرية والسياسية لتحرير وادي حضرموت ومن ثم البسط على الثروات الوطنية الجنوبية.
ورأى السفير ثابت السقلدي تشكيل وفد فني مختص عسكري وسياسي واقتصادي للجلوس مع صانعي القرار السياسي في المملكة العربية السعودية وتبين نقاط الاتفاق بين الطرفين والوصول إلى حلول مشتركة.
وتحدث يحيئ عمر غالب قائلا :إن الشركات والتنقيب كلها في الجنوب فمنذ صيف حرب 94 لم يتم التنقيب في الشمال لا في،مارب ولا في الجوف وهذا مؤشر ليس لنهب الثروة الجنوبية فقط بل انه استنزاف وتدمير للثروات والحقول والمناجم وهناك تقارير تقول إن هذه الحقول سوف تستنزف في الاعوام القادمة مما يكشف عن تلك المؤامرة التي،رسمت منذ تسعينات القرن الماضي حتى اللحظة.
ولذلك يتوجب علينا أعطا هذه الملف أهمية كبيرة ويجب استدعاء كل المختصين والمهتمين والدارسين لمصادر الطاقة والثروات في الجنوب والجلوس معها ودعمها في إيجاد الحلول المناسبة لايقاف هذا النزيف الذي تتعرض له الثروة الوطنية.
وتحدث الوكيل عبده العاقل قائلا: إن التأمل لتك المكاشفات بين مسؤولي حكومة المناصفة والتبادل بالتهم في صفقات فساد كبيرة جدا يدل على مدى العبث الذي تتعرض له الثروة الوطنية بينما المواطن والشعب يعاني مرارات الجوع والمرض.
واقترح أن يقوم المجلس الانتقالي الجنوبي بتشكيل لجنة،وطنية مختصة لمتابعة تلك الخروقات التي يرتكوبها ما يتوجب أن يكونوا حريصين على مصالح الوطن والمواطن.،والأمر الأخر والمهم هو أن يثبت المجلس الانتقالي حقيقة المناصفة المزعومة ويشارك في كل مفاصل الدولة وألا يكون شاهد زور فقط.
وكذلك الإسراع في الهيكلة العسكرية والامنية لاهم مؤسسات الانتقالي لكونها صمام أمان حماية الارض والثروة فحين تكون تلك المؤسستين في اعلى مستوايتها تحقق الانجازات الكبيرة.
وكان المتحدث الأخير محمد عبدالله الجعدني قائلا:إن يتوجب تشكيل مراكز ومبادرات أكاديمية ومجتمعية تتبنى تحرير المشتقات النفطية والثروات المعدنية، وكذلك تسهم كل محافظة بجهود كل أبنائها في تحرير والسيطرة على ثرواتها.
وفي ختام الحلقة اختتم رئيس المنتدى سعادة السفير قاسم عسكر جبران حلقة النقاش شاكرا كافة المتحدثين ومجملا إبرز النقاط التي تمحور حولها الحديث مشيرا أن حلقة هذا الاسبوع كانت اكثر ترتيبا وتفاعلا وهذا يدل على مستوى الوعي السياسي الذي رسم لهذا المنتدى، وقد تطرق في نهاية الحلقة الى برنامج المنتدى للاسابيع الثلاثة القادمة قائلا إن المنتدى سينفذ أنشطة ميدانية داعيا الراغبين في المشاركة بالتواصل مع الهيئة الادارية للمنتدى.
صادر عن اللجنة الإعلامية للمنتدى الجنوب لتنمية الوعي السياسي والاجتماعي. عدن
7 سبتمبر 2023م
المصدر
