تغيير رئيس الوزراء.. الحرب الاقتصادية مستمرّة والمعاناة تزداد

عانى البلد ستة أعوام من فساد رئيس الحكومة السابق معين عبدالملك الذي يعمل بلا حس وطني وبتركة مليئة بالفساد.
وكان نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، ونائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي العميد عبد الرحمن أبو زرعة المحرمي قد فتح النار قبل أشهر على معين عبد الملك بالقول أنه لو كان جاد في تنفيذ ما يطلب منه لكان الوضع أفضل بكثير، في حين استمر المجلس الانتقالي بتوجيه الانتقادات اللاذعة لرئيس الوزراء المُقال .
وقال المحرمي حينها عن معين عبدالملك :” يعمل بلا حس وطني وهو كثير الكلام قليل الإنتاج، هناك أشياء ممكن القيام بها ومتاحة ولم يقم بها وكأنه ليس مسؤول عن الأوضاع ولا نشعر أنه يريد أن يحقق أي إنجاز ولو على مستوى الأشياء الممكنة المطلوبة منه. فمعين عبدالملك ومن حوله هم الذين طالبوا باسقاط النظام في 2011 في الساحات، فلا يمكن من كان دأبه إسقاط وتخريب النظام أن يعمل على إصلاح النظام أو أن يقدم أقل الخدمات للشعب ويحارب الفساد … إلا من رحم الله وهم قليل جداً. هناك حقائق كثيرة تدين الدكتور معين على إخلاله بالوظيفة العامة وتفريطه في كثير من الأمور وتأخير الكثير من الإصلاحات وعدم العمل على ترشيد المال العام ومراعاة وضع الشعب.
قرار رئاسي:
أصدر رئيس مجلس القيادة الرئاسي في اليمن رشاد العليمي، الإثنين، قرارا بتعيين أحمد عوض بن مبارك، رئيسا للحكومة، خلفا لمعين عبدالملك في خطوة تهدف إلى معالجة المشاكل الاقتصادية والخدمية في مناطق الشرعية المحررة.
وقالت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية “سبأ” “صدر (الاثنين) قرار رئيس مجلس القيادة الرئاسي رقم 56 لسنة 2024، قضت المادة الأولى منه بتعيين أحمد عوض بن مبارك رئيساً لمجلس الوزراء”.
وتابعت “قضت المادة الثانية من هذا القرار، باستمرار أعضاء الحكومة في أداء مهامهم وفقا لقرارات تعينهم”.
كما عين رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، رئيس الوزراء المقال معين عبدالملك مستشارًا لرئيس مجلس القيادة الرئاسي.
– رئيس وزراء مقرب من واشنطن:
في أول حديث عقب تعيينه على حسابه في منصة “إكس” قال بن مبارك إن “حكومته ستعمل بروح الشراكة الإقليمية والدولية والحرص على أن يكون اليمن شريكا في إحلال السلام والأمن”.
وتابع ضمن حديثه الذي أعتبره محللون كلاما فارغا “سنعمل على تحقيق نتائج ملموسة مدركين ما يمر به الشعب اليمني من معاناة وما قدمه ولا زال يقدمه من تضحيات في معركته لإنهاء الانقلاب واستعادة الدولة وانتصاره لقيم الجمهورية ومبادئها الوطنية الديمقراطية الأصيلة”.
ورحبت الولايات المتحدة، بتعيين رئيس حكومة جديد باليمن في بيان مقتضب صادر عن سفير واشنطن لدى البلاد، ستيفن فاغن، نشره حساب السفارة عبر منصة “إكس”.
وقال فاغن “نهنئ معالي الوزير أحمد عوض بن مبارك بمناسبة توليه منصب رئيس الوزراء (في اليمن)، ونقدر الشراكة الوثيقة (لبن مبارك) مع الولايات المتحدة خلال فترة عمله سفيرا في واشنطن (2017- 2020) ووزيرا للخارجية”.
– انتقادات لبن مبارك.. ومطالبات بفتح ملفات فساد معين:
فور اقالة معين، سارع الامين العام للامانة العامة لهيئة رئاسة المجلس الانتقالي الاستاذ /فضل الجعدي ، لدعوة كل من يحوز على ملفات للفاسدين سرعة إحالتها إلى النائب العام والشروع بالإجراءات القانونية، في اشارة الى رئيس الوزراء السابق.
وقال الجعدي ” ‏‏‏كل من تورط في قضايا الفساد فهو مدان ويجب تطبيق أقصى العقوبات القانونية ضد من يثبت ضلوعه في تلك القضايا التي تزيد العبء على المواطنين وتضاعف معاناتهم “
وأكد “وعلى كل من يحوز على ملفات للفاسدين سرعة إحالتها إلى النائب العام والشروع بالإجراءات القانونية ومحاسبة كل المتهمين بقضايا الفساد” ..
وانتقد القيادي بالمجلس الانتقالي الجنوبي الشيخ هاني بن بريك، الحركة الإرهابية المعروفة باسم الإخوان المسلمين، واتهمها بالسعي للسيطرة على الحكومة اليمنية والمؤسسات الوطنية، معلقا على تعيين رئيس حكومة جديد ينتمي للجماعة.
وقال بن بريك في تغريدة على موقع تويتر: “إذا تولى الإخونجية وأتباعهم قيادة الحكومة فلا تنتظر خيراً للبلاد. لا تُودِعِ السِّرَّ وَشّاءً يبوحُ بهِ فما رعى غَنَماً في الدَّوِّ سِرْحانُ. والمجاملات في الأمر العام لا تنبغي ولا تحل.”
– حرب اقتصادية:
الدعوة لتحرك دولي فعال والانخراط في مجابهة شاملة لا تحتمل أي مقاربات هي السياسة التي يدعو إليها المجلس الانتقالي، ويراها الأكثر نجاعة في وضع حد للتهديدات التي تثيرها المليشيات الحوثية.
ومع تفاقم الأعباء على الجنوب، فإنَّ استمرار الأمر بوضعه الراهن في ظل الحرب الاقتصادية التي يتعرض لها الجنوب، هو أمرٌ من شأنه أن يكون مقدمة لحالة من الفوضى.
وشنّ حرب اقتصادية على الجنوب أمرٌ يتكرر ويتفاقم على مدار سنوات الحرب خلال السنوات الماضية، في إطار العمل على استنزاف الجنوب معيشيًّا واقتصاديًّا وخدميًّا ضمن حرب شاملة تثيرها القوى المعادية.

المصدر