أوساخ حوثية تحاول إيذاء معالم ميدان السبعين في صنعاء

 

 

على امتداد الرصيف الغربي لميدان السبعين بمدينة صنعاء، تنتشر مخلفات الطعام وفضلات نبات القات الممضوغ، وبصقات الشمّة، وغيارات الأطفال حديثي الولادة، في واحدة من صور التدمير الممنهج والتشويه المتعمد، لكل ما له علاقة بالجمال والرقي والمظاهر الحضارية.

 

مستنقعات مائية متفرقة، وبقع أرضية داكنة، وروائح كريهة، باتت تتكون وتنبعث من سطح وجنبات الرصيف الممتد من جسر شارع 45 شمالاً وحتى جسر شارع الستين جنوبا (دار الرئاسة).

 

على متن سيارات خاصة بهم، وعلى حصائر ورقية ومساند حجرية، تكتظ ساحة ميدان السبعين بالمواطنين في جلسات طعام ومقيل جماعية وفردية تستغرق في المتوسط ما بين 8 إلى 10 ساعات، فيما يواصل بعضهم النهار بالليل، والليل بالنهار.

 

فراغات قضاء الحاجة 

 

يعتقد عباس الريمي (53 عاما – بائع متجول في المنطقة) أن أغلب المتنزهين الافتراضيين هنا يقضون حاجتهم في علبٍ بلاستيكية ترمى لاحقا على سطح الاسفلت، وأسفل جذوع الأشجار، أو ما بين فراغات السيارات، وزوايا معالم ميدان السبعين، بما في ذلك النصب التذكارية الشهيرة ذات الدلالات الرمزية والأبعاد النضالية الوطنية. 

 

رغم احتياجه لنشوء مثل هذه الظاهرة لتسويق مبيعاته من علب المياه والمناديل الورقية وحلويات الأطفال، يعتقد عباس الريمي بوجود توجه رسمي لتلطيخ ميدان السبعين بالاوساخ وتحويله إلى مستنقع أو روضة جديدة، في إشارة الى انبعاث روائح المجاري في منطقة الروضة (شمالي صنعاء) قرب مطار صنعاء الدولي.

 

تضيّق مليشيا الحوثي الخناق على سكان صنعاء في كل شيء، إلاّ فيما له علاقة بإيذاء هويتهم الجمهورية واغتيال معالم ثورتهم السبتمبرية معنوياً، حسب أحمد النهمي (50 عاما- مزارع) الذي ركن سيارته على مقربة من النصب التذكاري للجندي المجهول، لأداء صلاة الظهر بجامع الصالح شمالي شرق الميدان.

 

أعمال انتقامية من رموز الثورة اليمنية 

 

يعتقد النهمي أن حكومة صنعاء التي تديرها مليشيا الحوثي تستطيع إيجاد متنفسات سياحية للسكان على أطراف صنعاء وفي ضواحيها وعلى المرتفعات المحيطة بها، لكنها تحتاج هنا النيل من رمزية المكان ومعالمه الوطنية، فيما يشبه الأعمال الانتقامية، أو تصفية حسابات قديمة من رموز الثورة اليمنية (26 سبتمبرـ 14 أكتوبر- 30 نوفمبر). 

 

ويلفت النهمي إلى محاولة الجماعة طمس معالم النصب التذكاري لضريح الجندي المجهول، المكون من 6 أعمدة تجسد أهداف الثورة اليمنية 26 سبتمبر، بدفن ما يعتقد أنها جثة للقيادي في صفوف الجماعة صالح الصماد ومرافقيه تحت هذا النصب، في محاولة لتحويله إلى قبر خاص بالجماعة ذي أبعاد مذهبية ودلالات طائفية.

 

(روضة) وبائية جديدة جنوب صنعاء 

 

وعلى بعد نحو نصف كيلومتر، شرق منصة ميدان السبعين، (منطقة خالية ومغلقة) كشفت مصادر محلية وشهود عيان عن تجمع مياهٍ للمجاري في ما يشبه البحيرة هناك، يعتقد أنها كانت حوضاً مائياً نقياً، يستخدم لسقي أشجار ومحاصيل المزارع المنتشرة في المنطقة.

 

وقال عاملون على حراسة المنصة، ومزارعون في المنطقة، إنّ مياه الحوض اختلطت بقنوات تصريف صحي (مجاري)، ما تسبب في تغيّر لون المياه ونشوء طبقة طحالب وانبعاث روائح غازية تذكّر وتشبه تماما تلك الروائح المنبعثة بمنطقة الروضة قرب مطار صنعاء الدولي شمالاً.