بول جاسكوين.. “مارادونا” إنجلترا الذي أدمن وأفلس ومات مرتين!
بول جاسكوين ذلك النجم الذي أسر القلوب، وحين سالت دموعه أبكى وطنا بأكمله، قبل أن يعيش حياة مأساوية لم يتوقعها أحد.
البداية كانت في قطاع الناشئين بنيوكاسل، حين أظهر معدنه البراق، وكان تصعيده للفريق الأول مسألة وقت، وهو ما جرى بعمر 18 عاما، ليخوض 3 مواسم استثنائية سجل خلالها 21 هدفا.
سعى الجميع لخطف “جازا” لكنه اختار توتنهام فصار أحد نجوم سبيرز، وساهم في تتويجه بكأس إنجلترا، قبل أن يستدعيه المدير الفني لمنتخب الأسود الثلاثة بوبي روبسون ليكون ضمن كتيبة مونديال 1990.
دموع لم تجف
قدم صانع الألعاب الإنجليزي أداء مميزا في المونديال، لكنه انفجر باكيا في نصف النهائي بعد نيله بطاقة صفراء خلال مواجهة ألمانيا الغربية.
أدرك اللاعب الأصغر في كتيبة الأسود الثلاثة حينها، ما يعنيه ذلك فورا. فقد كان قد تلقى بطاقة صفراء في ثمن النهائي ضد بلجيكا، مما كان يعني أنه لن يخوض المباراة النهائية، في حال تأهل الإنجليز إليها.
وتحدث جاسكوين عن ذلك: “عندما كنت طفلا كان يراودني كل ليلة حلم خوض كأس العالم، وتمكنت من تحويل الحلم إلى حقيقة، لكن عندما رفعت البطاقة الصفراء بوجهي، أدركت أن حلمي قد انتهى”.
وعلق مدربه بوبي روبسون، قائلا: “اعتصر الألم قلبي. كانت (البطاقة الصفراء) بمثابة مأساة بالنسبة له ولي وللفريق والبلاد وكرة القدم برمتها، فقد قدم أداء رائعا، وكلما زادت أهمية المباراة، أصبح أداؤه أفضل”.
واستمرت دموع جاسكوين بخسارة إنجلترا بركلات الترجيح، لتكتب “الليلة المظلمة” المشاركة الأولى والأخيرة لنجم “لن يمحى من ذاكرة الإنجليز” في كأس العالم.
إنه أفضل لاعب زاملته على الإطلاق، في عام 1990 كان رائعا، لقد كان يتحدى مارادونا كأفضل لاعب في العالم”، برايان روبسون نجم إنجلترا السابق.
نحو المأساة
وقعت إنجلترا في حب صانع اللعب الموهوب، بعد تألقه في كأس العالم، لكن مسيرته تدهورت سريعا بسبب قرارات سيئة وإصابات قوية، والغرق في الحياة الليلية بلندن.
غادر إنجلترا إلى لاتسيو في إيطاليا ومنها إلى رينجرز الإسكتلندي، ليجد نفسه مرة أخرى في قائمة إنجلترا في يورو 1996، قبل أن يواجه نهاية حزينة مع المنتخب، باستبعاده من تشكيل مونديال 1998.
خرج جاسكوين عن السيطرة، وانتهى به الحال في مركز لإعادة التأهيل عام 1998، بسبب إدمان المخدرات والكحول، وتصاعدت مشاكله عقب الاعتزال في 2004، حيث عانى من الاكتئاب.
تعرض للإفلاس في نوفمبر/تشرين الثاني 2008 بعد إخفاقه في تقديم أي إقرارات ضريبية لأكثر من عامين، إلى جانب ديون تصل قيمتها 200 ألف إسترليني، لكن المحكمة العليا جنبته الإفلاس في 2011.
وفي 2014 نقل “جازا” إلى المستشفى بعدما انهار على عتبة منزله بزجاجة “خمر”، وقالت الصحف إنه كان مهددا بالتشرد بعد هذه الواقعة، حيث ظهر في صورة سيئة جدا بملابس متواضعة خلال هذا الحادث.
وقال جاسكوين عن هذه الواقعة في تصريحات نشرتها صحيفة ماركا: “في اليوم التالي للحادثة قال المستشفى إنني توفيت مرتين في سيارة الإسعاف (توقف قلبه عن النبض)”.
وفي 2018، واجه أسطورة إنجلترا اتهاما بالاعتداء الجنسي على امرأة في قطار، ثم برأته المحكمة عام 2019.
