وزير والأوقاف والإرشاد يكشف أن الوزارة نعمل في وضع استثنائي وبدون ميزانية من الحكومة منذ تسلمها وحتى اليوم

التقاه / د. الخضر عبدالله:

أكد معالي وزير الأوقاف والإرشاد محمد عيضة شبيبة أن موسم حج 1444ه كان موسمًا استثنائيًا وناجحًا بكل المقاييس وأن الوزارة ممثلة بقطاع الحج والعمرة عملت على تذليل كافة الصعوبات والمعوقات أمام الحجاج والمعتمرين .
وأوضح إلى ان اتهامات بيع تأشيرات الحج عارية عن الصحة ولا يليق توجيهها إلى بعثة الحج التي سهر أفرادها بكل تفانٍ وحب طوال أشهر على تنظيم موسم الحج والإشراف على أعمال التفويج ابتغاء مرضاة الله وحرصًا على خدمة ضيوف الرحمن.. لافتا إلى أن الوزارة ستتعامل بكل حزم وصرامة ضد من تسول له نفسه المساس بسيادة الوطن.
وأشار الوزير شبيبة في حوار صحفي ان الوزارة تعمل في وضع استثنائي، وربما لا يعرف الكثيرين أن الوزارة تعمل من دون ميزانية من الحكومة منذ تسلمها وحتى اليوم .. إلى بقية التفاصيل:

*- معالي الوزير محمد عيضة شبيبة .. نرحب بكم ضيفا عزيزا على القراء ؟
مرحبا بكم وشكرا على اهتمامكم بشؤون الأوقاف والإرشاد والحج والعمرة، وأقدّر لكم عملكم المهني ودوركم في استيضاح الحقائق ونشرها ونثمن لكم ولكل وسيلة إعلامية تتحرى الحقيقة ولا تنساق وراء الدعايات المغرضة أو تعمل أحيانًا لصالح أفراد أو جهات فقدت مصالحها غير المشروعة فتذهب لاستغلال مناخ الحرية الصحافية للتهجم والتشهير ضد الأشخاص والهيئات واختلاق الأكاذيب دون مراعاة للمسؤولية المهنية والأخلاقيّة. فشكرا لكم وأتمنى لكم دوام التوفيق والسداد.

موسم استثنائي وناجح بكل المقاييس

*- معالي الوزير.. ممكن تعطونا لمحة عن تقييمكم لموسم الحج والعمرة لعام 1444هجرية؟
بدايةً نحمد الله على توفيقه، لقد كان موسم الحج والعمرة لعام 1444هجرية موسمًا استثنائيًا وناجحًا بكل المقاييس، لعدة أمور، أبرزها على سبيل المثال لا الحصر:
– أن معظم أعمال الموسم بالنسبة للوزارة جرت داخل الأراضي اليمنية وتحديدًا من العاصمة المؤقتة عدن، وهذا يحدث لأول مرة منذ انقلاب مليشيا الحوثي وعدوانها الغاشم واحتلالها مؤسسات الدولة في صنعاء، فما إن استكملت وزارة الأوقاف والإرشاد تجهيز وافتتاح ديوان عام الوزارة في العاصمة المؤقتة عدن حتى باشرت كوادر الوزارة وقياداتها أعمالهم من الداخل، وجرت عمليات التخطيط و الإشراف على اعمال التسجيل والقيد والتفويج من مكاتب الوزارة.
– عمدت الوزارة إلى تسهيل تسجيل المواطنين الراغبين في الحج في محافظاتهم، بعد أن كانوا يتجشمون عناء السفر للتسجيل في محافظات أخرى.
– كما وضعت الوزارة معايير صارمة في ما يتعلق بوسائل النقل التي خصصت لنقل الحجاج من اليمن للمملكة، فكانت أفضل ما تم اختياره مند تأسست الوزارة.
– تنفيذ الأعمال المالية الخاصة بخدمات الحجاج إيرادًا وصرفاً وكذلك التحويلات إلى الجهات المستفيدة داخل الأراضي المقدسة من خلال التعامل البنكي الذي تم ولأول مرة منذ ثمان سنوات.
– التنسيق مع الخطوط الجوية اليمنية ومع الجهات المعنية في المملكة العربية السعودية منذ وقت مبكر لنقل الحجاج الراغبين بالسفر جواً وتأمين نقل عدد سبعة آلاف حاج جواً من عدن إلى كل من مطار الملك عبدالعزيز بجدة ومطار الأمير محمد بن عبدالعزيز بالمدينة المنورة. كما جرى التنسيق لأول مرة مع الجهات المعنية في المملكة العربية السعودية والخطوط الجوية اليمنية لتخصيص رحلات جوية من مطار صنعاء الدولي بغرض تسهيل نقل الحجاج من صنعاء والمحافظات الشمالية المجاورة لها.

العمل البشري لا يخلو من قصور وأخطاء

*- كانت هناك صعوبات عانى منها حجاج بلادنا في موسم الحج الفائت لهذا العام .. منها على سبيل المثال بُعد المساكن الخاصة بالحجيج عن بيت الله الحرام، وكذا المكان المخصص في مشعر منى الذي يلاقي منه الحجيج مشقة وتعب في كل موسم .. ما تعليقكم على هذا وما هي الحلول ؟
لا بد من القول إن أي عمل بشري لا يخلو من قصور وأخطاء، وقد قيل “من لا يعمل لا يخطئ”، خاصة إذا كنا نتحدث عن آلاف الناس بل ملايين القادمين إلى الأراضي المقدسة، والأمر الآخر من المعلوم أن أعمال الحج بحد ذاتها لا تخلو من مشقة بطبيعة الحال، مهما كان حجم التسهيلات، بخصوص المساكن الخاصة بالحجيج اليمنيين فقد وقع الاختيار على أفضل الموجود بالنظر إلى مواصفات ومعايير تتعلق بالسلامة والخدمة؛ وبما يتناسب مع الرسوم المتحصلة التي تعد الأقل مقارنة بمختلف دول العالم الإسلامي؛ مع ذلك كانت المساكن أفخم شيء منذ أن عرفت الوزارة نفسها، ولكن لأن سماسرة المساكن فقدوا مصالحهم غير المشروعة فقد شنوا حملة ضد السكن بكل الوسائل المتاحة بالنسبة لهم، ومارسوا عمليات شحن للحجاج قبل أن ينطلقوا إلى رحلة الحج، ومع ذلك تم توفير خدمة المواصلات عبر باصات تقل الحجاج إلى بيت الله الحرام على مدار اليوم وتعيدهم إلى مساكنهم، وبالتالي لم يكن الحجاج مضطرين للذهاب مشيًا على الأقدام. أما بخصوص الأماكن المخصصة لحجاج اليمن في مشعر منى فهي نفس الأماكن المخصصة من طرف الجهات المعنية بالمملكة العربية السعودية لحجاج اليمن منذ سنوات.

اتهامات عارية عن الصحة

*- هناك اتهامات لبعثة الحج اليمنية ببيع تأشيرات مجاملة .. ما صحتها ؟
هذه اتهامات عارية عن الصحة ولا يليق توجيهها إلى بعثة الحج التي سهر أفرادها بكل تفانٍ وحب طوال أشهر على تنظيم موسم الحج والإشراف على أعمال التفويج ابتغاء مرضاة الله وحرصًا على خدمة ضيوف الرحمن والتماس دعواتهم. ولقد عمدت قيادة وزارة الأوقاف والإرشاد منذ تسلمنا مهام الوزارة على فرض الشفافية في مختلف المعاملات المالية وإخضاع العمليات المالية للتحويلات البنكية لضمان عدم التلاعب وكذا إخضاع كل المعاملات المالية لإشراف ومراجعة الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة. كما حرصنا على إحالة العديد من الملفات الى الجهاز للتحقيق فيها وهناك قضايا تمت إحالتها إلى نيابة الأموال العامة، كل ذلك بهدف إعادة ترتيب أوضاع الوزارة وإغلاق أي منافذ محتملة للفساد أو التلاعب.

شكلت لجان ميدانية على أعمال الوكالات

*- في موسم الحج وجدت تجاوزات وتقصير من قبل بعض وكالات الحج والعمرة المعتمدة ..هل سحبتم تراخيص هذا الوكالات المقصرة .. ام كيف يتم محاسبتها ؟
شكلت بعثة الحج لجانًا ميدانية للمراقبة والإشراف على أعمال الوكالات طوال موسم الحج، بدءا من المنفذ وصولا إلى لحظة وداع الحجاج وعودتهم إلى أهاليهم، والتأكد من مدى التزام الوكالات بالمعايير والتعهدات التي قطعتها الوكالات على نفسها قبل انطلاق موسم الحج والتي بموجبها منحت تراخيص التفويج، وكانت الوزارة وضعت -بالمناسبة- معايير صارمة في هذا السياق وحرصت على اعتماد مبدأ التوزيع العادل للوكالات لتشمل كل محافظات الجمهورية اليمنية بحيث نضمن تقديم الخدمة لكل أبناء الوطن و نخلق أجواء منافسة لتكافؤ الفرص وتقديم أفضل خدمة لحجاج بيت الله الحرام والمشاعر المقدسة.

لا يمكن السكوت عن أي اختلالات أو تلاعب

*- هناك وكالات ستستغل هذه الظروف التي تمر بها البلاد من اجل الاستفادة وكسب المال .. كيف ستواجهون مثل هذه الأمور؟
كما أوضحت آنفًا لا يمكنني السكوت عن أي اختلالات أو تلاعب في ما يتعلق بأعمال الحج والعمرة؛ وهناك لائحة للجزاءات تعمل الوزارة على تطويرها لمواكبة الظروف والممارسات التي غير القانونية. في هذا السياق سيتم إصدار قرار وزاري بشأن التعديلات التي أدخلت على اللائحة قريباً أرجو أن يتسنى لكم مشاركتنا في نشره، واللائحة تتضمن عقوبات رادعة لمنع أي تلاعب أو إخلال بأعمال التفويج للحج أو العمرة وتشمل هذه الجزاءات حظر عن العمل لمدد متفاوتة حسب حجم الانتهاك أو الخطأ.

نصيب الوزارة لا يتجاوز 300 تأشيرة

*-معالي الوزير .. هل صحيح ان وزارة الأوقاف منحت تأشيرات كثيرة للمسؤولين في بلادنا الذين بأستطاعتهم أداء الحج بأموالهم الخاصة ..وتجاهلت الفقراء والمساكين الذين لا يملكون النفقة للحج والعمرة ؟
ليس للوزارة أصلاً تأشيرات حتى تمنحها لأحد، نصيب الوزارة لا يتجاوز ثلاثمائة تأشيرة مخصصة للجان خدمات الحجاج؛ كلجان المنافذ البرية والجوية ولجنة المدينة، ولجنة التفويج والتصعيد، ولجنة خدمات البعثة، ولجنة الرقابة، ولجنة التائهين، ولجنة المخيمات، ولجنة التوعية، ولجنة المرشدين والعلماء، واللجنة الطبية، ولجنة النقل والطيران، والجهات ذات العلاقة، ورغم ضحالة هذا العدد تواجه قيادة الوزارة بعض الإحراجات من هنا أو هناك.

ليست هناك تكاليف إضافية

*- في الموسم الماضي قام الحجاج بدفع تكاليف إضافية..ما موقف الوزارة حيال ذلك.. وكيف ستعالجون ذلك هذا العام؟
ليست هناك تكاليف إضافية ومن ضبط وقد أخذ من الحاج فوق المبلغ الرسمي المعلن تمت معاقبته وإعادة المبلغ للحاج وقد باشر الأخ وكيل قطاع الحج والعمرة الدكتور مختار الرباش بنفسه معاقبة المخالفين ورد المبالغ لأصحابها.

هناك خطط ومشاريع ولوائح يتم إعدادها

*- ما هو استعدادكم لموسم الحج والعمرة للعام القادم .. وهل هناك من تطوير في برنامج الحج والعمرة؟
نسعى دائمًا لتطوير أعمال الوزارة بشكل عام بما في ذلك قطاع الحج والعمرة، وهناك خطط ومشاريع ولوائح يتم إعدادها في هذا السياق، ولا ننسى أننا بدأنا العمل من الصفر، نظرًا لسيطرة المليشيا الحوثية الانقلابية على المركز السياسي والاقتصادي للجمهورية اليمنية ومصادرة إمكانيات الدولة التي راكمها اليمنيون على مدة عقود، ولكن أكبر تحدٍ أمامنا هو محاولة عرقلة أعمالنا من خلال حملات التضليل والتشويه التي تساهم في خلق حالة من الشكوك والارتياب تجاه أي خطوة من شأنها البناء والإصلاح ومعالجة الأخطاء.

لن نسمح بأي ممارسات خاطئة من موظفي الأوقاف

*- يشكو البعض من المقيمين اليمنيين في مكة والذين يدعون أنهم يمثلون الوزارة أو القنصلية هناك.. ما دور الوزارة في حماية الحجاج والمعتمرين من هؤلاء؟
لن نسمح بأي ممارسات من شأنها إساءة استخدام السلطة من قبل أي موظف في وزارة الأوقاف والإرشاد ضد ضيوف الرحمن، وسيحال أي موظف يثبت ارتكابه جنحة وظيفية للتأديب والمحاسبة، وبالمقابل أيضا يجب احترام موظف الدولة ومساعدته على أداء وظيفته على أكمل وجه من خلال احترام القوانين والقواعد المنظمة وعدم تجاوزها. أما إن كانت محاولات انتحال لصفة موظف في الأوقاف أو بعثة الحج فإنه يتطلب الإبلاغ عن هذه الحالات وسنتخذ الإجراءات القانونية اللازمة حيال ذلك.

الإرهاب و الحوثي سبب الأوضاع الراهنة

*- معالي الوزير.. برأيكم هل تأثرت مواسم الحج والعمرة للأعوام الماضية والقادمة بسبب الأوضاع الراهنة التي تشهدا بلادنا في ظل الحرب المستعرة ؟
بالتأكيد أعمال الإرهاب والممارسات التي تقوم بها مليشيا الحوثي وعدوانها الغاشم على الشعب اليمني ومقدراته وصولا إلى الحرب الاقتصادية التي تشنها على الحكومة كل ذلك يلقي بظلاله على مختلف الأوضاع الراهنة بما في ذلك أعمال الوزارات ومؤسسات الدولة، لكن هذا لا يعني الاستسلام بل الجميع أمام مسؤولية دينية ووطنية وأخلاقية وإنسانية لمقاومة مشروع الحوثي التدميري الطائفي والعمل على حشد كل الإمكانيات لاستعادة بلدنا ودولتنا وحماية هويتنا.

مخالفة الحجاج واحدة من الإشكاليات التي تواجهنا

*- هناك حجاج يخالفون القوانين وإجراءات الوزارة ويذهبون للحج بطرق غير رسمية ما تعليقكم على ذلك؟
هذه واحدة من الإشكاليات التي نواجهها، لكننا من بين الإجراءات التي نعتزم القيام بها لمنع ذلك معاقبة أي وكالة تعمد إلى تفويج حجاج غير مقيدين رسميًا؛ لأن هذا يعتبر غير جائز، كيف تتعبد الله بأخذ ما ليس لك من حقوق الآخرين الذين تشاركهم دون وجه حق الخدمات التي يحصلون عليها بأموالهم!.

يحزنني ان الأئمة والخطباء يعشون وضعا صعبا

*- القائمون على المساجد من الأئمة والخطباء والعاملين فيها.. يحصلون على مرتبات ضعيفة جدا.. هل هناك من معالجات ؟
يحزنني أن يكون أئمتنا وخطباؤنا في أوضاع معيشية صعبة، وهم يؤدون دورًا وطنيًا وإنسانيًا عظيمًا.. مما أن مساجدنا هي قلاعنا التي نتحصن فيها من الأخطار ونذود عنها بأرواحنا، ولذلك يستحق أئمتنا وخطباؤنا كل الدعم والرعاية، ولكن تعلمون أن معظم موارد الأوقاف في قبضة مليشيا الحوثي الإرهابية وهي تسخرها لعدوانها الغاشم على الشعب اليمني، والأوضاع المالية للحكومة الشرعية حاليًا لا تخفى على أحد وليس لوزارة الأوقاف والإرشاد ميزانية، ورغم ذلك سنسعى جاهدين لتحسين أوضاع الأئمة والخطباء.
نعمل في وضع استثنائي وبدون ميزانية

*-ما هي أبرز الصعوبات التي تواجهكم ؟

أبرز الصعوبات أننا نعمل في وضع استثنائي، وربما لا يعرف الكثيرين أن الوزارة تعمل من دون ميزانية من الحكومة منذ تسلمتها وحتى اليوم،
العمل واسع جدا والتكاليف مضاعفة والإمكانيات شحيحة، لكن رغم ذلك بتعاون الجميع وتضافر الجهود يتحقق النجاح.
ومن الصعوبات التي نواجهها منذ اليوم الأول لوبي المصالح غير المشروعية والخلافات الحزبية تنصب على العمل فتعرقل السير وتعيق مسيرة الإنجاز.
ومن الصعوبات كذلك وعورة الطرق وبُعدها بسبب المليشيات الحوثي وهو ما يكلفنا جهدًا مضاعفًا. والغريب أن بعض الناس يحمل وزير الأوقاف كل المسؤوليات والأخطاء، حتى لو لم تكن من مسؤولياته أصلاً، فهل الوزير مسؤول مثلًا عن إصلاح طريق العبر أو تأخر رحلة الطيران لظروف تتعلق بالناقل الرسمي نفسه أو مرض أحد الحجاج وتعرضه للعدوى مثلاً أو حتى الوفاة نتيجة مضاعفات صحية؟!

*-كلمة أخيرة تودون قولها في ختام هذا اللقاء.؟
أكرر شكري لكم وأتمنى من كل الإخوة والأخوات الإعلاميين والإعلاميات أن يكونوا حراسًا للحقيقة والثوابت الدينية والوطنية وقيمنا الأصيلة وأن يكونوا على قدر المسؤولية وأمانة الكلمة وينبذوا الفرقة والاختلاف ويوحدوا صفوفهم نحو العدو الأول للصحفيين وحرية الصحافة “مليشيا الحوثي الإرهابية” وأن يساندوا كل الجهود التي تسعى لاستعادة البلد وإنهاء الانقلاب الحوثي الفاشي..