شرطة السير بعدن.. عطاء رغم الظروف القاسية وقيادة حكيمة
تقرير / علي الحنشي
في جولة القاهرة التي تربط بين جميع مديريات العاصمة عدن, يقف “طلال” أحد رجال شرطة المرور أسفل أشعة الشمس الحارقة، وسخونة الهواء الذى لا يكاد يتحرك، يعاني العطش والإرهاق، لكنه يؤمن بواجبه المقدس، ينظم حركة المرور ويفك التكدسات المرورية المزدحمة..
وعلى الجانب الآخر يدشن مدير عام شرطة السير بالعاصمة عدن، العميد جمال ديان، حملة مرورية لضبط السيارات مجهولة الهوية غير المرقمة.
ومع ارتفاع درجة الحرارة بشكل ملحوظ خلال هذه الأيام في العاصمة عدن تجعل بعض الموظفين الذين يعملون نهاراً يفضلوا البقاء فى المنزل خوفاً من ضربة شمس فيما يزحف آخرون أسفل أجهزة التكييف ووسائل التهوئة المختلفة في محاولة منهم للتغلب على موجة, يتواجد رجل المرور في كل جولة وشارع منذ شروق الشمس لتنظيم الحركة المرورية بكل انسيابية وتخفيف الازدحام الناتج عن عدم فهم بعض السائقين للوائح وقواعد المرور.
هنا في الشوارع المزدحمة التي تستقبل آلاف المركبات يومياً وسط عدن، تجد رجال المرور لا تتوقف أيدهم عن الإشارات، يشيرون لهذا بالتحرك وذاك بالتوقف، وربما شاهدت أحدهم يأخذ بيد سيدة مسنة أو رجل مريض، ليعبر به الشارع.
ساعات طويلة يقضيها هؤلاء الأبطال الحقيقيون في هذه الأجواء الملتهبة، يعملون في صمت، لا يتحدثون ولا يشتكون لأحد، مؤمنين برسالتهم السامية في حفظ الأمن، ووصول المواطنين سالمين آمنين لمنازلهم.
فمن منا يتحمل أن يقف ساعات طويلة أسفل أشعة الشمس الحارقة، ومن منا يتحمل أن يقف على قدميه طوال النهار، لا يجلس ولا يفكر في الراحة، هدفه الوحيد راحة المواطنين، ومن منا يتحمل بسعة صدر أسئلة المواطنين المتكررة، ويجيب بهدوء وفى بعض الأحيان بابتسامة عريضة تملأ الوجوه التي يغطيها العرق.
استمرار في العطاء رغم الظروف القاسية
وتحدث شرطي المرور دباء حسين أن رجل المرور يتحمل من الصعوبات ما لا يجده الكثير من الموظفين في مختلف القطاعات الحكومية، فهو يتحمل مخاطر الطرقات والطقس السيء وايضاً سلوكيات العديد من الأشخاص الذين لا يحترمون رجل المرور فيتعرض للإهانة في بعض الأحيان.
وأضاف الدباء حسين الذي يعمل من الثانية ظهرا وحتى التاسعة مساء عن معاناته مع من لا يحترمون رجال المرور فيقول,” نتعامل مع فئات كثيرة من المواطنين والسائقين في عملنا ومنهم من لا يحترم رجل المرور ولا الإرشادات المرورية ويتعامل معنا بعجرفة كبيرة, ونجد صعوبة بالغة في التعامل مع مالكي الدراجات النارية الذين ما يستهتر معظمهم بقوانين السير”.
ويرى شرطيا المرور كمال خيول وطلال أن من المعوقات التي تواجه عمل رجل المرور الاستهتار الكبير من قبل سائقي السيارات والدراجات النارية وهذا يشكل صعوبة في ضبط الشارع ولكن بفضل الحملات التي تقوم بها إدارة المرور تم التخفيف من هذه الإشكالية, ايضاً عدم وعي السائقين بقواعد المرور تشكل عائق أمام عمل رجال المرور, وانشغالاهم عن الطريق بمكالماتهم الهاتفية اثناء القيادة وعدم انضباط والتزام مالكي باصات الأجرة بالمواقف المخصصة لهم, وكذلك البياعين والبسطات التي تملأ الشوارع التي تسبب في ازدحام خانق.
العميد جمال ديان الرجل المحنك
ويقول الصحفي خالد هيثم المشهد ما بعد الحرب في طرق السيارات والجولات يفوق اي وصف فهو منظر مشوهة وحالة مؤذية يعاني منها المواطن بسبب الفوضى في التحرك من قبل المركبات الخاصة وسيارات الاجرة.
ويضيف “اليوم هناك حال متغير ومختلف ، والفضل بعد الله لروح القائد والمسئول الفندم “جمال ديان” الرجل المحنك الذي استطاع بعقليته وخبرته ان يكون مع باقي منظومة سلطة المرور ، أداة لبث روح جديد في التعامل مع الطرقات والمارة ، بتفيعيل العمل المضني والجاد الذي جنب الناس ويلات الزحمة ورغبة البعض في تجاوز القيم والسير بأهواءه على حساب الآخرين ، خصوصا في الجولات”.
وتابع “الجميع لاحظ التغييروكيف يقوم رجال المرور ” رغم بعض السلبيات” بعمل متواصل يقدم الشكل الحقيقي للدور الذي يقع عليهم وهم في الاصل جزء من الناس وأحوالهم .. للفندم جمال ديان وروحه التي يحتاجها الوطن .. سلام بقيمة الوطن وناسه .. فعمله الرائع ومتابعته وقبلهما رغبته في نقله تعيد للمرور هيبته ولو في إطار التعامل مع الناس بصفتهم الحلقة الأهم ـ كانت ترسم صورة بالوان مختلفة نشهدها في كل شوارع عدن وجولاتها”.
وأشار خالد هيثم “لا اطيل ولا أسهب في حديث سيظل ناقص .. ما يقوم به كثير من رجال المرور اليوم وعبر قيادتهم ورأس الحربة فيها “جمال ديان” حالة تستحق ان نرافقها بوعي وثقافة الدور المطلوب منا نحن كمواطنين ، فمن الجرم ان نظل بعيد عن تقدير تلك العطاءات التي يقدمها رجال المرور تحت اشعة الشمس ودرجات الحرارة .. فلنكن في مساحة استيعاب ، لهذا المجال المهم والوانه الزرقاء حيث قيادة رائعة تمزج كل مقتنيات العمل المسئول الذي ينتمي إلى الأرض والوطن .. شكرا جمال ديان “الروح والوطن” وشكرا لكل منتسبي مرور العاصمة عدن”.
قيادة حكيمة
واشادت الإعلامية العدنية دنيا حسين فرحان بإدارة مرور عدن بقيادة العميد جمال ديان.
وقالت الإعلامية دنيا خلال منشور على حسابها في فيسبوك “من الاشياء الجميلة واللي اني شخصيا اشوفه مهمة صعبة انك توقف بالشارع لساعات طويلة عشان تنظم الطريق وحركة السير من دون توقف وتحت حرارة الشمس والحر”.
وأضافت “رجال المرور طبعا للأمانة لهم دور كبير في حياتنا بغض النظر هن أي هفوات او تصرفات تكون شخصية لا تعمم لكل رجال المرور بس لهم دور كبير جدا في تنظيم حركة السيارة والباصات ولهم كل الاحترام والتقدير”.
وتابعت “وإن دل الشيء ذا على حاجة فهو يدل على قيادة حكيمة في شرطة إدارة السير وإدارة مرور عدن وعلى رأسهم الاستاذ القدير جمال ديان اللي شخصيا اعرفه وتعامله راقي جدا وشخصية مثقفة ومن ابناء عدن اللي يحبو العمل ويجتهدوا عشان يكون الشغل بالشكل المطلوب”.
وأشارت دنيا “من الملاحظ انه في حاجات كثير تغيرت وتنظمت غير ترقيم اللوحات للسيارات غير الحملات اللي تحصل دايما ونزوله للشارع بشكل شخصي يشرف على العمل وكل رجال المرور والشرطة يشيدو به وبكل ما يقدمه ودايما فاتح مكتبه يستقبل الناس وحتى الاتصال يرد ومتواضع جدا”.
مختتمة منشورها بالقول “حبيت اوجه لمدير إدارة مرور عدن الاستاذ القدير جمال ديان كلمة شكر ونتمنى له النجاح في مهمته ويتحسن اداء ادارة المرور بشكل افضل وافضل”.
العمود الفقري لأمننا وسلامتنا
من جانبه يقول الصحفي ناصر الزيدي :”خلال الأيام العادية والعطلات والإجازات على حد سواء، يعمل رجل المرور بتفانٍ عظيم لضمان سلامة المجتمع وحفظ النظام المروري على الطرق… إنه البطل الذي يتعامل مع الحركة المرورية الكثيفة ويواجه طقسًا صعبًا من حرارة الشمس اللافحة والأحوال الجوية المتقلبة، وليس هذا فحسب، بل يواجه ظروف مادية صعبة أيضًا في ظل الأوضاع المعيشية المتدنية التي تعيشها البلاد نتيجة الحرب إذ تكون ظروف عمله متواضعة لا تلبي الحد الأدنى من الاحتياجات الأساسية وعلى الرغم من ذلك، فإنه يستمر في الوفاء بمسؤولياته ويقوم بأداء واجبه بكفاءة عالية.
وأضاف “ولا تقتصر مهام رجال المرور على الإشارة المرورية البسيطة فقط، بل هم العمود الفقري لأمننا وسلامتنا على الطرق والشوارع المختلفة، والحلقة المتصلة في عملية ضمان انسيابية الحركة المرورية لاعتبارها أحد أهم المؤشرات التي تسمح بتقييم جودة الحياة في الوسط الحضري، كما يعزى لهم دور كبير في تعزيز التحضر بالمدن”.
