إيقاف الإيرادات .. ومتوالية "ماسكين القرون"
قرار إيقاف إرسال إيرادات حضرموت إلى البنك المركزي تأخر كثيراً، لأسباب معلومة وغير معلومة، فمن المعلوم مثلاً أن هناك من يريد تقديم صورة مثالية – في غير أوانها – لكسب الود السياسي والرضا الإداري، وإن يكن على حساب حق حضرموت في الخدمات والبنية التحتية والتنمية.
أما وقد اتخذ القرار وأعلن، فإن التراجع عنه والإذعان للضغوط أياً يكن مصدرها، سيمثل عودة غير حميدة إلى متوالية “ماسكين القرون” لمن يحلبون “المنيحة” – بتعبير الشاعر أحمد عبود باوزير – وهي متوالية خنوع مُستمرَأة منذ عهد بعيد.
حضرموت ليست – وينبغي ألا تكون – ساعي بريد يحمل “رسالة سلام وتعايش للعالم” – كما يتم الترويج إعلامياً – ما دام أبسط حقوقها ضائعاً أو مُضاعاً، وينبغي ألا يروّج أحد خطاباً كهذا، لأنه يُقرأ قراءة غير بريئة، مفادها أن حضرموت على قطيعة مع قول “لا” حيثما يجب أن تقال، وأنها “تنقاد بالخوصة”.
هي لحظة قرار . ولعل التحديات لم تكن غائبة قبل أن يعلن. فإن أعيد النظر في إنفاذه تحت أي ضغط، فلا بد من استقالة جماعية، لحفظ ماء الوجه، وعلى الشعب أن يقف مع من يعيد الاعتبار للقرار ، لا استمرار نهب موارد حضرموت وحرمانها من إيراداتها التي يبتلع جُلها ثقب الفساد الأسود، على رؤوس الأشهاد.
على الصعيد نفسه، ينبغي ألا تترك حضرموت وحدها، فلا بد من أن تتضامن معها المحافظات الأخرى، وأن يكون بينها تنسيق لمواجهة التحديات والضغوط، وبخلافه فإن منظومة اللصوصية “المستضافة” في عدن سوف تكسب الجولة بعد الأخرى.
سعيد الجريري
المصدر
