تقرير أمريكي: البنتاغون تبحث توجيه ضربات للحوثيين

يناقش مسؤولون في البنتاغون احتمال توجيه ضربات مباشرة لأهداف عسكرية للمتمردين الحوثيين في اليمن، رداً على هجماتهم المتصاعدة على الشحن العسكري والتجاري في البحر الأحمر.

ونقل موقع “سيمافور” عن مسؤولي إدارة بايدن أنهم يشعرون بقلق متزايد من أن الحوثيين ورعاتهم في طهران يحاولون تقويض التجارة البحرية العالمية، سواء لعرقلة التجارة مع إسرائيل أو رفع التكاليف على الولايات المتحدة لدعم إسرائيل.

ودخلت الحرب في غزة ضد حركة حماس الفلسطينية أسبوعها الحادي عشر. وبالفعل، تعمل بعض خطوط الشحن العالمية على تحويل حركة بضائعها بعيداً عن البحر الأحمر وقناة السويس إلى طرق تلتف حول القرن الأفريقي، وهو ما يزيد بشكل كبير من أوقات العبور وتكاليفه.

ضربة إلى الحوثيين
لكن المسؤولين الأمريكيين يقولون إنهم يدرسون توجيه ضربة إلى الحوثيين، رغم مخاوفهم من احتمال تأجيج حرب أوسع ضد إيران ووكلائها.

ويقول مسؤولو إدارة بايدن إن أولويتهم هي إبقاء الصراع في الشرق الأوسط يركز على دعم الحملة الإسرائيلية لطرد حماس من قاعدتها في غزة، على الرغم من أنهم لم يستبعدوا المزيد من العمليات العسكرية.

وشنت الميليشيات المدعومة من إيران عشرات الهجمات على القواعد العسكرية الأمريكية في العراق وسوريا خلال الشهرين الماضيين.

وقال المتحدث باسم البنتاغون الجنرال باتريك رايدر: “كما أثبتنا في الماضي.. لن يتردد جيشنا في اتخاذ الإجراءات التي نراها ضرورية ومناسبة، بما في ذلك الحماية من الأعمال في المجال البحري التي يمكن أن تهدد قواتنا”.

اعتراض صواريخ
واعترضت القوات الأمريكية والقوات المتحالفة معها في الأسابيع الأخيرة صواريخ الحوثيين وطائرات بدون طيار هجومية يعتقد البنتاغون أنها كانت تستهدف إسرائيل. وتعهد الجيش اليمني بدعم حماس عسكرياً بعد هجومها على إسرائيل في 7 أكتوبر(تشرين الأول). ووسع الحوثيون حملتهم لاستهداف السفن التجارية التي تزعم الميليشيا أنها كانت متجهة نحو الموانئ الإسرائيلية.

وقصف الحوثيون يوم الثلاثاء ناقلة النفط “ستريندا” التي ترفع العلم النرويجي بصاروخ كروز. والشهر الماضي، استولوا على سفينة شحن زُعم أنها مملوكة جزئياً لرجل أعمال إسرائيلي واحتجزوا طاقمها المكون من 25 شخصاً.

وقال المتحدث باسم الحوثيين يحيى سريع للتلفزيون اليمني هذا الأسبوع: “إذا لم تحصل غزة على الغذاء والدواء الذي تحتاج إليه، فإن جميع السفن في البحر الأحمر المتجهة إلى الموانئ الإسرائيلية، بغض النظر عن جنسيتها، ستصبح هدفاً لقواتنا المسلحة”.

داخل اليمن
وقد نشرت الولايات المتحدة مجموعتين من حاملات الطائرات الهجومية في الشرق الأوسط منذ أوائل أكتوبر(تشرين الأول)، ولديها أصول لازمة لاستهداف بطاريات الصواريخ الحوثية وأنظمة الرادار داخل اليمن. لكن حتى الآن، امتنع البنتاغون عن التحرك بسبب مخاوف التصعيد، وفقاً لمسؤولين أمريكيين. ولم تهاجم الولايات المتحدة بشكل مباشر المواقع العسكرية للحوثيين في اليمن منذ عام 2016، عندما دمر البنتاغون إحدى منشآت الرادار الساحلية التابعة للميليشيا باستخدام صواريخ توماهوك، رداً على الهجمات على السفن البحرية الأمريكية.

وتجري مداولات البنتاغون بشأن الحوثيين في الوقت الذي يسعى فيه المسؤولون الأمريكيون إلى زيادة أعداد الدول المشاركة في تحالف بحري، يسمى قوة المهام المشتركة 153، المكلفة بمراقبة الممرات المائية الرئيسية ونقاط الاختناق في الشرق الأوسط – بما في ذلك مضيق هرمز ومضيق هرمز ومضيق باب المندب.

رسائل أمريكية
وعلى الرغم من هذه المخاطر، حذر اللفتنانت المتقاعد ناغاتا الذي أشرف على العمليات العسكرية الأمريكية في المنطقة خلال ولاية الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوروبا وعدد من مسؤولي الدفاع الأمريكيين الحاليين والسابقين من أن الولايات المتحدة تواجه مخاطر كبيرة إذا قامت بضرب الحوثيين وحلفاء إيران الآخرين، لافتاً إلى أن طهران قامت ببناء الأصول في العديد من دول الشرق الأوسط، بحيث يمكنها الانتقام في مسارح متعددة في وقت واحد. وتساءل “هل هذه هي اللحظة التي يمكننا فيها قص أجنحة إيران أو ردها استراتيجياً.. توقيتنا فظيع، لأنه، في رأيي المتواضع، إيران في أقوى موقع استراتيجي منذ الثورة”.

وكان موقع “أكسيوس” نقل عن مسؤولين أمريكيين أن إدارة بايدن بعثت برسائل إلى المتمردين الحوثيين في اليمن عبر عدة قنوات مؤخراً تحذرهم فيها من وقف هجماتهم على السفن في البحر الأحمر وضد إسرائيل.