اخبار محليةالأمناء نت

الضالع.. وضع إنساني كارثي وسوء التغذيه يفتك بالأطفال نتيجة تخاذل الحكومة وعزوف المنظمات الاغاثية.

الضالع.. وضع إنساني كارثي وسوء التغذيه يفتك بالأطفال نتيجة تخاذل الحكومة وعزوف المنظمات الاغاثية.

(الضالع / الامناء نت / جمال المحرابي:)

تمثل محاربة سوء التغذية بجميع أشكاله واحدا من أكبر التحديات التي تواجه الصحة العمومية في العالم لما لها من تداعيات خطيرة ودائمة بالنسبة إلى الأفراد وأسرهم والمجتمعات المحلية والبلدان وتتعرض النساء والرضع والأطفال والمراهقون بصفة خاصة لمخاطر سوء التغذية ومن الضرورة بمكان الاستثمار في الاحتياجات الغذائية.

 

وبعد أكثر من تسعه أعوام من النزاع والحرب المستعرة التي تشنها مليشيا الحوثي الارهابية على مناطق شمال وغرب الضالع يشكل سوء التغذية مصدر قلق كبير في أجزاء كثيرة من مناطق ومديريات الضالع ، وأدى تدهور الخدمات الصحية والأزمة الاقتصادية وانخفاض القوة الشرائية للمتطلبات الاساسية للعيش إلى جانب صعوبة الحصول على مياه الشرب المأمونة إلى زيادة معدلات سوء التغذية وأصبح الوصول إلى الخدمات الصحية والتغذية وغيرها من الخدمات المنقذة للحياة أكثر صعوبة.

 

فالضالع هي المحافظة المنكوبة والتي تعيش اوضاع استثنائية صعبة جدا وذلك بسبب الحرب القائمه على الحدود وبسبب موجة النزوح الكبيرة للسكان الذين يعيشون في مناطق التماس والذين اجبرتهم الحرب على ترك منازلهم والتوجه اليها ، اضافة الى غلا المعيشه وانعدام فرص العمل وانعدام الخدمات الصحية التي ادت الى تفشي الاوبئة والامراض واصابة الاطفال بالامراض وسوء التغذية.

فقد وصلت اعداد الاطفال المصابون بسوء التغذيه الحاد الوخيم والمتوسط الى أكثر من 36000 حاله بمعدل 30% من اجمالي الاطفال و6 حالات وفاه بامراض سوء التغذيه خلال الاشهر الاخيرة من عام 2023 حسب التقارير المرفوعه من قبل الفرق الميدانية التابعة للعربات المتنقلة لمنظمة اليونسيف العامله في المحافظة والتي عملت على معالجه مايقارب من 24000 الف حاله من امراض سوء التغذيه بنوعيه الوخيم والمتوسط.

 

اكثر من 36 الف طفل يعاني من سوء التغذية ومايقارب نسبة 13% من هؤلاء الاطفال يعانون من سوء التغذية الحاد الوخيم وهي حالة مهددة للحياة في حال لم تعالج بصورة عاجلة فيما تصاعد معدل سوء التغذية بين الأمهات بنسبة 25% مما يعرض النساء والأطفال الحديثي الولادة للخطر ويعد الأطفال والنساء من الفئات الأكثر هشاشة وسط النزاعات، وللصراع الدائر في البلد أضرار فادحة طاولت قدرة الناس على الصمود، وأضعفت إمكانية العديد من الأسر في الحصول على الأغذية المغذية والآمنة والميسورة الكلفة، مثل الفواكه الطازجة والخضروات والبقوليات واللحوم والحليب، وترتبت آثار وخيمة على تلك الأسر وصحة أفرادها كما ان الطبيعية الجغرافيه لكثير من مناطق الضالع ساعدت في تردي الوضع الانساني من خلال وعورة الطرقات التي تربط بين مديريات المحافظة والوضع المعيشي الصعب للأهالي بتلك المناطق وتشير الإحصاءات إلى أن طفلا واحدا من بين كل خمسة دون سن الخامسة في أنحاء مختلفة في مناطق مديريات الضالع يعاني من سوء تغذية حاد، وأن 45% من الأطفال يعانون من التقزم، وأكثر من 86% يعانون من فقر الدم، ومن المتوقع أن ترتفع الاعداد بسبب الوضع المعيشي الصعب .

 سوء التغذية يتسبب في تبعات فظيعة على الأطفال الأشد ضعفا ويترك تبعات مدمرة على حياة النساء وعافيتهن، ويفاقم الفقر مخاطر الإصابة بسوء التغذية والمخاطر التي تنتج عنه، والأشخاص الذين يعانون من الفقر أشد تعرضا للإصابة بمختلف أشكال سوء التغذية، فهم يضطرون إلى تدابير يائسة لإطعام أنفسهم وأسرهم، ولهذا الأمر تداعيات كبيرة على الصحة البدنية والعقلية.

 

 

محافظه الضالع تلك المحافظة التي لم تبخل يوما تجاه الوطن يجري معاقبتها نظير ما قدمته من تضحيات على كل ربوع الوطن،وذلك من خلال انعدام الخدمات وشحة المساعدات الانسانية وعزوف المنظمات الاغاثية عن تقديم المساعدات وهو ما زاد من تفاقم الوضع الانساني وزيادة حدة المعاناة لدى المواطنين، كما ان تدهور الوضع الاقتصادي القى برمته على كل مناحي الحياة حيث زادت نسبة تسرب الاطفال من المدارس وتفشي الزواج المبكر للفتيات نتيجة لتلك الظروف الاقتصادية والوضع الذي يمكن وصفة بالكارثي حيث تعاني محافظة الضالع من شحة المساعدات الانسانية وتخاذل الحكومه عن الاوضاع الكارثيه التي تعيشها محافظة الضالع وعزوف المنظمات الاغاثية عن تقديم الدعم الا ما ندر .

 

فالعديد من المنظمات الدوليه الاغاثية التي كانت تعمل في مجال الصحة توقفت انشطتها واخرها العربات المتنقلة التابعه لمنظمة اليونسيف والتي كانت تعمل على مكافحة امراض سوء التغذيه في المحافظه توقفت عن العمل حسب تاكيد المواطنين الذين وجهوا صرختهم المدوية الى الجهات الحكومية والمنظمات الإنسانية بسرعه التدخل في المحافظه لانقاذ الاطفال الذين تقتلهم امراض سوء التغذية والامراض الاخرى ، و تقديم المساعدات لتخفيف من المعاناة لدى الاهالي ولاسيما مع قدوم شهر رمضان الكريم وزيادة احتياجات الناس الذي يقابله ارتفاع في اسعار المواد وانقطاع الرواتب وانهيار سعر العملة المحلية وانعدام فرص العمل.

 

كما يعد النظام الغذائي غير الصحي وسوء التغذية من عوامل الخطر الرئيسية للإصابة بأمراض أمراض القلب والأوعية، وتؤدي التغذية غير الكافية إلى ضعف التطور الإدراكي، وإضعاف جهاز المناعة، وبحسب تقارير أممية يزيد ضعف أجهزة المناعة من خطر الوفاة بين هؤلاء الأطفال دون سن الخامسة بنسبة تصل إلى 11 مرة مقارنة بالأطفال الذين يتغذون جيدا.



المصدر

جوجل نيوز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى