اخبار محليةالأمناء نت

خبراء: الضربات على معاقل الحوثيين "دون مستوى التصعيد"

خبراء: الضربات على معاقل الحوثيين “دون مستوى التصعيد”

(الأمناء / أشرف خليفة – إرم نيوز)

فتحت الضربات الأمريكية والبريطانية، لأهداف تابعة لميليشيا الحوثي في اليمن، الباب أمام العديد من التكهنات، حول اختيار توقيتها، خصوصاً وأنها جاءت عقب أكثر من شهرين، من استهداف الحوثيين للملاحة البحرية، والسيناريوهات المُحتملة التي ستُسفر عنها تلك الضربات.

وأكد خبراء أن الضربات على معاقل الحوثيين العسكرية جاءت “وفقاً لخطة مدروسة ومخطط لها”، وأنها ضربات، “دون مستوى التصعيد”.

ويرى مندوب اليمن لدى اليونيسكو محمد جُميح، بأن الحديث المُعلن من قبل المسؤولين الأمريكيين والبريطانيين، عن عزم قواتهم توجيه ضربات عسكرية على مواقع تابعة للحوثيين في اليمن، وتحديد المحافظات والمواطن التي سيستهدفونها، فضلاً عن تسريب موعد الهجوم؛ منح الفرصة للميليشيا لتفكيك وسحب معداتها وآلياتها العسكرية من تلك المواقع.

وقال جُميح، في حديثه لـ”إرم نيوز”: “الأمريكيون والبريطانيون، قالوا سنضرب مواقع في الحديدة وصنعاء وحجة وغيرها، وقاموا بتحديد المكان، ثم سربوا أن الضربة ستكون، ليل الخميس الجمعة؛ وهو ما أعطى الحوثي الفرصة لسحب وتفكيك معداته وأسلحته”.

ورجّح جُميح، عدم تسبب تلك الضربات بتوسع رُقعة الصراع في البلاد والمنطقة، واضعاً بعين الاعتبار احتمالية تكرار الهجمات في الوقت ذاته، وإن بشكل أقل ضراوة، مستبعداً الذهاب إلى أبعد من ذلك.

وذكر المسؤول اليمني: “واشنطن ولندن، قالتا إنهما لا تسعيان لتوسعة الصراع، وبالتالي لا أعتقد أن الصراع سيتسع، على غرار ما يجري بين قوات التحالف الدولي وميليشيات إيران في العراق وسوريا، وعلى غرار كذلك المناوشات التي وقعت بين إسرائيل وحزب الله”.

وحول توقيت الضربات، قال المحلل السياسي والخبير الإستراتيجي والعسكري علي الذهب: “إنه  ليس اختياراً، بقدر ما هو استنفاد كافة الفرص التي منحت للحوثيين للكفّ عن تهديد الملاحة التجارية في البحر الأحمر”.

خطة مدروسة

ويرى الذهب، خلال حديثه لـ”إرم نيوز”، “أن الظروف التي سبقت الضربات هيأت لها أمريكا وبريطانيا كثيراً، من خلال امتصاص ضربات الحوثي تجاه السفن من المقاتلات البحرية، إضافة إلى انتزاع إدانة من قبل مجلس الأمن الدولي باستثناء 4 دول، حيال تلك الهجمات”.

ويعتقد الذهب، أن الضربات على معاقل الحوثيين العسكرية: “جاءت وفقاً لخطة مدروسة ومخطط لها، حيث سعوا جاهدين لتوجيه ضربات لهم في أسرع وقت”.

وحول فاعلية الضربات، قال الذهب، “إنها دون مستوى التصعيد، الذي من الممكن أن يفضي إلى أن نشهد عملية واسعة، كعملية عسكرية بريّة؛ إذ ستقتصر على ضربات صاروخية وغارات جوية، وتراوحت بين المحدودة والعنيفة، وهذا مرهون كذلك برد الحوثيين عليها، وخضوعهم لأي وساطات كمحاولة للهروب من هذا الوضع”.

وأضاف الخبير الإستراتيجي والعسكري اليمني، “أن تأثير الضربات محدود على المستويين المادي والبشري، وهذا يرجح علم الحوثيين بموعد تلك الحملة العسكرية؛ الأمر الذي مكّنهم من تفريغ مواقعهم ومناطقهم العسكرية، من عناصرهم البشرية ومعداتهم القتالية والحربية”. 

ضربات تحذيرية

وأوضح الذهب: “أن العملية العسكرية ستبقى في حدود العمليات الدفاعية والوقائية؛ إذ ستقتصر على استهداف الزوارق والمسيّرات والصواريخ الحوثية في عرض البحر الأحمر”، مبينا ” أنه من المرجح أن تتطور إلى استهداف معاقل الحوثيين البرية ومصادر التهديدات في المناطق التي ضُربت، كما من الممكن أن تتسع إلى مناطق أخرى تستخدم لتنفيذ الضربات وتكون مصدرا للتهديد.

بدوره، قال المحلل العسكري العميد ثابت حسين: “أعتقد أن الضربات التي صوبت للحوثيين، مجرد ضربات تحذيرية، يغلفها نوع من الردع، خصوصاً بعد تماديها في التصرفات العنجهية بالبحر الأحمر”.

وأضاف حسين: “كان الأمريكيون والبريطانيون، يعولون في إيقاف التهديدات للملاحة البحرية، على المساعي الدبلوماسية، والوساطة العُمانية، إلا أنَّ تعنّت الحوثيين، والضغط الذي مورس عليهما من قبل الرأي العام، الذي وصل إلى اتهامهما بالتماهي مع الحوثيين، وأنهما يعاملانها معاملة ناعمة، أجبرهما على توجيه مثل هذه الضربات”.

وحول رد فعل الحوثيين على الضربات الجوية قال حسين، في إطار حديثه لـ”إرم نيوز”، “إنهم سيردون على تلك الضربات، من باب فقط ردّ الاعتبار أمام أنصارهم”، مستبعداً تأثير تلك الضربات على القوات الأمريكية والبريطانية.

وعن احتمالية تدخل إيران لإنقاذ حليفتها في اليمن، بشكل مباشر، أفاد حسين: “الحوثيون وإيران يعلمان جيداً أن أي مواجهة مباشرة مع أمريكا وبريطانيا، تعني نهايتهما الحتمية، إذ لن يستطيعا إطلاقاً مجابهتهما”، مُرجّحاً “لجوء إيران لتحريك أذرعها في العراق ولبنان، وإن كان مرجحاً بشكل أكبر تحريك ميليشياتها في العراق، لتنفيذ بعض الهجمات ضد القوات الأمريكية”.



المصدر

جوجل نيوز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى