معلمون يضغطون على نقابتهم بعد اعلان قضاة التوقف عن العمل
وفقا لما كتبه قاض في احد المواقع الاخبارية معلنا ونيابة عن مجموعة من القضاة المرموقين بانهم لن يستطيعوا الحضور الى مقار اعمالهم بسبب وصول الحال الى مستوى خطير ناتج عن ضعف قيمة الراتب الذي لم يعد مقبولا حد وصفهم ، فقد تحدث قاضيا باسم زملائه انهم قد استنفذوا كل الوسائل المعبرة عن الاحتجاج من التلويح بالاضراب ولبس الشارات الحمراء والتوقف الجزئي عن العمل دون ان يجدوا استجابة من الجهات المسؤولة معبرين عن استياءهم البالغ من لجؤهم الى التوقف عن العمل اضطرارا لا رغبة.
واستنادا الى الحق القانوني الذي اخذ به السادة القضاة الافاضل واقتداءا بحكمتهم وحرصهم على تحقيق العدالة والانصاف لاصحاب الحقوق الواجبة عند المكلفين في الحكومة والسلطة الفعلية النافذة في البلد . يتساءل المعلمون عن حالهم ووضعهم المعيشي ورحلة المعاناة والمطالبة بحقوقهم مقارنة بالقضاة الاجلاء ورحلة المعاناة التي ذكرها سماحة القاضي نيابة عن زملاءه في المطالبة بحقوقهم والمعلمون في درجة اقل بكثير كثير من المستوى المعيشي لفضيلة القاضي الذي لم يعد قادرا على الحضور الى مقر عمله بسبب ضعف قيمة الراتب
فاقتداءا بفعل القضاة الافاضل الآخذين بالحق القانوني لهم في التعبير عن الاحتجاج على تدهور الاوضاع المعيشية ، والضرر المادي الذي لحق بوضعهم الشخصي حيث لم يعد باستطاعتهم مسايرة الاحتياجات الاسرية ولم يعد احدهم قادرا على القيام بالعمل في اي موقع آخر نظرا للسن والمكانة ، وعليه واحتجاجا على عدم الانصاف وخوفا من زيادة التدهور للاوضاع المعيشية اعلنوا التوقف عن العمل حال بقاء الوضع على ماهو عليه من التدهور ولم تلبى مطالبهم .
على هذا الاعلان نتعرض نحن قيادة نقابة المعلمين الجنوبيين لضغط يومي من قبل المعلمين والتربويين المطالبين بانقاذ وضعهم المعيشي المتدهور وعدم قدرتهم على تلبية احتياجات المعيشة اليومية لهم ولاسرهم في ظل تدهور مستمر وتوقف دائم للرقم النقدي للراتب الذي توقف عند حاجز التسوية في العام ٢٠٠٩م داعين عبر التواصل الى جر النقابة جرا الى اعلان الاضراب بداية العام الدراسي وقيادة النقابة تمتص نقمة المعلمين وتتجاهل دعوتهم مايعرضها للسخرية او الاتهام لها ببيع قضية المعلمين
شريحة المعلمين وبعد اعلان القضاة التوقف عن اعمالهم في المحاكم ازدادت حدة المطالبة بالتصعيد ووجهوا جام غضبهم ضد قيادة النقابة ويوم بعد يوم سيزداد الضغط على النقابة وقد تسقط مكانة النقابة وتفقد شعبيتها بسبب التجاهل والتزام الصمت في ظل التدهور المعيشي المستمر ، والدفع من قبل جهات من هنا وهناك تصب الزيت فوق النار ليزداد لهيبه، وشريحة المعلمين والتربويين هم الاكثر عددا وتاثيرا على الاوضاع العامة في البلد وتوقفهم عن العمل يلحق ضررا اجتماعيا كبيرا في البلد
ارجو الجميع ان يقفوا بامانة ومسؤولية وواقعية ومنطق امام تداعيات التدهور المعيشي واثره على شريحة المعلمين الاكثر تضررا من بين الوظائف في الجهاز الاداري للدولة
ان توقف المعلمين عن العمل عند بدئ العام الدراسي ٢٠٢٣- ٢٠٢٤م لعدم استطاعتهم اداء واجبهم الوظيفي في المدرسة ازمة كبيرة ستضاف الى الازمات المعقدة في البلاد ، ويتطلب من الجهات المسؤولة تقديرها واحاطتها بقدر من الاهتمام ، والتماس حق التعبير عن الاحتجاج على تدهور وضعهم المعيشي الذي سقطت فيه القيمة الفعلية لراتب المعلم والمقدر في المتوسط ٩٤٥٠٠ اربعة وتسعون الفا وخمسمائة ريال والتي اصبحت تساوي اليوم ٦٥$ في الوقت الذي كانت تساوي فيه قبل العام ٢٠١٤م قرابة ٤٤٠$ ، ولم يعد المعلم وفيا بالتزاماته الاسرية وتغطية الاحتياجات المعيشية الضرورية ، ولهذا يأسف المعلمون جدا الى ماوصلت اليه الاوضاع الاقتصادية في البلاد وهم في دولة محاطة بالبحار والتنوع المناخي والبنية الاقتصادية الضخمة النفطية والغازية والمعدنية والثروة البشرية التي يعلمون الطلاب في المدارس في مادة الحغرافيا ان البلد تمتلك ثروات لاتقدر بثمن ويؤسفهم اكثر ماقد يقدمون عليه حال بدئ العام الدراسي واوضاعهم المعيشية متفاقمه اكثر من الاعوام السابقة مايدفعهم الى التوقف عن العمل بقناعة غير مستفزين لمشاعر الآخرين .
اعتذر لكل زملائي في العمل النقابي لست من دعاة الاضراب ولا من المشجعين للعمل به من باب انه لدينا شراكة في الحكومة ويتوجب علينا الضغط عليها لتحرك المياه الراكدة لتفصح عن المعوقات التي تعترض طريقها في التصحيح والمعالجات واذا ارادت ان تفعل معها العمل النقابي ليساندها في الضغط من اجل تنفيذ برامج التصحيح والمعالجات فهذا خير من لجوء النقابات الى الاضراب وتعطيل ماهو معطل.
المصدر
