رئيس مركز دراسات : إعادة الحوثيين إلى قوائم المنظمات الإرهابية أمر مؤكد
تعود التعقيدات مجددًا إلى ملف الأزمة اليمنية، بعد التطورات الإقليمية الأخيرة، التي بدأت ميليشيا الحوثي في استغلالها سياسيًّا، تزامنًا مع اقتراب الإعلان عن “اتفاق مبادئ”، يمهّد لانطلاق مفاوضات بين الأطراف اليمنية، وفق خريطة طريق قدمتها الأطراف الإقليمية.
وأكدت مصادر حكومية يمنية لـ”إرم نيوز”، استمرار تعثّر التفاهمات حتى الآن، بعد تراجع ميليشيا الحوثي مؤخرًا عن التزاماتهم السابقة، المتعلقة بالجانبين الإنساني والاقتصادي، التي تم التوصل إليها خلال جولات التباحث مع الأشقاء في المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان، على مدى الأشهر الماضية.
وأشارت المصادر، التي فضّلت عدم الكشف عن هويتها إلى أن الجهود الإقليمية المتواصلة، نجحت خلال الأسابيع الماضية، في الوصول إلى تفاهمات مشتركة بين الأطراف اليمنية، تفضي إلى إعلان “اتفاق مبادئ” خلال أيام، يتضمن ترتيبات اقتصادية وإنسانية، لتعزيز وبناء الثقة بين الأطراف، قبل الدخول في العملية السياسية، لكن هذه الجهود اصطدمت بشروط جديدة لميليشيا الحوثي.
ويأتي موقف الحوثيين الأخير، بعد هجماتهم الجوية على إسرائيل واستيلائهم على سفينة شحن تجارية في مياه البحر الأحمر، كرد على ما يتعرَّض له الفلسطينيون في غزة، وهو ما يرى محللون، أنه توهّم بتحقيق مكاسب إضافية، تتطلب واقعًا مغايرًا في لائحة الاشتراطات المحلية.
وقال وكيل وزارة الإعلام لدى الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًّا، أسامة الشرمي، إنه من الصعب إحراز أي تقدم سياسي مع الميليشيات الحوثية، التي اعتاد اليمنيون على طريقتها في إلغاء اتفاقاتها السابقة، من خلال تقدمها بمزيد من الشروط ووضع العقبات أمام عجلة التفاوض.
العملية السياسية في اليمن “هشة”
وذكر الشرمي، في حديثه لـ”إرم نيوز”، أن العملية السياسية في اليمن “لا زالت هشّة، وتزداد هشاشتها مع استمرار ميليشيات الحوثي في أعمالها الإجرامية، ومحاولتها ابتزاز اليمنيين، عبر ابتكار بطولات زائفة بين الحين والآخر، والتي كان آخرها، الاستيلاء على سفينة تجارية تخضع لقواعد وأسس القانون الدولي الذي لا تحترمه الميليشيات”.
من جانبه، يعتقد المتحدث باسم القوات اليمنية المشتركة في الساحل الغربي، العقيد، وضاح الدبيش، أن إقدام ميليشيا الحوثي على تهديد واستقرار أمن المنطقة البحرية، والتجارة العالمية برمّتها، من خلال هذه البطولات الوهمية التي لم تحقق أدنى أثر، يؤكد أن الخيار والحسم العسكري هو أفضل خيارات السلام في اليمن.
وقال في حديثه لـ”إرم نيوز”، إن تغاضي الأمم المتحدة والمجتمع الدولي عن هذه التهديدات، ثم العودة لاحقًا للتدخل واستئناف المفاوضات وإيجاد بدائل وبنود مقترحة تتماهى مع رغبة الميليشيات الحوثية، يؤثّر بشكل كبير على مصداقيتها ويثير الكثير من الشكوك حولها.
وهددت الولايات المتحدة الأمريكية الثلاثاء، ميليشيا الحوثي، بإعادة تصنيفهم كمنظمة إرهابية، بعد هجماتهم الأخيرة على إحدى السفن في المياه الدولية، ودعتهم إلى الإفراج الفوري عنها وعن أفراد طاقمها.
ويقول رئيس مركز “أبعاد للدراسات والبحوث”، عبدالسلام محمد، إن إعادة الحوثيين إلى قوائم المنظمات الإرهابية، أمر مؤكد، في حال استمرار هجماتهم في البحر الأحمر على السفن التجارية، “لكن ذلك سيعرقل المفاوضات اليمنية المستقبلية”.
وأوضح في حديثه لـ”إرم نيوز”، أن الاهتمام الحوثي في الوقت الحالي، مُنصبّ على محاولة كسب أكبر قدر ممكن من التعاطف الشعبي على الصعيدين المحلي والعربي، وذلك على حساب الوضع في اليمن، “وذلك يدلل على أن لديهم مخططًا داخليًّا آخر، ولربما يفجّرون الوضع باتجاه استهداف مناطق الساحل الغربي من البلاد أو محافظة مأرب”.
الحكومة الشرعية في اليمن والدعم الأمريكي
ويعود وكيل وزارة الإعلام في الحكومة اليمنية، أسامة الشرمي، ليؤكد أنه “في حال تصنيف قيادات ميليشيا الإرهاب الحوثية أو مجمل هذه الميليشيا وإعادتها إلى قوائم الإرهاب، فإن بإمكاننا أن نأمن من استمرار منح المجتمع الدولي ميليشيات الحوثيين مزيدًا من المكافآت على حسابهم، وتوقف التحاور مع الميليشيات بعيدًا عن اليمنيين”.
وقال إن ما يريده اليمن من أمريكا والمجتمع الدولي، خلال المرحلة القادمة، هو دعم الحكومة الشرعية ومؤسساتها التي تحترم الاتفاقات والمواثيق والقوانين الدولية، وإن ذلك كفيل بإعادة الاستقرار والسلام إلى ممرات الملاحة الدولية.
وأشار إلى أن عملية تحرير ميناء الحديدة المطلّ على البحر الأحمر من الحوثيين، “كانت وشيكة في العام 2018، لكن الولايات المتحدة والمملكة المتحدة اعترضتا، ولذلك نحن الآن نعاني ويعاني معنا المجتمع الدولي من سيطرة هذه الميليشيات على الحديدة”.
إرم نيوز
المصدر