اخبار محليةصحيفة 4 مايو

أهداف مستترة وراء قرصنة الحوثي في المياه الإقليمية

4 مايو / استطلاع: مريم بارحمة

سلوكيات ميليشيا الحوثي الإرهابية في المياه الإقليمية والدولية تبرهن بشكل قاطع على نهجها السياسي المعطل لكافة جهود السلام سواءً في الجنوب أو اليمن أو المنطقة والإقليم، وتضع المجتمع الدولي أمام مسؤولية جسيمة لمواجهة وردع تهديدات تلك الميليشيا الإرهابية، بكل حزم وصرامة. وتنعكس هذه السلوكيات والأعمال الإرهابية سلباً على الملاحة الدولية وخطوط التجارة والأوضاع الاقتصادية والإنسانية سواء في اليمن أو الجنوب أو الإقليم، وتؤدي إلى تقويض الأمن والسلم بالمنطقة.
ويؤكد المجلس الانتقالي الجنوبي على استعداده الدائم للعمل على تأمين مسار الملاحة الدولية وردع السلوك الإرهابي الحوثي ورفع جاهزية القوات البحرية الجنوبية، والعمل على تطويرها، بالشراكة مع دول التحالف العربي والشركاء الإقليميين والدوليين، وعدم السماح بأي تطاول على مياه الجنوب الإقليمية والدولية، مهما كانت المبررات. ويدين المجلس هذا السلوك الإرهابي الذي يهدد بشكل مباشر أمننا الغذائي وينذر بمضاعفة الأزمات الاقتصادية والإنسانية.
 فما هدف مليشيات الحوثي من القرصنة في مياه الجنوب الإقليمية بخليج عدن؟ كما أن البحر الاحمر وخليج عدن ومضيق باب المندب منطقة تهم العالم ما المخاطر التي تنتج عن العمليات الحوثية في خطف السفن؟ وما الاثار التي ستترتب على عمليات القرصنة الحوثية في البحر الاحمر وخليج عدن وباب المندب؟ كذلك الحوثي استغل العاطفة العربية الاسلامية الداعمة للحق الفلسطيني إلى أي مدى تؤثر عملياته العسكرية في الكيان الصهيوني؟ وكيف يمكن ردع تهديدات جماعة الحوثي وسلوكها الإرهابي للملاحة الدولية وخطوط التجارة في خليج عدن وباب المندب والبحر الاحمر وتأمين مسار الملاحة الدولية ؟ وما دور التحالف العربي في رفع جاهزية قواتنا البحرية الجنوبية وتعزيزها ؟ كما أن حرب الممرات قادمة ما الموقف العملي للجنوبيين في شراكة حرب الممرات؟
للتسليط الأضواء أكثر على هذه التساؤلات وإزاحة الغموض التقينا بنخبة من الكوادر الجنوبية.
 
-أضعف من بيت العنكبوت

لكشف أهداف الحوثي من القرصنة يتحدث الأستاذ سالم أحمد صالح بن دغار، نائب رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي الجنوبي، قائلا:” الهدف من قرصنة الحوثه استعراض القوة أو بمعنى اخر أننا أقوياء ونمتلك امكانيات تمكنا من تهديد الملاحة الدولية، وإذا نظرنا للحقيقة سنجدهم أنهم أهون علينا نحن ابناء الجنوب العربي من خيوط العنكبوت”.

-احتلال باب المندب

بينما يقول الناشط والصحفي الأستاذ محمد سعيد العشلة:” الهدف لفت أنظار العالم، واحتلال باب المندب من قبل اليهود، ومحاولة محو جرائمها الجسيمة التي ارتكبتها بحق الإنسانية، والحصول على تسويق إعلامي لمواصلة نهب المواطنين من خلال التبرعات التي تجمعها “.

-موقف عربي
 
ولتعرف على المخاطر التي تنتج عن العمليات الحوثية الإرهابية في خطف السفن يتحدث الأستاذ صالح علي بلال، مدير ميناء قنا التجاري قائلا:” باب المندب ممر يحتل أهمية بالغة للملاحة الدولية ليس في هذه الفترة الحالية بل كان مهم في كل الحروب العربية مع اسرائيل وقد اغلق من قبل دولة الجنوب دعماً للقضية الفلسطينية ومصر في حرب اكتوبر 1973م واستمر الاغلاق حتي 13 ديسمبر من نفس العام بعد اتفاق وقف إطلاق النار وباتفاق مع مصر.
وفي ما يخص المخاطر الحالية التي يقوم بها الحوثيين فهي لم تأتي بموقف عربي متوافق مثل ما حصل سابقاً بل انها تشكل خطر على منطقتنا بما فيها مصر ويتمثل في خنق قناة السويس”.

-تدهور الاقتصاد

بينما تؤكد الأستاذة رميا فيصل محمد حسن، عضو الجمعية الوطنية في المجلس الانتقالي، قائلة:” يُعد تهديد للأمن والملاحة الدولية وللمنطقة العربية برمتها، كذلك قد تضطر الكثير من الشركات التي لها تجاره تمر عبر المضيق باب المندب إلى رفع قيمة السلع والبضائع لارتفاع قيمة التأمين، وتهديد الأمن الغذائي وصعوبة وصول المساعدات الإنسانية في الشمال والجنوب، مما يفاقم الأزمات الاقتصادية والإنسانية التي يعيشها الموطنين سواء في الشمال أو الجنوب”.

-تفاقم سوء الأوضاع

بدوره المحلل السياسي الأستاذ مبارك أحمد الجبواني، يضيف:” تؤثر أعمال القرصنة بشكل عام على الملاحة الدولية وحرية وحركة النقل البحري التي تحمل قرابة 90% من التجارة العالمية، كما أن عمليات القرصنة تعرض طواقم السفن التجارية للخطر، وتهدد وصول المساعدات الإنسانية لمناطق الصراعات المسلحة، ويشكل التهديد الحوثي لخطوط الملاحة الدولية خطر كبير وتأثير سلبي على حركة الملاحة الدولية، وخصوصا انها لم تعد تهديدات فحسب بل واقع قرصنة حوثية للسفن تمثلت في خطف سفن تجارية في البحر الأحمر وخليج عدن، ومع أن الحوثي يدعي مهاجمته لسفن ترتبط بدول معينه، إلا أن انعكاساتها تؤثر على حركة الملاحة الدولية بشكل عام، كون السفن التجارية غيرت مسارها من باب المندب إلى ممرات أخرى آمنه، وهذا يوقف عمل الملاحة في باب المندب، ويؤثر سلباً على الحركة التجارية ووصول المساعدات الإنسانية إلى بلادنا مما يزيد الوضع تفاقماً نحو الأسوأ”.

 -التدخل الاجنبي

ولمعرفة الآثار التي ستترتب على عمليات القرصنة الحوثية في خليج عدن وباب المندب والبحر الأحمر يتحدث أ. العشلة قائلاً:” التدخل الأجنبي بذريعة الحماية، وتهديد الملاحة وخطوط التجارة الدولية، وتفاقم تدهور الأوضاع الاقتصادية والإنسانية في اليمن و الجنوب والمنطقة”.

-زيادة الدمار والتجويع

ويردف أ. بن دغار :” في الحقيقة والواقع ليست هناك ثمة أثار ستترتب على عمليات القرصنة الحوثية في البحر الاحمر، غير مزيد من ويلات الدمار والتجويع والافقار على الشعب اليمني وشعب الجنوب العربي على حدا سواء، وتمكين القوى الأثمة والطامعة من أحكام قبضتها على المضائق المائية كباب المندب وخليج عدن والبحر العربي والسيطرة على الجزر واحتلالها تحت ذرية حماية الملاحة الدولية”.
 
-كسب تأييد على حساب الفلسطينيين

ولكشف إلى أي مدى تؤثر عمليات الحوثي العسكرية في الكيان الصهيوني، يقول أ. مبارك:” ليس هناك تأثير مباشر لما يدعيه الحوثيين من استهداف للكيان الصهيوني، كون جميع العمليات التي أعلن عنها مسبقاً لم تحقق أي أهداف داخل الكيان الصهيوني، وما يقوم به الحوثيين من أعمال قرصنة للسفن في البحر الأحمر ومضيق باب المندب دليل على فشله في استهداف أي مواقع للكيان الصهيوني في الأراضي الفلسطينية المحتلة، إن الهدف الرئيسي وراء ما يمارسه الحوثيون من تهديدات لخطوط الملاحة الدولية وما يدعيه من قيامه بهجمات ضد الكيان الصهيوني إنما يسعى من خلالها لكسب تأييد شعبي داخليا وخارجيا على حساب حقوق الشعب الفلسطيني”.

-تهديد الأمن والسلم الإقليمي

وتضيف أ. رميا:” ما تقوم به مليشيات الحوثي لن يؤثر على الكيان الصهيوني ولا على مالكي السفن بل سيؤثر على الأمن والسلم الإقليمي وطرق الملاحة الدولية، وخطوط التجارة في خليج عدن وباب المندب والبحر الأحمر، والمصالح الاقتصادية المشتركة، وستجعل مهمة تأمين خطوط الملاحة الدولية من مهام قوات دولية، وهذا يؤكد بأنه لا يهمها السيادة، ولا الوطن، ولا المواطن. إن أفعالهم تؤكد بأنها تحارب وتدمر الإسلام، وقيمه العظيمة، فهي من تقوم بتفجير وهدم المساجد في الشمال، وتفرض قيودًا عنجهية أمامية على المصلين، ولن تقاتل لأجل الإسلام وفلسطين بل أنها تضر شعب فلسطين وقضيتهم العادلة”.

-تشابك المصالح

 ويؤكد أ. بلال قائلاً:” الكل مع دعم الفلسطينيين والوقوف معهم، لكن الوضع اليوم غير الوضع الذي ساد في الحرب مع اسرائيل الذي اشتركت فيه الجيوش العربية. اليوم الدعم مطلوب للمقاومة من الداخل وهي التي تستطيع مسك اسرائيل من اليد الموجعة”، مضيفا:” أما القيام بأعمال القرصنة فانه يؤدي إلى مشاكل تعكس على المحيط العربي والشعب وذلك لتشابك المصالح؛ لأن المصالح اصبحت مرتبطة بالتبادل التجاري ووجود مثل هذه الأعمال يجعل شركات النقل البحري وشركات التأمين ترفع أجورها، والتامين على البضائع والسفن، وهذا يعكس نفسه على رفع الأسعار مما يضاعف الاعباء المعيشية على الشعب. أما اسرائيل أو مالكي شركات البواخر والبضائع لن تتأثر؛ لكونها سوف تستلم كل ما تخسره مضاعف من شركات التامين”.

-دور الاشقاء والإقليم

وعن ردع تهديدات جماعة الحوثي وسلوكها الإرهابي للملاحة الدولية وخطوط التجارة في خليج عدن وباب المندب والبحر الاحمر وتأمين مسار الملاحة الدولية، ودور التحالف في رفع جاهزية قواتنا الجنوبية البحرية وتعزيزها، يقول أ. سالم بن دغار:” في الحقيقة إذا نظر الاشقاء في التحالف العربي بمسؤولية تجاه بلد ودولة الجنوب العربي وتمكينها من السيطرة التامة على كامل ترابها الوطني المعترف به دوليا وإعلانها فك الارتباط عن الجمهورية العربية اليمنية، وتقديم لها الدعم اللوجستي من مال وسلاح نوعي وثقيل، هنا نحن نجزم وبما لا يدع مجال للشك بأن الملاحة الدولية وتجارة شعوب العالم أجمع ستكون بمأمن من أي تهديدات أو اعتداءات حوثيه”.

-بناء جيش جنوبي

 بينما يردف أ. العشلة :”بناء جيش جنوبي قوي، وتعزيز القوات البحرية الجنوبية وتقديم مختلف أنواع الدعم لها لوجستيا وعسكريا…الخ”  

-تمكين القوات البحرية الجنوبية

وبخصوص الموقف العملي للجنوبيين في شراكة حرب الممرات، تتحدث أ. رميا قائلة :” من أجل حماية ممرات الملاحة الدولية على صناع القرار بالعالم دعم القوات البحرية الجنوبية بأحدث التجهيزات وتأهيلها، وتمكين شعب الجنوب من استعادة دولتهم الجنوبية كاملة السيادة، فالجماعات الحوثي لها أغراض من هذه التهديدات، وقواتنا الجنوبية قادرة على حماية الممرات الملاحة الدولية، ونطالب دول التحالف العربي والشركاء الإقليميين والدوليين، بدعم القوات البحرية الجنوبية لتأمين مسار الملاحة الدولية وردع سلوك الحوثي الإرهابي”.

-رفع جاهزية القوات الجنوبية

بينما يردف أ. مبارك :” الموقف العملي والفعلي للجنوبيين في الشراكة في حرب الممرات، يتمثل في جاهزية القوات البحرية الجنوبية وخفر السواحل وتصديها لأعمال القرصنة في خليج عدن ومضيق باب المندب، باعتبار أن هذه الممرات تقع ضمن الخريطة الجيوسياسية للجنوب، ويقع على عاتق القوات الجنوبية المسلحة حمايتها بالتعاون مع الشركاء الإقليميين والدوليين، كون مهمة حماية المياه الإقليمية مهمة المجتمع الدولي ككل، وينبغي على المجتمع الدولي دعم القوات الجنوبية وتأهليها لمكافحة أعمال القرصنة البحرية، كما  ينبغي على المجتمع الدولي دعم القوات الجنوبية المسلحة في حربها على الإرهاب، والتي استطاعت فيه من تحقيق انتصارات كبيرة رغم الإمكانيات المحدودة”.

-دور صناع القرار بالإقليم

بدوره أ. بلال يقول:” في هذه الجزئية يقع الأمر على دوائر القرار في الاقليم والعالم، بعد ان تأكد ان لا أمن لهذه الممرات إلى بدعم قيام دولة الجنوب المالك الشرعي لهذا الممر الدولي المهم، وهي الوحيدة التي تستطيع تأمين الممر الدولي والمياه الاقليمية التي كانت تؤمنها من سابق”.

المصدر

جوجل نيوز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى