حضرموت تؤكد رفضها لمحاولات تفريخ مكونات سياسية ذات طابع معادي للهوية الجنوبية
4 مايو/تقرير-رامي الردفاني
منذ التوقيع على اتفاقية الوحدة اليمنية وتحقيقها في العام 1990م كان الهدف الرئيسي للقيادة السياسية في الجمهورية العربية اليمنية هو الاستيلاء على الجنوب والضم والإلحاق بهدف تحقيق مكاسب اقتصادية فقط من خلال نهب مقدرات الجنوب وثرواته من النفط والغاز والذهب والمعادن والثروة السمكية والأراضي والعقارات نظرا لما يمتلكه الجنوب من هذه المميزات ولم تكن الوحدة السياسية على مايبدو غاياتهم وطموحهم، ذلك ماكشفت عنه الاتفاقيات من تدمير الهوية الجنوبية ( العلم ، العملة) تعطيل القوانين واستبدالها بقوانينهم العرفية وشراء الذمم، فبعد حرب صيف 1994م بدأت الرؤية تتضح من خلال اجتياح قوات عفاش والإخوان وآليتهم العسكرية للجنوب وتدمير كل ماهو جميل وتهميش الكوادر الجنوبية وإحلال بديلا عنها عناصر شمالية أو موالين لهم من أبناء الجنوب لايمتلكون القرار فتحقق لهم ما أرادوا فعاثوا في الأرض وكرسوا سياسة الفيد والفساد الإداري والمالي في كافة المؤسسات ، وصولا إلى معاقل الثروات في الجنوب حضرموت وشبوة والمهرة والاستيلاء عليها إدارياً وعسكرياً مع إبقاء مكاتب الشركات النفطية الأجنبية في صنعاء اليمنية للاستئثار بالقرار بينما أصحاب الأرض النفطية لايملكون سواء سموم ونفايات الشركات التي أصابت أبنائها بأمراض السرطان والفشل الكلوي وغيرها بينما أولاد الذوات والمتنفذين يتنعمون بهذه الثروات.
” نفاذ الصبر”
بعد كل تلك الهيمنة والغطرسة لقوات الاحتلال اليمني بدأ صبر الجنوبيين في النفاذ فجاءت اعتصامات العسكريين المتقاعدين وتأسيس الحراك السلمي الجنوبي في العام 2007م لتضع حدا لتلك الغطرسة وإبراز مطالبهم العادلة في اطار القضية الجنوبية واستعادة الدولة الجنوبية.
” ثورة الحضارم”
بعد رحيل الشيخ سعد بن حبريش العليي أثر اغتياله من قبل عصابات صنعاء اليمنية والمنطقة العسكرية الأولى وعدد من مرافقية عند أحدى النقاط العسكرية بمدينة سيئون في الثاني من أكتوبر 2013م على خلفية مناداته بتوحيد الصف الحضرمي لتحقيق مطالب أبناءه في العيش بكرامة والحفاظ على الثروات التي تنهب مما أغاض أعداء حضرموت والجنوب ، فبعد رحيله و استشهاده تفجرت براكين الهبة الحضرمية الأولى في ال20 من ديسمبر 2013م والتي أسمعت صوت الحضارم كل من به صمم عن التصفيات الجسدية لكل من يقف في وجه سارقي قوت أبناء حضرموت ناهيك عن التدمير الممنهج للإنسان الحضرمي الذي تكتب مآثره وتاريخه بأحرف من نور.
وتعتبر الهبة الحضرمية الأولى التي قادها الشيخ عمرو بن حبريش ومعه كافة أبناء القبائل الحضرمية والفئات الأخرى وحققت أهدافها باجتثاث الآلية العسكرية المهيمنة على شركات النفط بقيادة الضراب وإجباره على الرحيل وإحلال أبناء حضرموت فكانت تلك الشرارة التي أيقظت حماس الحضارم والتي أبحر بسفينتها عمرو بن حبريش حتى تأسيس مؤتمر حضرموت الجامع في 22 أبريل 2017م بعد تحضيرات مكثفة استمرت عاما كاملا توجت بالخروج بقرارات ووثيقة تفاهم في 11 أبريل 2018م صاغها عدد من الأكاديميين والسياسيين والمثقفين ليباركها الجميع كوثيقة تاريخية لحضرموت تحفظ وتحقق لأبنائها كافة المطالب المشروعة.
” المجلس الانتقالي الجنوبي يتصدى للمشاريع الصغيرة”
بعدها تواصلا لتلك الثورات والوقوف ضد المحتل ولإيجاد حامل سياسي للقضية الجنوبية ككل باعتبار كافة القضايا في محافظات الجنوب تندرج في إطارها جاء إعلان عدن التاريخي وتأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة الرئيس القائد عيدروس الزبيدي كمكون سياسي يضم كافة المكونات وألوان الطيف الجنوبي من باب المندب إلى المهرة مدافعاً عن القضية الجنوبية ومقدرات وثروات الجنوب والتصدي للمشاريع الصغيرة التي تحاول قوات الاحتلال اليمني وعبر أحزابهم ومكوناتهم زرع الفتنة بين أبناء الجنوب عامة وحضرموت خاصة التي تعد العمق الاستراتيجي للجنوب وأنظار العدو لا يريد أن يتخلى عنها أو يتركها في حالها.
ولكن مهما كانت محاولاتهم لتفكيك النسيج الحضرمي الجنوبي فالشعب في الجنوب وحضرموت سيقف لهم بالمرصاد من خلال الثورات والهبات والدفاع عن الجنوب عسكرياً لأجل القضاء على تلك المشاريع ومنها مجلس حضرموت الوطني الذي أعلن عنه مؤخرا لشق الصف الحضرمي الذي تحركه أدوات خارجية .
” إجهاض قبل الولادة”
المشروع الحضرمي المعلن مؤخراً تحت مسمى مجلس حضرموت الوطني الموالي لحزب الإخوان اليمني بإيعاز من عدد من المشائخ وحزب الإخوان كممثل لحضرموت تم إجهاضه وواده قبل ولادته وذلك على واقع موجه الاستقالات من قبل أشخاص تم الزج بهم وعلى رأسهم الشيخ عمر بن حبريش العليي الذي أعلن استقالته من هذا المجلس وسيلحق به الكثير كون هذا المجلس لايمتلك الحاضنة الشعبية لكونه لديه مشاريع يمنية بثوب جنوبي.
” الهبة الحضرمية الثانية”
اللقاء التشاوري الموسع الذي نظمه مكتب حضرموت الجامع بوادي وصحراء حضرموت في 29 سبتمبر 2021م بسيئون تحت شعار نحو توحيد صف أبناء حضرموت لمجابهة التهديدات الاقتصادية والسياسية والعسكرية، والذي شارك فيه التنظيمات السياسية والمكونات المجتمعية والعلماء والأكاديميون والشخصيات والواجهات الاجتماعية والقطاع النسوي والشباب والقيادات التنظيمية لمؤتمر حضرموت الجامع بمديريات الوادي والصحراء، نتج في أعقابه توجيه دعوة لكافة شرائح المجتمع الحضرمي إلى عقد لقاء حضرموت عام بمنطقة حرو مديرية غيل بن يمين تحت شعار حضرموت تجتمع لانتزاع حقوقها والذود عن الدين والعرض والأرض أبرز مخرجاته إعلان الهبة الحضرمية الثانية في 21 أكتوبر 2021م تحت شعار يا عز يا عزاء، وخروج قوات المنطقة العسكرية الأولى ونقلها لمواجهة مليشيات الحوثي باعتبارها الممثل الوحيد لتطلعات الحضارم الميدانية كونها تضم أطيافهم وكياناتهم بمختلف توجهاتهم ومسمياتهم بقيادة الشيخ حسن الجابري رئيس لجنة تنفيذ مخرجات لقاء حضرموت العام حرو. وهي، أي الهبة الحضرمية الثانية، تواصلا واستمرارا للهبة الحضرمية الأولى من حيث الأهداف تصبو إلى تحقيق مطالب الحضارم معيدة لزخمها ساحلا وواديا وهضبة وصحراء ، فكانت قاب قوسين أو أدنى من تحقيق أهدافها إلا أن أعداء حضرموت ومن معهم من حزب الإخوان وقوات الاحتلال اليمني تزرع الشوك في طريقها من خلال مشاريعها الصغيرة التي ظهرت مؤخرا.
” عراقيل ومماحكات”
ومن حينها لحد اللحظة يجرى وضع العراقيل والمماحكات من قبل القوى السياسية في الحكومة الشرعية وخارجها خدمة لمليشيات الحوثي والإخوان ونكاية بالمجلس الانتقالي الجنوبي الذي كان له الدور الكبير في الدفاع عن حياض الجنوب والمكتسبات السياسية والعسكرية والأمنية والنخب العسكرية التي ساهمت في القضاء على الإرهاب وتنظيم القاعدة في المكلا وشبوة وأبين ، فكانت تلك الانتصارات تغيضهم وكان الالتفاف حول الانتقالي لايحلو لهم
لكون للمجلس الانتقالي الجنوبي دورا محورياً في إجهاض كافة التأمر على حضرموت منذ محاربة القاعدة والتأمر بنشر سموم التفرقة لأجل يخلو لهم الجوء أكل ثروات حضرموت وتقاسمها قوى الاحتلال اليمني فيما بينهم وأبناء حضرموت والشعب الجنوبي يعاني الأمرين.
فكان للمجلس اليد الطولى في قطع دابر التآمر وذلك في لم شمل أبناء حضرموت تحت راية الجنوب العربي بعيدا عن التفرقة التي مارسها الاحتلال اليمني طيلة وحدة الدمار والغنيمة لثروات الجنوب.
” حضرموت هدفهم”
فما اشبه اليوم بالأمس اليوم وبعد قرابة عشر سنوات حضرموت مازالت في أعينهم الأرض الغنية بالثروة التي خصصوا لحماية هذه الثروة قوة عسكرية هائلة وبنوا الأسوار حتى لايُرئ ماوراءها من نهب .
” إعلام إخواني الهبة الحضرمية الثانية تصعيد خطير”
اليوم تصرح وسائل إعلام الإخوان اليمني بعد استشعارهم باصطفاف الحضارم صفا واحدا وأجمعوا على اقتلاع قوى الاحتلال من حضرموت ومن مقدراتها ، قام ذلك الإعلام واصفين الهبة الحضرمية الثانية بأنها عبارة عن تصعيد خطير وأنها ستقابل بتصعيد مضاد من أبناء حضرموت وقبائلها مساومين على ذلك كذبا، ومتناسين أن خروج المنطقة الأولى يعد بند من بنود اتفاق الرياض والذي يقتضي أن تكون على راس القوة لتحرير الأراضي الشمالية من مليشيا الحوثي الطائفية، وأن تواجدها غير مرحب به شعبيا . ويراهن الإعلام الإخواني فالاقتتال المقصود به هو أن جنود المنطقة الأولى سيلبسون اللبس المدني وسيرفعون أعلام اليمن وسيركبون الآلة العسكرية لقتال أبناء حضرموت الأصليين وتصوير المشهد على أنه اقتتال حضرمي حضرمي فهذا عهدهم منذ أيام الثورة الجنوبية السلمية إلى يومنا هذا حتى الذين خرجوا يطالبون بفصل حضرموت عبارة عن جنود لبسوا الزي الحضرمي ورفعوا الراية وصوروهم على أساس أنهم حضارم وأن كان هناك توجد أصوات لهذا المشروع فهي أصوات لا يسمع لها إلا الصدى في ضل الزخم التحرري لاستعادة الدولة وبناء دولة جنوبية فدرالية. وما هذه التصريحات من إعلام الإخوان إلا لتغطية مايدور في المنطقة العسكرية الأولى من انشقاقات وخروج جماعي للجند الذين أدركوا أن الأرض ليست أرضهم وأن الجنوبي إذا دخل معركة لن يخرج منها إلا منتصرا فتاريخ صمود وثابت المقاوم الجنوبي عبرة وتاريخ ودروس لمن سبق ولمن سيلحق، وسيخسر وسيطرد من أرض الجنوب كل من يحلم بأن يجعل الجنوب وطنا بديلا له.
” انتقالي حضرموت
المجلس الوطني لا يمثل الغالبية العظمى من أبناء المحافظة”
وفي الشأن نفسه
تطرقت الهيئة التنفيذية لانقالي المكلا حضرموت اجتماعها الدوري لشهر نوفمبر، برئاسة رئيس الهيئة المقدم مهدي سعيد المحمدي إلى مستجدات الأوضاع في حاضرة حضرموت المكلا، مجددة موقفها الرافض لمحاولات اختطاف إرادة أبناء المحافظة وتشكيل كيانات تدعي زورا وبهتانا تمثيلهم … مؤكدة أن إعلان تشكيل هيئة رئاسة ما يسمى “المجلس الوطني الحضرمي” يعزز التفرقة والانقسام، داخل المجتمع الحضرمي، ولايمثل الغالبية العظمى من أبناء المحافظة، ويندرج ضمن المؤامرات التي تستهدف تمزيق النسيج الجنوبي، ومحاولات إفشال مساعي الجنوبيين في استعادة دولتهم.
” مراقبون”
ويرى مراقبون وناشطون وسياسيون جنوبيين أن إعلان مجلس حضرموت الوطني إذا كان يصب في إطار القضية الجنوبية واستقلال الجنوب فأهلا وسهلا به، واما أن كان لتمزيق الجنوب فعلى الحضارم التخلي عنه، فإذا كان لصالح حضرموت في إطار الجنوب فهو مرحب به وهذا من حقه وحق حضرموت ، أما إذا كان (مدعوم خارجياً) لتمزيق الجنوب ولحمته فيجب عليهم التوقف لأن الجنوب وشعبه سيحمي أرضه ووحدة أرضه ولا يغرهم سكوت الساكتين وتخاذلهم فيما يحدث”
معبرين أن حضرموت جنوبية الهوى والهوية ولا يمكن أن تسلخ من جسدها الجنوبي وتقطع عنها روابط التاريخ والجغرافيا وعلاقات المصير المشترك بين عدن والمكلا وبقية المحافظات الجنوبية … مقدمين لهم النصح بأن يعيدون للحق والصواب ويرفضوا سياسة اللعب بأوراق محكوم عليها مسبقا بالفشل المحتوم..