اخبار محليةشبوة برس

سياسي حضرمي: الجنوب وطن يستوطن في حرب من أبشع وأقذر الحروب المعاصرة

 

 

من أراد وطن.. عليه ان يفكر به فقط ويرمي كل ماسواه خلف الشمس، فالنضال ليس مفروشا بالورود بقدر ماهو مفروش بالأشواك، فطريقه محفوف بالمخاطر، ولا يدركه إلا من أذاق ألمه،وشرب سقمه.

فالنضال ليست مجرد كلمة ولكنها ملاحم من البطولات لا تبرز الا من رجال جعل الوطن أمام بصيرته وباصرته ، أما غير هذا فهو هدر للوقت، واستنزاف للمال و الارض والانسان، واستثمار لمشاريع الفساد، بإذلال الشعوب، لاخضاعها واستعبادها، للمزيد من الفقر والجوع والتدهور الصحي والتعليمي، والثقافي والاخلاقي لنشر المزيد من المخدرات بين الشباب الركيزة الأساسية الانمائية والدفاعية لبقاء الشعوب متينة وقوية، وبالتالي للدولة. وبتعاطيها تسهل الطريق نحو إرتكاب أبشع الجرائم التي لا تعرف دينا ولا وطنا ولا أما ولا أبا ولا إنسانا.

 

إن الجنوب يواجه حربا جرائمية قد لا يدركها الكثير منا إلا القلة، تخللتها صورا من الطائفية والقبلية والسلالية والمذهبية تمهيدا لعنصرية حاقدة بين أفراد المجتمع الواحد، ان تأخر عنها الاستقلال، بالتمطيط أحيانا وبالمسكنات السياسية أحيانا أخرى ، وأن أستمرارية التدهور المعيشي للفرد من الأسوأ للأسواء، فهو من أهم العناصر الاساسية للهدم المجتمعي، والعامل الأساسي بل الركيزة للهيمنة للتسلط على الرقاب لاخضاع الشعوب.

 

إن حاضر الجنوب اليوم، يتعرض لمحاولة التفكيك لم يسبق أن تعرض لها من قبل، يبذل فيها بسخاء جد كبير بشراء الذمم بآلاف الملايين لمكونات وتكتلات لتثبيت قوى الشر وإبقاء المعسكرات الموالية لها وتزويدها بالاسلحة التدميرية وذلك لرفع الاصوات من قبل هذه المكونات الانشائية للمطالبة بإبعاد مناطق الجنوب من حرب عبثية لتمكين العدو من تثبيت أقدامه على الارض وزرع الخوف بالمجتمع الجنوبي ولتصفية العقول الجنوبية وتفريغها تماما سواء بالقتل او السجن و الهجرة.. لمزيد من استيطان عائلات قوى الاحتلال، ولشراء الاراضي السكنية بكل سهولة لبناء مساكن لهم واحرام أصحاب الارض من المخططات السكنية في وطنهم ووضع الصعوبات والمعوقات امام مواطني الجنوب من صرف للقطعة الواحدة باستمارات متعددة الاسماء لخلق المزيد من الكراهية والمواجهة بين افراد ابناء الوطن الواحد لسفك الدماء.

 

سياسة تضليلية مخادعة.. يتعرض لها الجنوبيين، في أخبث وابشع صورها الصهيونية، استمارات تحمل عدة اسماء لابناء الارض، ووثائق لغيرهم تصرف تسهيلا لمشاريع الاستثمار الاستيطاني، وبناء المساكن للنازحين، لتوزيعهم على طول المواقع الجغرافية وخاصة بالمدن الرئيسية.

 

إن ما يحصل هو’ الوطن البديل أو الجديد’.. إن قوى الاحتلال ومن سار معهم، يعلنون لنا ظاهرا ولا يقرونه باطنا، ويوصون ولا يتفقون عليه..(لا للجنوب ونعم للشمال) مبادئ ثابتة أتخذوها آية لأهداف ترسيخية لغايات لا يمكن تجاوزها مهما تبدلت الوجوه، وتنوعت الحقائب والبدلات، تمسكا للولاء المقدس (عودة الفرع الى الاصل) هكذا نظرتهم ومشاريعهم للجنوب فرعا ولذا أتخذوا (الوحدة أو الموت) شعارا لمذهبهم الذي يعتنقونه عقيدة يؤمنون بها، والموت لمن يخالفه.

أمام هذا العداء: الحسم.. الحسم.. الخلاص.. الخلاص الاصرار والعزم من كل من يطمع بالجنوب لانقاذ أمة ودين، من تسلط غزاة لا ترحم، وغادر لا عهد له ولا ذمة غير الفيد والنهب وقتل النفس المحرمة،متلذذا بسفك الدماء.

 

إن الجنوب العربي أمام مؤامرات وليست مؤامرة واحدة، وأمام شركاء مساهمة تعددت الاطماع فيها، بانت بعض خيوطها، وهناك خيوطا سوف تظهر بالوقت القريب وربما يزيد متوقفة على حجم التغيير في كبره وقصره، ومعدل التقاسم التنافسي..

يواجه الجنوب العربي حربا نفسية لخداع الرأي العام، مؤداه لاسقاط الميثاق الوطني الذي اجمع عليه الجنوبيين بكامل فئاته، وتمزيق وحدة الصف وتشتيت المجلس الانتقالي الجنوبي الذي عمل جاهدا لاعادة الحقوق المهدورة لتكون هناك دولة جنوبية فيدرالية نموذجية بالجزيرة العربية والخليج كلها.

 

كان من الضروري التحرك في اطار التحالف لاستعادة الدولة الجنوبية بعد عودة الامامة في صنعاء، وبما يضمن تهدئة الشكوك والتوترات التي بدأت تجتاح المواطن الجنوبي الذي لا له يد في هذه الحرب العبثية، لا من قريب ولا من بعيد.

ربما لم تدرك بعض الدول من مغبة اطالة الحرب باليمن، وتحويلها الى الجنوب الذي لا له ناقة فيها ولا جمل إلا بعد أنقشاع أبعاد الرؤية الايرانية بالمنطقة.

 

هل يستطيع الشعب الجنوبي أن يحسم خياراته المصيرية وتعزيز صلته لقائد مسيرته عيدروس قاسم الزبيدي لاستعادة الدولة الذي يواجه اليوم تحديات وضغوطات جسيمة بعد أن أتضحت معالم الطريق وأنقشع الضباب عن تفريخ عدة مكونات لا تحمل الخير باستعادة دولته بعدما ظهرت اهدافها واضحة جلية؟ ومن كذبة إعادة الأعمار التي اصمت الآذان، فهل رأيت أعمارا؟ إن الأعمار بناء، والهدم دمار.

هذا ما تظهره لنا الأيام القادمة..

صونوا أنفسكم بتمسككم، ولا تغرنكم الإملاءات والاغراءات، فإن من أستعر من أجداده، ومحى إسمه، فقد عقم نسبه.

 

————–

وطن لا تحميه لا تستحقه

اني لا أرى من حولي إلا الرئيس عيدروس قاسم الزبيدي قائدا وزعيما

وأن المجلس الانتقالي الجنوبي خير من يمثلني في ظل مرحلة مفصلية من اصعب المراحل الذي يمر به الوطن يتطلب منا الاجماع وتوحيد الصف والكلمة لاجل وطن نحميه.

 

*- أ. سعيد أحمد بن إسحاق

 

 

المصدر

جوجل نيوز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى